الأنانية-دلال محمود
Wed, 19 Oct 2011 الساعة : 23:36

الأنانية كلمة,نطلقها على كل من يؤثر مصلحة نفسه على مصلحة الآخرين دون ادنى إعتبار فهو يفكر في مايهمه هو وحده دون الاكتراث
بغيره.
في هذا الليل الهاديء والسَكين خلوت مع نفسي لأراجع مادار من حديث بيني وبين إبني الأصغر والذي إستغرق مدة تتراوح في حدود الثلاث ساعات دون إن نشعر بمرور الوقت حيث كان حديثنا شاقاً وشيّقاً, كان موضوعنا حول صفة الأنانية,بعد نقاش مُطوَّل خرجنا بنتيجة تكاد تكون مُدهِشة .. وهي أنه لاوجود لشخص يفكر بنفسه فقط و بمعزل عن الآخرين، بدليل لو جرَّب أيٍّ منا وحاول أن يعيد ألى ذاكرته جميع تصرفاته خلال يوم كامل فأنه لايفكر الاّ بما يدور حوله , فتراه يقضي ساعات يومه بالنظر الى الحياة بكل مافيها من مناظر جميلة وماتحتويه من مشاكل وهموم, نعم فهو ينشغل بإمور الآخرين بغض النظر عن كون إنشغاله ذاك سلبياً كان أو إيجابياً,وحتى حين يريد أن يتزود بما يحتاجه من مأكل ومشرب فهو لايفكر بنفسه بقدر تفكيره بالأشياء التي سيتزود بها ماهو نوعها؟ وكم هو سعرها وماهية جودتها؟
حين يلتقي الآخرين يبادرهم بالسؤال عن احوالهم وصحتهم فهم يبدؤون بسرد همومهم ومشاكلهم,وعندما ينتهي حديثه معهم سيفكر بالعودة الى البيت, وفي البيت يبدأ بإعداد ماعلى عاتقه من واجبات سواءٌ أكان رجلاً أم إمرأة فهما لايختلفان في هذا الأمر.
إذاً, أين هي الأنانية في كل هذا؟أين هو المرء في كل مامرَّ به في يومه هذا؟ الا ترون انه قد نسيَ نفسه؟
سيسألني أحدكم , ماذا تعنين بالنفس؟
هل هي الجسد؟ ام الروح؟ أم الأفكار؟ هل هي أحد هذه الأشياء؟ ام ان كل هذه الأشياء مجتمعة تتمثل النفس فيها؟
جميعنا لايفقه معنى النفس والسبب لأننا نسيناها في زحمة الأيام وزججنا بها في هموم الأخرين.
أتعلمون متى يفقه الأنسان معنى النفس؟
سأدلكم على طريقة قمت بتجربتها انا وإبني الأصغر وهي كالآتي.....
ياحبذا لو جربتم معنا.
إتخذ ركناً ما ،زاوية ما ، مكاناً ما، في المكان الذي تسكنه حاول أن تجرد نفسك من كل الذي حولك لاتنتبه لأي شيء سواءٌ أ كان أثاثا او أصوات ..ركِّز على جسدك فقط.
قبل لحظات حين كنت جالساً وواضعاً ساقك اليمنى على ساقك اليسرى من الطبيعي لم تكن لتشعر بألم في ساقك اليسرى ولكن الأن في هذه اللحظة فقط حين فكرت بنفسك وركزت بدات تشعر بهذا الألم لهذا فان أول خطوة تقوم بها هي رفع ساقك اليمنى عن اليسرى لتبعد الألم عنها.
وقبل لحظات أيضاً كانت جلستك غير صحيحة وكان ظهرك يشكو وجعاً لكنك لم تكن تشعر بالوجع لأنك كنت أهملتها ولكن الآن حين ركزت شعرت بالوجع وها انك تعدل من جلستك كي يستقيم ظهرك ليزول الوجع منه
في تلك اللحظة إسترخيت وشعرت بهدوء قوي وإرتياح عميق سرى لكل خلايا جسدك .. والآن
أدعوك كي تصم أذنيك عن كل الأصوات وتستمع وتنتبه لصوتك فقط صوتك النابع من أعماق روحك الحقيقية بالتأكيد بدأ سمعك يسري اليه صوت ينبع من داخلك أنه ضميرك الذي يحاول كذلك كلٌّ منا أن يهرب منه كي يظل مهزوماً في زحمة الحياة
إن كانت نفسك شرِّيرة فستجد نفسك مملوءاً بطموحات عدوانية وشرِّيرة وستسمع صوت الشر ِّ وهو يناديك وستكون مستعداً أن تسرق وتقتل وتكذب كي تحقق ماتصبو اليه.
أما أن كانت نفسك طيبة فستجد نفسك مملوءا بالتفاني والحب من أجل إسعاد الآخرين أيّ كانوا هؤلاء لايعنيك ماهو دينهم أو مذهبهم او طائفتهم,طالما هم أرواح خصها الله سبحانه وتعالى بتلك الحياة العظيمة وأنذرنا إن قتلناها أو سلبنا منها الحياة
هنيئاً لكل من تغلبت قوة الخير في نفسه على روح الشر, وتعساً لمن تغلبت قوة الشر في نفسه على روح الخير