البعث وماضيه الأسود الرهيب-سيد صباح بهبهاني
Tue, 18 Oct 2011 الساعة : 13:41

بسم الله الرحمن الرحيم
(فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) الأعلى /9
(من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) المائدة/ 32
لقد صان الإسلام بتعاليمه الأعراض والكرامات ،بل وصل برعاية الحرمات للناس إلى حد التقديس
ففي حجة الوداع خطب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في جموع المسلمين فقال: ((إن أموالكم وأعراضكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) أخرجه الترمذي ،ت:436
وقد نظر عبد الله بن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: "ما أعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة منك!!"..أخرجه الترمذي، ت:435
وأن حرمة هذه الدماء التي تنزف في العراق وغيرها من دول المنطقة وسببها التمويل السعودي للإرهابيين والقاعدة وأموال حزب البعث والبعث الفاسق
وقدس الإسلام الحياة البشرية، وصان حرمة النفوس،وجعل الاعتداء عليها أكبر الجرائم عند الله بعد الكفر به
تعالى.وقرر ذلك القرآن: ((أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)) المائدة32
ذلك أن النوع الإنساني أسرة واحدة،والعدوان على نفس من أنفسه هو في الحقيقة عدوان على النوع وتجرؤ عليه .
وتشتد الحرمة إذا كان المقتول مؤمناً بالله: ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)) النساء 93
ويقول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) : ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)).. مسلم والنسائي والترمذي،ت:439
ويقول: ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركاً،أو الرجل يقتل مؤمناً متعمداً)) أبو داود وابن حبان والحاكم،ت:441
ولهذه الآيات والأحاديث رأى ابن عباس رضي الله عنهما أن توبة القاتل لا تقبل،وكأنه رأى أن من شرط التوبة
ألا يقبل إلا برد الحقوق إلى أهلها أو استرضائهم،فكيف السبيل إلى رد حق المقتول إليه أو استرضائه !..
وقال غيره: إن التوبة النصوح مقبولة ،وإنها تمحو الشرك فكيف ما دونه..
وقال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقَ أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) الفرقان 68 ـ70 .
وأن حرمة دم المعاهد والذمي
وإنما عنيت النصوص بالتحذير من قتل المسلم وقتاله، لأنها جاءت تشريعاً وإرشاداً للمسلمين في مجتمع إسلامي،وليس معنى هذا أن غير المسلم دمه حلال، فإن النفس البشرية معصومة الدم حرمها الله وصانها بحكم بشريتها،ما لم يكن غير المسلم محارباً للمسلمين،فعند ذلك قد أحل هو دمه أما إذا كان معاهداً أو ذمياً فإن دمه مصون لا يحل لمسلم الاعتداء عليه.وفي ذلك يقول نبي الإسلام:
((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة_أي لم يشمها_وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً ))البخاري وغيره ت:449
وفي رواية: ((من قتل مسلماً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة)) النسائي، ت:450
متى تسقط حرمة الدم
قال تعالى : ((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق))الأنعام 151 ،،
وهذا الحق الذي ذكره القرآن أن يكون جزاء على جريمة من ثلاث :
1-القتل ظلماً.. قال تعالى: ((ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)) البقرة 179 ..
والحقيقة أن هذه الدماء التي تسقط في العراق أم في مصر أو في غيرها من الدول هو وخطط استعماري بأموال سعودية وبعض دول الخليج ولأسف تحدثت مع الكثير من الدعات منهم ويقول منهم لا يشرفني أن أتعرف عليكم يا شيعة وتقول أخت لو كان عندي عشرة أسهم لرميت تسعة منها الشيعة وواحدة لليهود فتعجبت من كلامها وأخبرتها أن الدم محرم في الشرع وقبل 10 أيام اتصلت بي واعتذرت مني وقالت أن كلامك كان صح نحن كنا منغشين بدعات الوهابيين والإرهابيين وفهمنا الحقيقة أن ما يحدث في مصر والعراق هي تدعم بأموال السعودية!! وأخرى في الكويت أيضاً مغشوشه ولكن لحد الآن هي مصرة بأن الشيعة ...ولكن أحب أن اصحي الحكومة الكويت بأن التكفيريين والوهابيين سوف يقوموا بأعمال إرهابيين ويجب أن يتفهموا قبل أن يصل الماء إلى الهامة ويكون الدمار قد شل الهامة!!! وأرجو من جميع الحكومات أن تضع حدا لأعمال الإرهاب وأن تتشرع قانون صارم ضد هذه الأحزاب والمنظمات الدينية المشبوهة وحزب البعث والتكفيريين والوهابيين لأنهم خطر على كل الأديان وتحت الغطاء هم يعملون يداً بيد المستعمر والعدو !!! انتبهوا منهم من هذا الدمار..ويملوا الصراخ بالوطنية والتدين..والدين والوطن بريء منهم..وأعود لفضح ظلال البعث والمنتمين لهذا الحزب المدمر ... وهذه رسالتي وتذكرة للذين
يقولون أن صدام حسين ورفاقه .. كانوا مناضلين !!!
أسمع يا بعثي أذكرك عندما كنت أنت في صفوف حزب البعث في العراق من سنة 1968م صدام قتل كل رفاق الحزب من الفريق محمد علي سعيد كانت رتبة جناح البعث وعبد الوهاب محمود (الأعور) وقتل خيرة ضباط العراق وكل هذه الأعمال كانت في زمن ناظم كزار .. وهل نسيت عندما كانوا يخدعون الشبيبة بالمواصفات الحزبية على حد عرفكم من نصير متقدم إلى عضو عامل كان ولابد في السبعينات أن يذهب ويحارب مع المخربين البعثيين في لبنان الجريح وفي عدة أقطار أخرى .هل نسيت ماذا فعلوا بخيرة شباب العراق .. لا فرد وإنما الآلاف من الشباب المتدين من الشيعة والسنة وكانوا هؤلاء الشهداء : الشيخ عبد العزيز البدري صاحب كتاب حكم الإسلام في الاشتراكية . والعلامة الشيخ عارف البصري .. والمجاهد عز الدين القباني . والمجاهد عماد الدين التبريزي .. والشهيد هاشم عبد السلام .. والشهيد عبد الرزاق شندالة.. والشهيد محمد البناء وغيرهم من الأكراد والأكراد الفيلية .. وهل تنسى عند ما ملئت السجون السرية في سنة 1974ـ1975 .وبعدها كان التعذيب في سجن رقم واحد في معسكر الرشيد بقيادة النقيب قصي احمد الكروي ـ القيسي أبن أخت سعدون غيدان وخضر عبد العزيزالدوري مسؤول ثكنة وزارة الدفاع وعضو المكتب العسكري ومسؤول طايس حماية البكر ..طايس وزمرته, الله شاهد الشاحنات العسكرية كانت محملة من أبناء النجف وكربلاء والحلة رحمة الله عليهم شهداء . . وأذكرك عندما قتل الرائد ضابط استخبارات بغداد ووزارة الدفاع حسين الحسن وكان زميله الملازم الأول خضر عبد العزيز الدوري .. ألف شخص من انتفاضة عاشوراء .أذكرك في اللواء العاشر المدرع في سجونه السرية بقيادة النقيب جميل مجيد طه لويس التكريتي .. كم من العراقيين الشرفاء اعدموا ظلما وعدوانا .. وأذكرك في معسكر أبو غريب كم عشرات الآلاف أعدموا بقيادة فنرالدوري .. أذكرك يا بعثي معامل الحصى في ناحية دجيلة خلف الدور التي كانت مرقص ومخمرة . ومحل تعذيب القياديين الحزبيين بآمرة فاضل حسن المجيد ابن عم المقبور صدام الذي كان يحرض بين المسلمين السنة والمسلمين الشيعة ، وكان المقبور صدام يضحك على عقل الشباب ويقول اللي يصير بعثي يكون عندي بمنزلة عمر بن الخطاب .. ونسى من هو عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وما هي منزلته عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟
.. والله لو كان عمر بن الخطاب موجودا لقطع رأس صدام .. يمثل خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله فاتح بيت المقدس .. بالبعثي !.. هذا الخليفة الغيور يروي عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب (رض) إلى مكة .. فعسرنا في بعض الطريق ، فانحدر أليه راع من الجبل ، فقال له : يا راعي ، بعني شاة من هذه الغنم فقال أني مملوك ، قال : قل لسيدك أكلها الذئب . قال : فأين الله .. فبكى عمر ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه فأعتقه ، وقال : أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة وارجوا أن تعتقك في الآخرة. أنظر هذا هو صدام .. أذكرك .عندما قتل أحمد المطلك بالعربة الحمرة الفلفوا .. أذكرك عندما قتل محمد بن البكر لشجار حاد بينهما .أذكرك ماذا فعل ب( حردان عبد الغفار في المستشفى بدولة الكويت ؟).. أذكرك عندما كان قصي في ثانوية المركزية وكان عنده السيارة التيوته الحمراء عند ما أراد أن يجبر بنت من إعدادية البنات في الأعظمية فرفته وقالت له تافه .ودهسها وقتلها .وسجلت من قبل شرطة الكسرة حادث بأوامر من أبن العساف والملازم الأول حسن الحراس.. وكان الشاهد طلال بن عبد الكريم الندى..
