اشكالية التقشف بين النفط والعقل العراقي/هيثم الجاسم

Wed, 21 Sep 2016 الساعة : 21:10

الواقع العراقي مباشرة :نسمع كثيرا عن التقشف وسببه انخفاض اسعار النفط . وهذا يعني الدولة لاتسطيع تامين رواتب موظفيها هذا مع توقف كل المشاريع بل فشلها بل عدم تسديد مابذمتها للشركات وووو. ويعني زيادة الضرائب على المواطن ويعني توقف حركة السوق ويعني انتشار الجريمة بكل اشكالها ويعني ويعني ...
هذا يضعنا امام التحدي اولا كشعب وثانيا كدولة ( بلا سيادة )
ماذا نفعل لنعيش هل نعيش لنعمل ام نعمل لنعيش . اليابان بعد خمسين عاما على الحرب العالمية الثانية حاصرت العالم بالتقنيات والتكنولوجية يعني بقوة العقل الياباني على الانتصار والحضور عالميا يعني الانسان الياباني بارادته الجبارة  انتصر فعاش ليعمل وكذلك فعل الشعب الالماني .
اما نحن فنعمل لنعيش . نكدح ليلا ونهارا لتامين لقمة العيش وبالكاد . اما الشواذ فيسرقون كالمرض الفتاك عافية البلد ليعيشوا هؤلاء لانتكلم عنهم . نتكلم على الشعب الحقيقي المحدود الدخل والذي تقع على راسها كل نتائج اخطاء السياسيين وفشلهم .
هذا يوصلنا الى حقيقة عمرها اكثر من الف عام ان الشعب العراقي استاطب العيش على موقد الفقر والجوع والجهل واذا كان قد راى النور فهي صحوة غمام ثم يعود المطر الاسود ليهلك الحرث والضرع .
هنا ياتي السؤال : هل نبقى نحلب الارض ونسالها عن ماادخرت لنعيش ام نسال انفسنا هل فينا عقل يعمل ليصنع الحياة اسوة بالعالم ونترك اسلوب العيش القديم . ام اننا امة محكومة بالجهل والظلام والضلالة ولانتحرك الا لنمارس اعراف وتقاليد وشعائر وطقوس متخلفة صار العالم المتحضر ينظر اليه جاهلية القرن العشرين . وان الله زيننا بعقول لانستعملها الا للاعمال الطائشة والحقد والعنصرية والسوادوية والفساد والاجرام والقتل والكره والانتقام ونحن نعيش ذلك اليوم وليس هناك من يعمل للحل كلنا مقصرون في ذلك من علمائنا الى قرائنا ناهيك عن المثقف والمعلم والدكتور وووو كل يغني على ليلاه ويفكر بطريقة مادية سخيفة معتقدا ان السعادة تتحقق بتلك العقلية المريضة بالجشع والطمع على حساب صحة وكرامة وافقار واذلال الناس بطلب الحاجة حتى باتت الحياة بالعراق جحيما من ايدينا نحن النخب للاسف .
ولااريد ان اسرد امثلة عن ان شركات عالمية بالصناعات الالكترونية والتكنولوجية تحقق واردات مليارية تعادل مانجنيه من النفط موردنا الحياتي الوحيد كما اسلفنا بالبداية لنعيش بخمس مرات واكثر . فكيف بك بالدول التي تحقق موارد كارثية بالمليارات واذا سالنا انفسنا كيف ذلك فنرى ان الشعوب تستعمل عقول ابنائها لتعيش وهو اهم ماتملك كما فعلت سنغافورا وهي لاتملك اي موارد طبيعية وصارت تنافس اليابان جارتها . ونحن نملك مواردا لاتحصى واسبتنا عقولنا عليها . والان نرى ان التقشف اصابنا لان اهم مورد لعيشنا قد افلس . ولاادري ماذا ننتظر وانساننا ينهار بين افات الامرا
 ض السرطانية وراسمالية التعليم بلا علم وبلا صناعة ولازراعة ولاتجارة ولااخلاق وبات الفساد سمة اخلاقية للمسؤول اما الشعب فيصفق للجبان والخائن اذا كان ابن العشيرة او الطائفة او القومية او الحزب او المليشيا او من نفس الولاء للاجنبي ووو . ونحن نقلب اطرافنا نستعطي المنظمات لترحما كالمتسوليين ووكاننا حمقى وهبل في قارعة طريق .

Share |