انا والرئيس وِلْد الگرَيّه-عقيل الموسوي ـ المانيا
Tue, 18 Oct 2011 الساعة : 14:31

لم يكن من السهل على ديغول اقناع صديقه المتقاعد والمعروف بنزاهته بقبول منصب سفير فرنسا في احدى الدول التي تشتهر بزراعة وانتاج المخدرات , لو لم يربط تلك المهمة بسمعة فرنسا التي لوّثها سعادة السفير الفرنسي في تلك الدولة والذي جعل من الحقيبة الدبلوماسية طرداً بريدياً امناً لنقل المخدرات , قَبِل ذلك المتقاعد المنصب على مضض بعد ان حصل على تعهد من الرئيس بأن يكون ارتباطه به شخصياً دون العودة الى وزارة الخارجية في كل مايريد ـ معذرةً لم احفظ اسم السفير ولا اسم الدولة لأني سمعت هذه القصة عندما كنت في الصف الاول المتوسط ـ
ما أن التقط انفاسه السفير الجديد بعد وضع لمساته الاخيرة التي ارادها على سياق عمل السفارة وأذا به يُفاجَأ بزيارةٍ مبطّنةٍ من أحد افراد العصابة التي كان يتعامل معها السفير السابق وهو يكاشفه بالموضوع ويعرض عليه نفس المبلغ الذي يتقاضاه سلفه , وبدون تردد اشهر الكارت الأحمر بوجهه فاتحاً له الباب على مصراعيه رغم ان مصراعا واحداً يكفي لخروج ذلك العفريت مع حقيبته التي يحمل بداخلها سنداتٍ وأوراقاً لشراء الذمم والضمائر .. ولأن لتجّار المخدرات باعاً طويلةً في الهيمنة على كل بلاد يعملون فيها فقد تكررت تلك الزيارة مرات اخرى وبأشكال مختلفةٍ مع زيادةٍ في المبلغ المعروض في كل مرة , ولكن باب مكتب السفير بمصراعيه كان اكبر من كل المبالغ والمغريات , وكان نصيب موفد العصابة في كل مرةٍ الصدّ والجفاء , حتى وصل الامر أن عرضوا عليه مبلغ مليون دولار عن كل رحلة ينقل بها ما يريدونه من بضائع مع تنبيه الى أنّ هذا العرض هو الأخير وهو اعلى ما لديهم وبخلافه فأنهم سيحاولون ايجاد طريق اخر ,,, وهنا قال لهم السفير النزيه أعطوني فرصةً للتفكير وراجعوني غداً ,,, أحسَّ بالضعف لأول مرةٍ لذا لم ينَمْ تلك الليلة تحت وطأة النفس اللوامة وتأنيب الضمير ومساومات البيع والمليون دولار في خمسينات القرن الماضي والتي كانت قيمتها ربما اكثر من قيمة المنطقة الخضراء برمتها , وفي صباح اليوم التالي وبدل ان يبدأ عمله كالمعتاد عند التاسعة فقد دخل السفارة عند الساعة السابعة ليرسل برقيةً الى الرئيس تضمنت عبارة ( انقلني فقد بلغت ثمني ) !! اقفل السفارة بعدها واعطى العاملين فيها اجازةً لذلك اليوم ليعود الى بيته قرير العين مطمئنا .. نعم انه المبدأ حين يتجلّى في ابهى صوره وحين يرفض المساومة مع بلوغه الثمن المغري , تلك هي صورة لا أُريد اشباعها اكثر مما هي مشبعة ولا اريد الاطالة في وصفها ولكني اريد القول بأني وجدت أكثر من صورةٍ اخرى رائعة في الثبات على المبدأ , وجدتها واضحةً في ثبات رئيسنا المفدّى على مبدئه واحترامه للعهد الذي قطعه على نفسه في مجال السعي الحثيث لأرساء دعائم حقوق الأنسان على وجه المعمورة بعد ان عجز غيره في تحقيقها , ذلك الثبات الذي لم يبلغ ثمنه لدى الرئيس بعدُ رغم الدماء التي سالت ومطالبة الملايين من الشعب بضرورة انزال عدالة السماء بحق من تطاولوا على تلك العدالة , احيي السيد الرئيس على هذا الثبات وأدعوه الى الصمود اكثر في تسطير صفحة من نورٍ في تاريخه المشرق والوضّاء , ولكن دعوني اطرح موضوعاً اخر في المبادئ والثبات على العقيدة وجدته لدى الرئيس ايضاً ولكنه لبِسٌ عليّ , فأن لم يصدقني فيه القول ويشرحه لي ليرفع عني ذلك اللبس فأني سأسحب ورقة التوت بقلمي المتواضع هذا عن سوأته وان أصاب قبحُها عيني بالرمد , وسيّان عندي ان كان المفضوح رئيساً او الرئيس مفضوحا , ولن أرَ له بعدها حقاً في اظهار خلاف مايُبطنه ترويجاً لنفسه عبر اعلاناتٍ مدفوعة الثمن من دماء الابرياء ودموع الثكالى والارامل والايتام , فلأني لم ادرس السياسة ولا املك تعريفا دقيقا لمصطلحاتها لذا اطلب من فخامته توضيحاً لما تعنيه كلمة الاشتراكية , وهي العقيدة الثابتة لديه قبل ثبات لوائح حقوق الانسان ضمن برنامجه العقدي , تلك الاشتراكية التي تأخد حيّزاً واسعاً من عنوان حزبه ويتخذها صفةً لنفسه يرددها في كل المحافل الدولية , اطلب منه تعريفاً لتلك الكلمة ولكن مقروناً بأرقام ملكيته الشخصية , المالية طبعاً وليست الفكرية , على أن لا ينسَ أننا وِلْد الگرَيّه .. وكلمن يعرف أخيّه