أذكرك بعملية أبو طبر كم ألف عسكري برتب عالية قتلت ظلما وعدوان لئن رفضوا فكرة صدام يصبح عسكري .. أذكرك ..يا لأبن ,,,,, في يوم 6 كانون الثاني 1976م منح صدام رتبه فريق أول , وبعد عدة أيام منحته كلية الأركان رتبة ركن وكان العميد عبد العزيز وهيب الدوري آنذاك .ما صدك وإذا هو لبس البدلة العسكرية الفريق أول الركن . .أذكرك .عندما قتل مرتضى الحديثي وعبد الخالق السامرائي وعبد الكريم الشيخلي و مهدي الرفاعي والفريق حسين حياوي قائد القوة الجوية والمقدم حميد التكريتي وصالح مهدي عماش وكثيرين من الكرخ محلة التكارته ـ سوق الجديد هناك ترعرع أبو عدي \"صدام\" في بيت عمه وخاله خير الله الطلفاح .. أراد صدام أن يبعد الشبهات عن نفسه وأمر بهدم المناطق الشعبية في مدينة الكرخ وظن أنه سوف ينسى الناس ما هو ماضيه الأسود .. قضى على آثار مدينة الكرخ التاريخية التي بناه المنصور ..ونسى أن خيرة طيبة مثقفة أنجبت بطون الكرخ .. أذكركم .. كيف بعثر ثروة العراق مثل المجنون القذافي سلطان سلاطين أفريقيا ..يا ترى أين الآن القذافي؟!وسوف لتحق به علي عبد الله صالح وبعد المقنع من الآلت..........
بعثر ثروة العراق بين مصاريف القيادتين القطرية والقومية .. والرفاق (العظابه باللهجة البغدادية )..أذكرك بمصاريف الرفاق المدللين في زمن مدير مكتب صدام، المرحوم المحامي غانم عبد الجليل ..
أبن أخت حاج جعفر الشطري صاحب معمل جواريب الشطري..اعدم للخيانة شوهي الخيانة منبعه من الجنوب وعدنان الحمداني وغيره .. أذكرك ..يا بعثي في يوم حادث غرفة تجارة بغداد عندما قتل ابن الوزير التكريتي ثلاثة أبرياء أولاد شبر وبنته لأنها جميلة مصيرها ومصير زوجها وأخيها القتل في ظهرية بغداد .وسافر المدلل بحجة شرعية إلى بيروت وبعد ثلاث سنوات عاد ..أذكرك في كثيرين حتى هم أقربائك وأقربائك وكثيرين من بني تميم ومن الجبور وأذكرك عندما قتل محافظ الموصل أبن العناز بحادث مؤسف شاحنة نقل نفط ومن المسيحيين والأرمن والصابئة ومن التركمان وكل أجناس والعشائر .. وأذكرك في سنة 1977ـ1978 بلشتوا بفلم القادسية وغيرها .وسنة 1978ـ1979م كنتم تحظرون لحرب إيران وكنتم بعثرتم مليارات من ثروة الشعب المسكين العراق .أذكرك .. كيف أفسدتم أخلاق الشبيبة في معسكرات التدريب الصيفية وكان أبو عدي يصيد بالإجبار البنات الجميلات فصلتم الدين عن أصله .. وقضيتم على المسلمين أذكرك بالجيش الشعبي والمليارات التي بعثرة في تشكيله لضرب الجيش في حالة الخطر على صدام وزمرته . وين عندكم الساعة الحلوة ذل الشعب ..الله لا يرضى عليكم يا بعثي ..أكو بعثي بالإجبار مظلومين ولاكن لا أمان لكم ونعم ما قيل مخطئ من ظن أن للثعلب دين.
وأشكر صوت العراق الشكر الجزيل الوافر وأتمنى لهذا الشعب العراقي الأصيل كل الخير وللحكومة السير قدما لإنجاز الرفه والتقدم ليضاهي شعوب العالم ورجائي لمن يقرأ مقالتي هذه يهدي ثواب سورة المباركة الفاتحة والصلوات على رسول الله لشهداء العراق الحبيب..وأرجو من علاوي والبعثيين أن يتعمقوا بشخصية سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .وكيفية بناء الدولة والادخار لمصلحة الجامعة وثورة الحسين في رد الظلم والظلال وأن الحسين(ع) لو كان موجودا اليوم لهد أركان نظام صدام, لئن الحسين (ع) ثار لأجل الإسلام . وأذكر العراقيين بالمرحوم الدكتور الشيخ أحمد الوائلي رحمة الله على روحه والشهيد الصدر وغيرهم من العلماء والمثقفين العراقيين النجباء . ويجب أن نكتسب الوقت ولا نبذر به لأن الفرصة تمر مر السحاب ونستفاد من الوقت ونبي الوطن بأسرع وقت وعلى أصحاب الفضيلة والسماحة العلماء الأعلام أن يعملوا بفتوى فقهية وهم المسؤولين عن هذا الدماء التي تهدر .وإطاعة أمر الله واجب..؟ ونرجع للموضوع .
وذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)إلى الرفيق الأعلى وترك في أمته ثقلين أمر التمسك بهما ، أولهما كتاب الله( وكتاب الله هي السنة النبوية) وعترته أهل بيته:
\" تركت فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وعترتي أهل بيتي \"
وهذا يعني أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) ترك في أمته قيادتين منفصلتين أحدهما تتجسد في الخلافة وهي الشورى نزولا عند النص الدستوري \" القران الكريم\" وثانيهما الإمامة \" القيادة الروحية \" وجعلها في الإمام علي ومن بعده في أولاده أئمة أهل البيت عليهم السلام و رضوان الله عليهم . وقد سارت الأمة على هذا المنهج في ظل قيادتين منفصلتين ، الخلافة لو الإمامة لمدة خمس وعشرون عاما حتى جاء دور الإمام علي ع لتجتمع فيه القيادتين ، السياسية والروحية معا. عزيزي الفت نظرك ولو أطلت عليكم ولكن الموضوع كل السن سلة مرتبط بعضها البعض .. وان الإمام علي كرم الله وجهه و عليه سلام الله حاول جاهدا رفض الخلافة..القيادة السياسية .. بعد مقتل الخليفة عثمان رض قائلا: \" أني لكم وزيرا خير لكم من أن أكون أميرا إلا أن الأمة رفضت إلا وان توليه الخلافة وهو كاره عليها . وجاءت خلافة الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه وعليه سلام الله كضربة قاضية تهدد مستقبل الرومانيين ووجودهم السياسي وكيانهم الفكري . فإن وجود علي ع في الخلافة كان يعني بالنسبة إلى الرومان نهاية الإمبراطورية وضمها إلى الدولة الإسلامية الجديدة .. فالخليفة عمر بن الخطاب رض أنهى دولة فارس وفلسطين ومصر ، والخليفة عثمان وسع حدود الأمة الإسلامية حتى بخاري وحدود الصين ، وعلي( عليه السلام) هذا الفارس المغوار العظيم لابد وان ينهي أخر معقل من معاقل الاستبداد العالمي ، وينفذ رغبة رسول الله ووصيته وهو على فراش الموت . ولم يكن الخوف والفزع الروماني من علي أنه ابن عم رسول الله ص فحسب ، بل كانت إنباء سيرة الخليفة الجديد في الحكم تصل إلى روما يوما بعد يوم ، وتقارن بما لهرقل من سيرة في الحكم والأخلاق فكان لابد من إلقاء الضوء على حياة الرجل الذي اصبح اعظم