سيّد السعداء، وأوّل الشهداء، وسفير سيّد الشهداء/ احمد جاسم البكاء
Fri, 7 Oct 2016 الساعة : 22:00

ملحمة كربلاء تلك الملحمة التي دارت رحاها قبل إلف وأربعمائة سنة وفي كل سنة يخالجنا شعور بالجوى لخطب تلك الفاجعة . لا بل كل يوم , وكأنها مستمرة وتأبى أن تتوقف وكيف لا وفيها أجمل الدروس والعبر الإنسانية .
الغريب في ملحمة كربلاء أن كل من شارك فيها أستحق دور البطولة لا وجود للدور الثانوي في مشاهد قل نظيرها وتعجز الكلمات عن وصف مابها من سمو ورفعه.
نعم كان مسلم بن عقيل عليه السلام أول مشعلاً .
بل كان انعكاسا لوجه الحسين عليه السلام في الكوفة تقياً ورعاً صبوراً وذو بأس كعمهِ علي بن ابي طالب عليه السلام .
إنّ لمسلم مقامات كريمة،ومناقب سنيّة ؛ وكيف لا فالعرق صحيح، والمنشأ كريم، والشأن عظيم، والعمل جسيم، والعلم كثير، والشأن عجيب، واللسان خطيب، والصدر رحيب؛ فأخلاقه وفق أعراقه، وحديثه يشهد لقديمه، وقول الإمام في شأنه يكشف عن كونه في غارب السنام، من ذروة الشرف من المكارم والفواضل، والنجدة والفضايل، فجوهرة ذاته القدسيّة.
وفي كتاب الإمام الحسين لأهل الكوفة وصفاً لتلك الشخصية الفذة" إنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ".
لقد كانت لكل شخصية دور تؤديه لنشر التوعية والحفاظ على هوية الإسلام الحقيقي تلك الرسالة التي حاولت بني أمية جاهدت طمسها وتنحيتها عن مسارها ببث السموم والبدع ونقلها إلى عامة الناس وخداع البسطاء بأن هذا هو الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وأله.
فكان من أعلام التقوى في الإسلام، وكان متحرّجاً في دينه كأشد ما يكون التحرج، فلم يسلك أيّ منعطف في طريقه، ولا يقرّ أيّ وسيلة من وسائل المكر والخداع وإن توقّف عليها النصر السياسي، شأنه في ذلك شأن عمّه أمير المؤمنين عليه السلام
واخبرهم مسلم بن عقيل عليه السلام عن طوفان قادم يهلك الحرث والزرع .
هلموا معي إلى سفينة سبط النبي قبل أن يدرككم الطوفان فآمنت ثلة قليلة !
ولا زالت سفينة الحسين عليه السلام تبحث عن الأحرار لتنقلهم إلى الخلود.
كذب من قال أنهم قتلوه فتلك القبة الشماء في الكوفة دليلاً على خلود صاحبها
فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا