عظيم اثينا وعظيم الكوفه ( كما وصفهم جورج جرداق)-نوفل عبد الحميد الموزان

Wed, 19 Oct 2011 الساعة : 9:30

الباحث الاجتماعي
يقول جورج جرداق ( ان علي (ع) وسقراط كلاهما كان في عهده مظهرا لمجتمع جديد و حاجات جديدة فراح كلاهما يهدم ويبني فعادوه اشد العداء فثبت لهم كالطود الراسخ وازداد بالحق ايمانا . وكلاهما جابه الطغاة والوجهاء وكانزي الذهب واهل السلطان واصحاب الجيوش بسلامة الفطرة الانسانية وقدرة العقل وحرارة القلب ووهج الضمير والايمان بخير الحياة وكلا الرجلين تراث للانسانية عظيم) .
لقد كان سقراط اغريقيا وثنيا سبق امامنا ابا الحسن ( عليه السلام) بالاف السنين حيث لم يكن مسلما او مسيحيا بل سبق العصرين وكان عصره عصر الطغاة المحاربين السالبين الظالمين المذلين لفئات كبيرة من البشر الا المقربين والكهنه ومن ناصروهم على الظلم والاستعباد , فوقف سقراط بافكاره وشجاعته وانسانيته يدعو الى العدالة الانسانية في وقت غابت فيه العدالة , ويدعو الى المحبه والخير والسلام في وقت غابت كذلك كل تلك الافعال الانسانيه التي ترضي الله سبحانه وتعالى , لقد كان سقراط عظيم زمانه فكانت الافكار والحكم والارشاد الانساني وحب الخير والصلاح يتمثل في كل كلمه يقولها حتى حفظ لنا التاريخ بعضا من حكمه واقواله وسننه النبيلة التي تناصر الفقراء والمستضعفين وترد الظلم والظالمين . وحقا كان سقراط عظيم اثينا. ولعل حب الخيرين لفعل الخير وحب الشجعان للشجاعه وحب النبلاء للنبل وحب الحكماء للحكمه وحب الافعال الانسانية جميعا طغى على افكار امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام حتى اثار انتباه المسيحين وتأثرهم بافكاره وعدالته وشجاعته كونه رمز شامخ للحكمه والجرأه والشجاعه ونصرة المظلوم والمناضل الاول بعد الرسول محمد (ص) لتحقيق انسانية الانسان وتحقيق العداله الالهية في الارض . لقد كان عليا ( عليه السلام ) مجابها للماجنين والاثرياء والاغنياء واهل السلطان وذوي المكر والدهاء بسلامة الفطرة الانسانية وقدرة العقل والشجاعه وحرارة القلب ووهج الضمير والايمان بخير الحياة . فعلي ( عليه السلام ) عظيم الكوفة بل عظيم الزمان بعد خاتم الانبياء والمرسلين محمد(ص) . ولعل شيخ فلاسفة اليونان ( سقراط ) كان من اعاظم الحكماء في زمانه ولم يعرف الاغريقين احدا اغزر منه علما او اسلم منطقا او اعظم حكمة او اكثر تواضعا وهو الذي حول تيار الفلسفة من البحث في النظريات الجدلية الى المعرفة الانسانية وتحديد الفضيلة الخلقية فهو بحق عملاق عقل وحكمه وشجاعه في عصر وثني لايعرف من الاخلاق سوى الاستغلال فكان الحامي والمدافع والداعيه في عصره , وهو حقآ عملاق اثينا فكيف بعلي (عليه السلام) وهو يطبق احكام السماء في الارض ويستنير من علم رسول الله (ص) ويدافع بدمه وروحه وماله وعقله وفكره عن العداله الانسانيه التي هي العداله الالهيه التي يريدها الله سبحانه وتعالى فكان سيف الله المسلول بوجه الظلمه والفاسدين ومنارآ للمستضعفين وعونا للفقراء والارامل والايتام والمساكين وينبوعا من الحكمه للعارفين , خلده التاريخ في اعلى درجاته رغم ان بعض المسلمين بخسوا حقه حتى يومنا هذا فمن غير المعقول ان يكون اخا رسول الله وباب مدينه علمه وحامل رايته وزوج ابنته الزهراء عليها السلام بعيدا عن جمع القران واحكام الاسلام التي ارادها منارا للبشريه جمعاء فالكثير من الرواة والدعاة لايسندون الحق الى اهله ولكنهم لايستطيعون اطفاء النور الساطع , والمفارقه ان سقراط خلده التاريخ والمسيحين والوثنيين ولازالت اوروبا تفتخر ان سقراط منها ولكن المسلمين لازالوا يبخسون حق عليا ولازال البعض منهم يقلل من شأنه بالرغم من ان رسول الله (ص) لم يبقي حجه على الامة حينها والله ناصر المؤمنين .

فقال له قم ياعلي فانني رضيتك من بعدي اماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له انصار صدق مواليا
 

Share |