العلاقة بين الثقافة والحضارة/عبيد زوري جبار
Mon, 5 Sep 2016 الساعة : 12:14

هما بكل الاحوال ميزة فالانسان عموما يحب ان ينعت بانه مثقف ومتحضر ولعل المرادف لهما الجهل والتخلف
فالمثقف هو الذي ثقف والم بمقدار ليس بالقليل من المعرفة بالاشياء ولديه اطلاع بعديد من العلوم ولدية حصيلة معرفاتية
يؤهله للخوض في امور عدة وابداء الراي واثراء من حوله بالمعلومات التي تساعد المستمع له بفهم القوانين التي تحكم
الحياة .
اعتادت المحتمعات البشرية ان تقرن التحضر بالتقدم والتطور العمراني والعلمي التقني الذي يميز شعب حقق له تفوقه
العلمي السيادة على بقاع شاسعة من الارض في حقبة من التاريخ ومنحنه ذلك التفوق المادي التصرف بمجريات الاحداث
فارضا نمط معين من السلوك والتعامل والتقاليد التي اصبحت عنوانا للتحضر بدرجة ما .
المدهش انه الحضارات المعروفة كالسومرية والبابلية والفرعونية الفارسية واليونانية والرومانية والاسلامية
وغيرها لم يبق منها سوى
الاطلال والاثار المادية المتبقية والتي تثير الاعجاب حقيقة بل تحقق للانسان متعة فيما كانت عليه من مستوى عالي
في شتى العلوم الفيزيائية والكيميائية والطبية والهندسية لكن النتاج الفكري والانساني هو الاكثر تداولا والابقى والاعمق
تاثيرا في كيان الانسان الذي هو فاكهة هذا الوجود الجميل وبما ان هذا الوجود الانساني هو ثابت لايتغير ظل التاثير
مستمرا لايبلى ولا يتاكل مادامت هناك اجيال تتعاقب على البحث النبيل عن المعرفة .
لذلك نجد كتابات واطروحات اخلاقية ووجدانية وحكمة راسخة اتت من اشخاص لاينطبق عليهم التعريف التقليدي
للمثقف او المتحضر لكن الاشراقة التي قدحت في قلوبهم خلقت سلوكا راقيا جعل معنى جمال الوجود الحقيقي حاظرا
امامهم في كل لحظات الحياة اقصد انهم متحضرون بمقدار حضور جمال الحقيقة في وجودهم الاني متميزين بالوضوح
والبساطة والصراحة وهذا مالا يوفق له كل مثقف الذي قد يملا الدنيا ضجيجا ويتحفنا بكم هائل من المعلومات لكن لا
يسعفه قلبه بعزم لممارسة اخلاقيات هذة المعرفة التي يملك .
بطبيعة الحال اجتماع كلتا الصفتين بشكلهما الحقيقي رائع والاروع انهما يبدان من نقطة وتمتدان كالشعاع نحو المطلق
لان المعرفة التي يحتاجها المثقف لاحدود لها وكذلك حضور جمال الوجود لدى المتحضر الحقيقي متجدد باتساع
الممارسه الاخلاقية الفطرية الحاظرة وبقوة في اعماق كيانه المشرق .