نسخة منه إلى المعجبين بأنفسهم...(تسويق الذات)//د.خالد حوير الشمس
Mon, 26 Sep 2016 الساعة : 21:39

ما أكتبه ليس درسا أخلاقيا..ولا أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر، ولا خطابا انوي فيه ابراز أناي وذاتي؛ لكي أسوقهما تسويقا بائسا كوني من منتقدي حملة تسويق النفس.
يُنْظَر الى التسويق بأنه فن البيع القائم على مجموعة من العمليات التي تحفز رغبة المشترين، ويقسمونه على تسويق شبكي، وتسويق تواصلي، وتسويق الكتروني، وتسويق عادي أو عتيادي، وكل له مفهومه الخاص به. وتنتمي هذه الأنواع من التسويق الى مجال التجارة...
اليوم أتحدث عن تسويق ينتمي الى مجال المجتمع أي المجال الاجتماعي ويمكن أن أسميه (التسويق الشخصي)..
يقوم التسويق الشخصي على برم العضلات في كل مفاصل الجسم، وضغط القوى الإبلاغية التي يمتلكها هذا الشخص الذي امتلك مهارة أو مهارتين من مهارات الحياة كأن تكون مهارة الكذب، ومهارة المبالغة..فتتحفز آليات الفبركة، والكبرياء، والعُجُب، والخطب الرنانة، والتحدث بقصص منسوبة لشخصه، وعرض مواقفه، ومعالجاته.. والأدهى من ذلك تنبؤاته لاسيما في السياسة.
وهذا يحدث في مفاصل الحياة كلها..أولها القبلية..فكل منا ينفخ بنفسه ليسوِّق نفسه شيخا على عشيرته، وأحيانا تصل هذه العشيرة الى اولاده فقط اي عشيرته لا يتجاوز عدد أفرادها الأربعة...
وثاني مفاصل التسويق العلم...فكل منا يكون عالما ووحيد دهره، فأحدهم كتب في علم البلاغة العلم القديم جدا جدا ..وأنا أعرف اطروحته لاتتجاوز المجاز والاستعارة لكنه يسوقث نفسه بأن من تمهيد رسالته استنتجوا أربعة أطاريح، وهكذا كثير مما يدمي القلب لو تكلمت...ولولا أن يرموني بالزندقة.
والأدهي من ذلك هنالك من يسوق نفسه على أنه سياسي..خذ مثلا أن أحدهم يقدم نفسه على أنه المحلل السياسي، والخبير الاستراتيجي، والمختص بدراسات الز...وووو ادري ذني كلهن بيك ....
اما عن من يسوق نفسه أنه أديب فالكلام طووويل طويل... المهم ان التسويق الشخصي يقترب كثيرا كثيرا من التسويق الهرمي..وهذا معروف في علم الاقتصاد أنه تسويق وهمي قائم على النصب والاحتيال وليس له مفهوم مستقر اطلاقا..
دع فعلك يتكلم ولا تبالغ..دع الناس يقيمون ويختارون الفحل من الفحلول....