حكام عصره ، ويحكم بلادا واسعة وشاسعة ، هي اكبر من ما يحكمه هرقل ، وله أمة عظيمة ذات مبادئ عظيمة ،اكثر عددا من أمة هرقل ، وله فلسفة حكم ونظام حكم يناقض فلسفة حكم هرقل ونظامه . ويوم وصلت إلى الرومانيين أخبار مفادها أن اعظم حاكم من حكام الأرض يجلس مع يهودي من رعاياه أمام قاض عينه هو في منصب القضاء ليقضي بينهما ويرضخ أمير المؤمنين للحكم الذي أصدره القاضي عليه ، كان يعني أن أجراس الإنذار بدأت تدق من جديد ، وان هذا الحاكم العظيم الذي ليس إلا علي بن أبى طالب أمير المسلمين والمؤمنين لابد وان لا يدع آخر معقل من معاقل الاستبداد آمنا مصونا ** وأما قصة علي ابن أبي طالب ع واليهودي فهي : الفت نظرك انظر إلى عدل الإمام يروى أن الإمام علي رأى يهوديا في شوارع الكوفة وهي العاصمة في ذلك الوقت ، يمشي متقلدا درعه ، الذي فقده الإمام في أحد أسفاره . فطلب الإمام اليهودي به .. فأبى من ذلك اليهودي ولم يستعمل الإمام سلطته ليأخذ ه منه عنوة ، بل شكاه إلى القاضي شريح . فأحضر القاضي الشاكي والمشتكي عليه ليجلسا أمام منصة القضاء متساويين في الحقوق ، لا فرق بينهما . الشاكي هو علي بن أبى طالب كرم الله وجهه اعظم حاكم في عصره ، والمشتكي عليه يهودي ذمي يعيش في ذمة الإسلام . وسمع القاضي من الشاكي والمشتكي عليه كلامهما ، إلا أن الإمام علي لم يكن عنده شاهد يشهد بأن الدرع له ، فربح اليهودي الدعوى وخسرها أمير المؤمنين ، لان النص الدستوري الوارد في كلام رسول الله واضح حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم) (( البينة على المدعي واليمين على من أنكر)). ولم تكن للإمام عليه السلام بينة . أما اليهودي الذي أنكر فقد أدى اليمين . وهنا يعتذر القاضي من الخليفة الذي عينه في هذا المنصب بقوله : يا أمير المؤمنين أنى اعلم انك مع الحق في دعواك والدرع درعك ومعاذ الله أن تكون كاذبا ولكن أنت اعلم الناس بالقضاء ، فالقاضي لا يستطيع أن يحكم بعمله حسب قانون الإسلام ، فلذلك ربح المدعي عليه الدعوى ، ألانه أدى اليمين وخسرتها أنت لأنك لم تقدم شاهدا ، فيقول الإمام : لقد كنت عادلا والله في حكمك ،إلا في أمر واحد وهو انك ما ساويت بيني وبين خصمي في النداء فكنت تناديني بكنيتي احتراما لي ، وتقول لي يا أبا الحسن وكنت تنادي اليهودي باسمه فقط ، فكان عليك إما أن تنادي الاثنين بالكنية حتى لا يحس أحد المتخاصمين بغضاضة وتنفذ المساواة التي أمر بها الإسلام في مثل هذه الأحوال . أن هذه الصور الرفيعة من الديمقراطية هي التي فقدها المسلمون منذ أن انتهت خلافة علي بن آبي طالب ع و هي التي كانت إنذار في حينها لهرقل ونظام حكمه ، فيا ترى حقا أن عليا قاضى اليهودي لدرع فقده وهو يريد استرداده وهو الذي يقول (( أن دنياكم هذه عندي كعفطة عنز ، إلا إن أقيم حقا أو باطلا )) أم أراد بذلك أن يجسد عدالة الإسلام في المجتمع الإنساني وان يطبقها على نفسه لتكون قدوة لغيره ! أراد علي أن يعطي درسا علميا للامة ، له إبعاده العظيمة فمن جهة أعطى القيمة للإنسان سواء أكان مسلما أم يهوديا أم نصرانيا .وغيرهما ومن جهة أخري ضمن حرمة الفئات غير المسلمة وحصنهم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا في ظل الدولة الإسلامية العادلة ليعرف كل أن لليهودي والنصراني الذمي في ظل الإسلام ما للمسلم من حقوق وواجبات لا يمكن الاعتداء عليها بل يعلمه الإسلام سواسية مع المسلم أمام القانون والعدالة حتى ولو كان خصمه أمير المؤمنين . فالإرشاد تطلب يا عزيزي انظر إلى مكارم أخلاق أهل بيت النبوة .. ونعم ما قيل:
