صحيفة امريكية: الفرقة الذهبية قوة يعتمد عليها تحظى بمحبة العراقيين لدورها الحاسم ضد داعش
Thu, 28 Jul 2016 الساعة : 7:30

وكالات :
عدت صحيفة أميركية عالمية الانتشار، أن "الفرقة الذهبية" أصبحت قوة "نخبة" يمكن "الاعتماد عليها" لمشاركتها في معظم المعارك "الكبرى" ودورها "الحاسم" بتحرير الكثير من معاقل (داعش)، مبينة أن العراقيين ينظرون إليها حالياً بـ"الاحترام والتقدير" بعد أن كانوا "يخافون" منها ويطالبون بــ"حلها أو دمجها" بباقي القوات الأمنية زمن الحكومة السابقة. وقالت صحيفة الواشنطن بوست The Washington Post الأميركية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "قوات مكافحة الإرهاب العراقية المعروفة باسم الفرقة الذهبية المدربة تدريباً خاصاً من قبل القوات الأميركية، كان يطلق عليها سابقا أسم الفرقة القذرة"، مشيرة إلى أن تلك "الفرقة اتهمت بكونها اليد الضاربة لرئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، لكنها أصبحت الآن تستقبل بالورود والحلويات من قبل أهالي المناطق المحررة حيث تتولى المهام الصعبة لتحرير الاراضي المغتصبة من قبل داعش" . وذكرت الصحيفة، أن "الفرقة اتهمت في عهد المالكي، بامتلاكها سجونا سرية وقيامها بتنفيذ عمليات قتل خارج القانون، مما دفع بعض النواب المطالبة بحلها"، مبينة أن "الفرقة استعادت سمعتها كقوة عسكرية من النخبة من خلال توليها معظم المعارك الكبرى التي انتهت بتحرير مناطق كان يحتلها تنظيم داعش، وأن قادتها أصبحوا من مشاهير القادة الميدانيين في البلد، حيث تتغنى الأغاني الشعبية الحماسية ببطولاتها".
وأضافت الواشنطن بوست، أن "القوة الذهبية المؤلفة من قرابة عشرة آلاف جندي، تشكل نقطة مضيئة ضمن الجهود التي بذلتها القوات الأميركية في بناء القوات المسلحة العراقية منذ العام 2003"، مبينة أن "المسؤولين الأميركيين يعدونها الشريك الأكثر اعتماداً عليه على الأرض في محاربة تنظيم داعش، في وقت يعاني الجيش العراقي من مشاكل فساد وسوء إدارة".
ورأت الصحيفة، أن "تعرض الفرقة لخسائر بشرية في صفوفها عبر سنتين ونصف من الحروب الطاحنة، وعدم تمتع عناصرها بقسط من الراحة، قد يعرض العراق إلى تراجع تدريجي في أفضل قوة لديه لمحاربة داعش".
ونقلت الواشنطن بوست، عن العقيد أركان فاضل، وهو أول ضابط عراقي يتخرج من مدرسة (رانجر سكول) التابعة للجيش الأميركي، بعد قضاء سنتين وثمانية أشهر من التدريبات في الولايات المتحدة، قوله إن "مقاتلي الفرقة اعتادوا على تحمل العبء الأكبر من المعارك ضد داعش منذ بدايتها وحتى الآن"، مؤكداً أن "الفرقة خاضت المعارك في كل مكان ."
وأوضحت الصحيفة، أن "عناصر مغاوير الفرقة الذهبية كانوا أول من يكسر طوق دفاعات تنظيم داعش حول مدينة الفلوجة،(62 كم غرب العاصمة بغداد)، منذ أكثر من سنتين ونصف"، مبينة أن "سيارات الهامفي السوداء، التي تشكل العلامة المميزة للفرقة الذهبية، تمكنت بدعم من الغارات الجوية الأميركية، من شق طريقها عبر أحياء مدينة الفلوجة التي زرع داعش طرقها بالعبوات الناسفة المميتة" .
وقال الجنرال ميك بيدنارك، الذي ترأس مهام تدريبات الجيش الأميركي للقوات العراقية منذ العام 2013 إلى 2015، وفقاً للواشنطن بوست دائماً، إن "الفرقة الذهبية تشكل قوة يعتمد عليها"، مشيراً إلى أن "الفرقة استحدثت بعد العام 2003 عندما أدرك المسؤولون الأميركيون أن هناك حاجة لوجود قوة تعمل عن قرب مع الولايات المتحدة في ظل تنامي تهديدات الإرهابيين".
وأوضح بيدنارك، أن "الفرقة اكتسبت مهارات قوات العمليات الخاصة الأميركية حيث تم جلب عناصرها من مختلف الفئات والأطياف العرقية من سنة وشيعة وكرد، وبتدريبهم الاميركي وتسليحهم كذلك لا يمكنك أن تميزهم عن نظرائهم الأميركيين" .
ومضت الصحيفة قائلة، إن "النظرة إلى الفرقة الذهبية كانت مصحوبة بالشكوك نتيجة ارتباطها المباشر بمكتب رئيس الحكومة وليس بوزارتي الدفاع أو الداخلية"، لافتة إلى أن "الاتهامات الموجهة للفرقة زادت في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي كان يستعين بها لإزاحلة خصومه" . وقال العقيد فاضل، بشأن سمعة الفرقة بين الناس قبل خوضها المعارك ضد (داعش)، بحسب الواشنطن بوست، لقد "كانوا يكرهوننا ولم يكن لدينا قيود على أي نوع من الأهداف"، ويتابع "إما الآن فإن الناس يعربون عن احترامهم الكبير لنا بدلاً من الخوف ."
وذكرت الواشنطن بوست، أن "أحد أرتال الفرقة الذهبية وهي تشق طريقها في مناطق سنية بضواحي مدينة الرمادي بعد تحريرها من داعش، استقبلت بالحلوى من قبل أطفال المنطقة حيث تجمعوا حول عناصره لالتقاط صور سريعة معهم".
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول محلي سني ضمن الرتل، قوله إنه "قبل سنتين كان الناس سيضطرون لغلق أبوابهم ويختبئون في بيوتهم إذا ما شاهدوا هذا الرتل" .
على صعيد متصل، قال العقيد ديفد وتي، وهو ضابط أميركي متقاعد، كان مستشاراً سابقاً لقوة مكافحة الإرهاب العراقية، إن "نظرة العراقيين للفرقة الذهبية تحولت بنحو مذهل خلال السنتين الماضيتين، فقد انتقلوا من مرحلة كانوا فيها على وشك اتخاذ قرار بحلها أو دمجها، إلى قوة قائمة بذاتها تحظى بالمحبة التقدير".
وعاد الجنرال بيدنارك، قائلاً، إن "الفرقة الذهبية تعتبر الآن من أكثر الوحدات العسكرية مهنية وقدرة تقنية يمكن أن تعتمد عليها الحكومة العراقية ."
المصدر : المدى برس