التقدّم السريع في جزيرة هيت يجبر ثاني نكسة للقوّات الأمنيّة في صلاح الدين
Sun, 9 Oct 2016 الساعة : 10:39

وكالات:
حتى صباح أمس السبت، كانت القوات المشتركة في صلاح الدين تبحث عن مسلحين تسللوا، مساء الجمعة، الى الضفة المحررة من الشرقاط. وقتلوا اثناء العملية شرطيا، وفجروا ثكنة وعددا من الآليات العسكرية. وقدر زعماء محليون في الشرقاط، أعداد المتسللين من داعش بنحو 40 عنصرا، كانوا يحملون معهم أسلحة خفيفة وعبوات ناسفة، وسيطروا لساعات معدودة على بضعة منازل. واعتبر الهجوم الاول من نوعه، بعد اسبوعين من تحرير المدينة، الذي نفذ بتنظيم عالٍ وبأعداد كبيرة، بعضها استطاع الالتفاف على نقاط السيطرة العراقية. مقابل ذلك التراجع، تقدمت القوات بشكل لافت في شمال الرمادي، خلال الـ48 ساعة الماضية، وتجاوزت سقف العمليات الى الدخول في جزيرة هيت، التي كانت ضمن المحور الثاني للعمليات العسكرية التي اطلقت الشهر الماضي. وكان العبادي قد أعلن، في 20 أيلول الماضي، عن انطلاق عمليات تحرير قضاء الشرقاط وجزيرتي الرمادي وهيت. ودفع الانهيار السريع لداعش في شمال الرمادي، بحسب قيادات ميدانية، الى مواصلة العمليات العسكرية بوتيرة أسرع. ونجحت القوات المشتركة بعد، 72 ساعة من انطلاق العمليات، بتحرير الجانب الايمن من قضاء الشرقاط، الذي يمثل نحو 70% من مساحة المدينة. الخرق في الشرقاط لكنّ الخرق الامني الاخير الذي شهدته الشرقاط، قد يدفع لإعادة تقييم العمليات في القاطعين الغربي والشمالي من البلاد، على الرغم من تأكيد القيادات الميدانية من انهم يتوقعون مثل هكذا خروق.على الرغم من أن ونس الجبارة، أحد ابرز زعماء العشائر المقاتلة ضد "داعش" في صلاح الدين، يعده بـ"الامر المتوقع". وقال ونس الجبارة، احد قادة الفصائل العشائرية في صلاح الدين، لـ(المدى) "كنا نتوقع حدوث ذلك، فالمسلحون محاصرون في الضفة اليسرى من الشرقاط، ويحاولون البحث عن اي نصر معنوي، لكنها العملية الاولى المنظمة وبأعداد كبيرة". ويتوقع الجبارة، الذي يشرف على قوة (أُمية الجبارة) التابعة للحشد الشعبي، ان ترتفع وتيرة الهجمات في المناطق المحررة في الايام المقبلة، بعد خسارة داعش اغلب اراضيه. وأكد القيادي العشائري ان "اكثر من 30 عنصرا من داعش تسللوا، بعد الساعة العاشرة من مساء الجمعة، الى الضفة اليمنى من الشرقاط، مستخدمين الزوارق لعبور نهر دجلة". وتمكن المتسللون، بحسب الجبارة، من تجاوز النقاط العسكرية للحشد والشرطة الاتحادية، المنتشرة على ضفاف النهر. واضاف الجبارة "قامت عناصر اخرى بـالالتفاف من وراء ظهر النقاط الامنية، وفجرت عجلة عسكرية وقتلت شرطيا". وبعد تجاوز نقاط السيطرة، مستغلين كثافة المنطقة بالاشجار، حصلوا على موطئ قدم واحتلوا 4 منازل قريبة من ضفة النهر. وبعد ساعتين تم قتل 15 من القوة المهاجمة، كما وجدت 8 جثث اخرى طافية في النهر بعد ان حاول قسم آخر منهم العودة الى الضفة اليسرى، بحسب القيادي العشائري. واستخدم المسلحون اثناء الهجوم "اسلحة خفيفة"، بالاضافة الى عبوات ناسفة، استطاعوا بواسطتها "نسف" مركز آليات اللواء 51، وتدمير جرافة وآلية أخرى. لكن ونس الجبارة رأى ان "الهجوم هو دليل على ضعف داعش واحساسه بالخسارة والمحاصرة"، لافتا الى "وجود خلايا نائمة ومسلحين يختبئون داخل انفاق في الجزء المحرر من الشرقاط". لافتا الى ان داعش استمر بتعكير صفو ناحية العلم، التي تحررت العام الماضي، لمدة شهرين، مشيرا الى ان القوات المشتركة قتلت 100 مسلح بعد تحرير الناحية. وأرسلت عمليات صلاح الدين، بعد تسلل داعش الى الشرقاط، تعزيزات فورية الى القضاء، فيما استمر تمشيط المنطقة وتأمينها حتى الساعات الاولى من صباح يوم امس. وتؤكد القيادات الميدانية في صلاح الدين، ان معنويات داعش بدأت تنهار هناك، وكشفوا عن قيام 11 مسلحا في شرق تكريت بتسليم انفسهم، الاسبوع الماضي، الى مقاتلي العشائر والجهات الامنية الاخرى. وعاد مؤخرا، اكثر من 50% من نازحي الشرقاط الى الضفة الغربية من القضاء، على الرغم من ان التنظيم مازال يضرب المدينة بالهاونات من الساحل الايسر. وخلال الشهرين الماضيين فرّ نحو 100 ألف شخص من الشرقاط، فيما فضل نحو 350 ألفاً آخرين البقاء في منازلهم. واستطاعت الحكومة المحلية، إعادة الماء وجزء من الطاقة الكهربائية، بينما تحاول تشغيل المصفى النفطي هناك رغم وقوعه في مرمى نيران داعش، لوقوعه على الساحل الايمن للمدينة. وأكدت حكومة صلاح الدين، مؤخرا، ان تأمين المحافظة "لن يكتمل إلا بعد تحرير الساحل الايسر من الشرقاط، الذي يرتبط تحريره باستعادة الحويجة". وهذه المرة الثانية التي تتعرض فيها القوات الامنية والجيش الى نكسة في المناطق المحررة خلال اقل من شهر. وكانت القوات الامنية قد اجبرت، في 26 أيلول الماضي، على الانسحاب من قرية الزوية، شمال بيجي، بعد ساعات من تحريرها. التقدّم السريع في الأنبار وخلافاً للوضع في الشرقاط، فقد تمكنت القوات المشتركة بمساندة قوات العشائر بتسجيل تقدم ملحوظ في شمال الرمادي. فبعد يومين من اقتحام منطقة البو عساف، وجزيرة البو علي جاسم، شمال الرمادي، واصلت القوات تقدمها سريعا بالدخول في اول مناطق جزيرة هيت. وقال غسان العيثاوي، المتحدث باسم عشائر الانبار، في حديث لـ(المدى)، انه "خلال الـ48 ساعة الماضية، حدث تقديم كبير وسريع للفرقة الـ10 للجيش العراقي في تحرير منطقة الطرابشة وزاوية البو نمر شمال الرمادي". وكان من المقرر، بحسب الخطة العسكرية، ان تتوقف عمليات الانبار عند حدود منطقة الطرابشة. لكن العيثاوي اشار الى ان "انهيار داعش السريع في تلك المناطق دفع القوات للتقدم الى جزيرة هيت وتحرير اولى مناطقها المعروفة بتل اسود". ورفع السكان في تلك المناطق الرايات البيضاء، ورحبوا بدخول القوات الى قراهم. وبحسب القيادي العشائري فان "عمليات الانبار قررت عدم اخلاء اي شخص منزله"، مشيرا الى ان عمليات التدقيق الامني لم تسجل وجود اي مشتبه به. في غضون ذلك، امسكت قوات الحشد العشائري بالمناطق المحررة، وهو اجراء جرى تطبيقه في كل مناطق شمال وجزيرة الرمادي. ويؤكد العيثاوي ان "ما حدث من عمليات تحرير في مناطق شمال الرمادي، جرى بوقت قياسي في مسافات شاسعة".من : وائل نعمة.
المصدر:المدى برس