وأما علي صهر طه ابن عمه *أخوه أبو سبطيه فهو وحيدها
والى أن قال:
ومما روينا أن طوبى شيابها *لا الحسنين السيدين يسودها
هما أبوا الأشراف قرباه من دعا *إلى ودها التنويل أنى ودودها
نفى الله عنها مطلق الرجس فالورى *عروض لدى التشبيه وهي نقودها
بآبائها الأبناء في المجد تقتدى *ويربو على هدى الجدود حفيدها
فما أكثر للأمجاد في خير أمة *ولكن ما بيت الرسول مجيدها
الفت نظرك أن بعد أيام ونحن نقترب لبداية شهر الحرم الذي أمرنا أن لا
قتال فيه وشهر تقرب إلى الله بصالح الأعمال والإرشاد
والتوعية السلمية .هذا شعار الإسلام والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم والصحابة الكرام ألا آن معاوية دخل الحرب للقضاء على المدرسة التي أرساها الإسلام .. ومعه حاشية طويلة عريضة من الذين كانوا للإسلام أعداء متربصين به من داخل العالم الإسلامي ومن خارجه .. الفت نظرك ما فعل الأب معاوية أمر معاوية بسب الإمام علي على المنابر في خطب الجمعة التي كانت تقام في مساجد المسلمين .إلى أن أمر برفعها العادل عمر بن عبد العزيز .رض. ! وعين معاوية ابنه يزيد خليفة للمسلمين .ومات معاوية وقد اكمل رسالته وخلف وراءه أمة ضائعة مستهلكة في الفرد لا تجد طريقها إلى الصواب وهي حائرة في أمرها ، إلا انه كانت بين الأكثرية فئات تستوعب ما وصل إليه الحال وعلى رأس هذا النفر القليل الإمام الحسين بن علي سبط الرسول وريحانته . لقد أراد الحسين رض أن ينقذ الأمة في اصعب ساعات حياتها .. وبذل قصارى جهده في السبيل ولكنه لم يستطيع الوصول إلى ما كان يصبو إليه. أن الحركة التي بدأها الحسين رض لتغير الوضع الذي فرضه معاوية و أنصاره على الأمة لم تكن حركة ثورية فحسب بل كانت حركة فلسفية علمية بنيت على قواعد أساسية لتغيير مسار \" الأمة\" وأخرجها من الظلمات إلى النور ، ودفعها إلى الأمام وأحياؤها بعد إضاعة . وان ثورة الحسين أنقذت الإسلام وصانته من الأعادي .ليس في ذلك العصر فقط بل وحتى يومنا هذا ..وصرخة كبرى ودويا دوت في العالم الإسلامي وفي خارجه أن يزيد هذا لا يمثل الإسلام الذي جاء به محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا الأمة الرشيدة التي كانت في الساحة في عهد الخلافة الراشدين ،بل انه عنصر غريب عن الإسلام ولا صلة له به .. فلولا هذا ما انبرى للوقوف في وجهه سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وابن علي وفاطمة الزهراء والذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((حسين مني وأنا من حسين)) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أيضا : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)) إذا فان المؤامرة التي حيكت على يد معاوية ومن ثم ابنه يزيد للقضاء على واقع الإسلام وحقيقته وبمؤامرة رومانية هرقلية أصبحت مكشوفة ، وعرف الناس من الشرق إلى الغرب أن الإسلام الصحيح والمبادئ العظيمة التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله) لا صلة لها بهؤلاء الحكام الذين نصبوا أنفسهم على الأمة ظلما وعدوانا وهم يريدون طمس دين محمد صلى الله عليه ، واثبت ذلك الإمام الحسين يوم عاشورا قبيل المواجهة بينه وبين عساكر الأمويين ومن والاهم من بلاد الشام وارض السواد:
إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني
محبين يجب علينا أن نفهم معنى ثورة الحسين رضوان الله عليه ..! عليكم أولا أن تبحثوا في مفاهيم ومضامين ثورة بطل الأحرار الحسين ع .. و نخبر كم لماذا نبكي على هذه الشخصية العظيمة والفذة ، والقائد الملهم والرجل ذي المواقف الرجولية وال بطولية . فأقسم إذا عرفت الحسين عليه السلام حق المعرفة أنك سوف تبكي بدل الدموع الدم ، بل أقوى من ذلك بكثير علمنا الحسين( ع) أن الإسلام هو إن تعبد الله فقط ، ولا تعبد غير الله شيئا ، ولا تخاف من يزيد الذي حرف معالم دين الله القويم . ولقد نظم الإمام الشافعي رضوان الله عليه مدحه لفقه أهل البيت رض إذ قال:
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم .. مذاهبهم في أبحر الغي والجهل
ركبت على اسم الله في السفن النجا .. وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
مسكنا بحبل الله وهو ولاؤهم .. كما قد امرنا بالتمسك بالحبل
إذا افترقت في الدين سبعون فرقة .. ونيفا كما قد صح في محكم النقل
ولم يكن ناج منهم غير فرقة.. فقل لي بها يا ذا الرجاجة والعقل
أفي فرق الهلاك آل محمد .. أم الفرقة اللائى نجت منهم قل لي
فإن قلت في الناجين فالقول واحد.. وان قلت في الهلاك حفت عن القول
إذا كان مولى القوم فيهم فإنني .. رضيت بهم مازال في ظلهم طلي
فخلي عليا لي إماما ونسله .. وأنت من الباقين في سائر الحل
إن هذا الاعتراف الصريح من أحد أئمة الفقه الذي يرجع إليه مليونا المسلمين منذ قرون وقرون يثبت بصورة لا شك فيها ولا جدال أن نظرتنا في الإمامة والخلافة إنما هي نظرة ثاقبة . وكل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء.. محبين عظم الله لكم الأجر والصلاة و السلام على رسول الله وعلى( آله الأطهار) والخلفاء الراشدين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم.ويداً بيد للتعاون والتآخي وجمع الكلمة وتوحيد الصف والسير قدماً نحو الجهاد الأكبر \" العمل والبناء\" لبناء الوطن وأسأل هؤلاء الإرهابيين القاعدة والبعث والممول آل سعود لماذا لا تكفون عن قتل العراقيين الأبرياء؟ طفح الكيل!! أن في القطيف والمنطقة الشرقية قتلتم المئات من الأبرياء المتظاهرين والإذاعات والصحف تخفي الأمر لأن أمريكا تسندكم ولكن المظلومين لهم الله هو أقوى من أي قوة ولكن يمهلكم ولا يهمل وسوف يكون عذابه قريب صدام دام ظلمه من عام 1963م وسبحان الله عام 2003م انتهى يعني صبر الله أربعين سنة!!! وأنه صبر عليكم لأن البيت في قبضتكم مسلوب وسوف يحرر من قبل المسلمين المؤمنين بعون الله وعن قريب..كفوا عن تمويل الإرهابيين وشراء الذمم بأموال المساكين الحجازيين!! ولا تنسوا الظلم لو دام دمر!!!وسوف نرى بعون الله كيف يحكم الله :ويهلك ملوك ويستخلف آخرين...والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
[email protected]