فلتبقى حسينية/حيدرعبدالرحيم الشويلي

Mon, 3 Oct 2016 الساعة : 16:06

لا شيء يدفعنا إلى المآتم أيام عشرة عاشوراء بوجه الخصوص سوى مصيبة أبي عبد الله الحسين ''ع'' نتعطش إلى التزود أكثر وأكثر بتفاصيل هذه المصيبة التاريخية التي قدم فيها سبط رسول الله ''ص'' نفسه وأهل بيته للانتصار لدين جده- الدين المحمدي- تاريخ يحمل قيما ومعاني لا يمكن أبدا أن تجمل في ساعة أو ساعتين هي مدة الخطب الحسينية لكل ليلة أو كل مجلس حسيني، فما بالك إن استقطع منه لطرح ملفات وعظية أو علمية أو فقهية بعضها لا يتناسب والمستوى الفكري لعامة الناس.
خطباؤنا الأجلاء أتفهم جيدا أنها مناسبة دينية يجتمع فيها آلاف من الشباب قلما يمكن جمعهم بهذا العدد الهائل في أي مناسبة أخرى، وهي فرصة ذهبية لوعظهم وإرشادهم، أتفهم كذلك التطور الذي لحق بالخطب الحسينية حتى باتت مدارس لتلقي العلوم والمعارف، لكن هذه أيام الإمام الحسين ''ع'' وقضيته هي أهم المهم ولاشيء يضاهيها أهمية ولا ننكر جميعنا أن لها من التفاصيل التي تتجاوز مدة الخطب ولو أفرد لها أيام وأيام لما استطاع الخطباء إيفاءها حقها.
أنا كغيري من عامة الناس ممن يسعون للحصول على أكبر قدر من تفاصيل واقعة الطف وأحاول جاهد قدر أن أتنقل من حسينية لأخرى ورغم ذلك أخرج وأنا عطشُ أتمنى المزيد، هناك تفاصيل أجدها جوهرية لا تذكر وأتحسف على من لا يعرفها، والشباب والمراهقين وحتى الأطفال هم أكثر ما يؤلمني عدم معرفتهم بها، ومسؤولية الخطباء كبيرة في تعريفهم بها، البعض قد يجد غضاضة من تكرار بعض تفاصيل هذه الواقعة، وأنا أخالفهم في اعتقادهم هذا، ومبرري أن أولئك وإن كانوا قد تزودوا بهذه المعلومات فإن جيلا جديدا في الساحة لم يتزود بها بعد، ففي كل عام هناك ألاف من المراهقين ممن بدأت مداركهم للتو تتفتق وإن كانت أساسيات هذه الواقعة قد نمت مداركهم بها منذ طفولتهم ولا نستغرب أن طفل العام الواحد يكرر ''يا حسين'' وهو يضرب بكفه على صدره مقلدا اللطم الحسيني.
نريدها حسينية خطبكم يا علماء وخطباء، نريد أن نلم بكل صغيرة وكبيرة عن هذا الإمام الذي قال للسهام ''إذا كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني'' الكتب والمراجع بالآلاف ولكن في المقابل هناك آلاف لا يعرفون كيف ينتقون المناسب لمستواهم الفكري وهناك من يتعذر بضيق الوقت وهناك من له أعذار أخرى والخطب الحسينية ''على الأقل الأيام العشرة الأولى من محرم'' سبيلهم إلى ذلك فلا تستغرقوا في الملفات وتبقون الدقائق الأخيرة والقليلة لمصيبة سيد الشهداء فحسينا حقه علينا كبيرا وعظم الله أجوركم جميعا بهذا المصاب الجلل.

Share |