الجيش يعتزم فتح 5 جبهات متزامنة في 3 محافظات . . وتوقّع معركة صعبة في "القائم"
Mon, 18 Jul 2016 الساعة : 7:30

وكالات :
استمر طيران التحالف الغربي لنحو شهر، بقصف بلدة صغيرة تقع غرب الانبار، كان يتسرب منها المسلحون الى قاعدة "البغدادي" التي تضم قوات أميركية. الغارات المستمرة والمكثفة على مناطق جنوب نهر الفرات، مهدت لاقتراب حسم ذلك المحور عسكريا، لكي تتفرغ القوات العراقية بعد ذلك للمعركة الاخيرة ضد "داعش" في اقصى غرب الانبار.
وتبدو خمس جهات في العراق مرشحة الآن لبدء عملية عسكرية، متزامنة او بفارق بسيط، ثلاث منها داخل الانبار، والعمليات الاخرى تتوزع بين شمال صلاح الدين والموصل. ونظرا لسعة مسرح العمليات الكبير، فالمخاوف تتصاعد من تشتت جهد القوات، كما يحذر مراقبون.
وكانت مصادر امنية قد كشفت لـ(المدى) وصول قوات قتالية الى قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي، (90 كم غرب الأنبار)، قادمة من بغداد قوامها ألف جندي من الجيش العراقي مع أسلحة وتجهيزات عسكرية استعداداً لتطهير المناطق الغربية للأنبار.
وأوضحت المصادر المقربة من عمليات الانبار ان "القوات الأمنية أنهت جميع الاستعدادات لتطهير ما تبقى من المناطق الغربية منها :القائم، وراوة، وعنة، والعبيدي، والدولاب، التي يتمركز فيها التنظيم وتدمير نقاط تمركزهم فيها. في هذه الاثناء أكد النائب عن الانبار وعضو لجنة الأمن محمد الكربولي استعداد عشائر في أقضية عنة وراوة والقائم لمساندة القوات الأمنية في تحرير مدنهم من سيطرة تنظيم داعش.
وقال الكربولي، في بيان صحفي تلقت (المدى) نسخة منه امس، إن "عشائرنا في المنطقة الغربية لمحافظة اﻷنبار تواقة إلى إعلان ساعة الصفر لصولتهم ومشاركتهم مع إخوانهم في القوات المسلحة والأجهزة اﻷمنية لطرد زمر الإرهاب ومسك اﻷرض بعد تحريرها".
ودعا رئيس كتلة الحل البرلمانية قيادتي عمليات اﻷنبار والجزيرة إلى "اتخاذ كافة الاستعدادات العسكرية واللوجستية وتنسيق التعاون مع عشائر المنطقة الغربية للتعجيل في عمليات تحرير مدنهم وطرد عصابات تنظيم داعش الإرهابي وصولاً إلى الحدود العراقية – السورية".
وكان قائد عمليات الجزيرة اللواء الركن قاسم المحمدي قد دعا، السبت، جميع عشائر محافظة الأنبار إلى القيام بـ"صولة" مع الجيش لتحرير مدن عنة وراوة والقائم غربي المحافظة. الجبهة الاولى من جهته كشف راجع العيساوي، رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار، عن "فتح باب التطوع امام ابناء مناطق عنة، راوة، والقائم، للمشاركة في عمليات التحرير وحفظ امن تلك البلدات".
واوضح العيساوي، في اتصال هاتفي مع (المدى) امس، بأن "العملية العسكرية في مناطق غرب الانبار قد اصبحت وشيكة"، مرجحا ان تكون العمليات المرتقبة "اسهل من عمليتي تحرير الفلوجة والرمادي". وتتسلم القوات العراقية، بشكل يومي معلومات من اهالي عنة وراوة عن تحركات مسلحي داعش في مناطقهم.
وسيطر التنظيم على مناطق غرب الانبار في صيف 2014، بعد تدفق مسلحيه عبر الحدود السورية، ما دفع القوات العراقية الى الانسحاب من تلك المدن.
وقام المسلحون حال دخولهم الى تلك المدن، بتنفيذ احكام اعدام ميدانية ضد ضباط وعسكريين رفضوا إعلان توبتهم. وشهدت تلك المناطق، قبل شهرين من سقوطها بيد المسلحين، هدوءا تاما، بعد ان عزلت نفسها عن مجريات الاحداث في الفلوجة والرمادي.
وتجاور الأقضية الثلاثة، محافظات صلاح الدين ونينوى، ولبعضها حدود مشتركة مع الصحراء السورية، ما ادى الى إحاطتها بساتر ترابي عرقل دخول المسلحين اليها لبعض الوقت. وعزا سكان تلك المناطق ابتعادهم عن الصراعات المتصاعدة في جنوب الانبار آنذاك الى عامل القرابة الذي منع تغلغل داعش بينهم.
بالمقابل يتوقع العيساوي ان تشهد "القائم" معركة اصعب نظراً لوقوعها على الحدود مع سوريا، مما يستدعي تأمين الحدود قبل اطلاق اي عملية لتحرير المدينة. واتخذ داعش من قضاء القائم مركزاً رئيسا للقيادة والسيطرة في العراق، لجهة قرب المدينة من الحدود السورية، وانحسار ضربات سلاح الجيش العراقي والاجنبي.
وكان التحالف الدولي نفذ نهاية 2014 ضربة جوية على ناحية رمانة التابعة للقائم، استهدفت اجتماعاً لقيادات كبيرة من داعش.
وتسربت انباء عن اصابة زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي كان مشاركاً في الاجتماع. وحينها لم يتم تأكيد خبر مقتل البغدادي، إلا ان مواقع وحسابات مناصرة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تبادلت "تعازي غامضة"، ودعوات الى الصبر.
جبهة الحرب الثانية والثالثة في غضون ذلك تبدو جبهة الحرب الثانية تقترب من الحسم، اذ يكشف غسان العيثاوي، القيادي في حشد الانبار، عن تحرك قوات الفرقة الـ7 التابعة للجيش العراقي، وعمليات الجزيرة والبادية، على "مدينة الدولاب" جنوب الفرات، القريبة من البغدادي.
مشيرا الى ان طيران التحالف يواصل قصفها منذ 25 يوما. وتوقع العيثاوي، الذي تحدث لـ(المدى) يوم امس، ان "تتم السيطرة اليوم على البلدة الصغيرة التي كانت ترسل المسلحين الى حديثة والبغدادي".
إلى ذلك تستعد القوات العراقية للانطلاق الى وجهتها الثالثة والاخيرة في الانبار.
وتسعى القوات الى تطهير مناطق شمال نهر الفرات، الممتدة من شمال شرق الرمادي الى مدن غرب الانبار.
ويقول العيثاوي ان "مناطق شمال الرمادي، واسعة جدا ومرتبطة بمناطق صحراوية مفتوحة"، لافتا الى ان "قوات الفرقة العاشرة سيطرت خلال الاسابيع الماضية عن مناطق البو عيثة، البو فراج، البو عبيد، والحامضية)"، مشيرا الى تواجد عناصر داعش في قرية البو علي جاسم، والبو عساف. وفي حزيران الماضي، انتشر مسلحون لعدة ساعات في مناطق شمال الرمادي، التي استعادتها القوات العراقية منذ 6 أشهر. وأرجع مراقبون اسباب عودة داعش لتلك النواحي الى تشتت القوات وسياسة "تخطي المناطق".
الجبهات الأخيرة في غضون ذلك تخطط القوات العراقية المشتركة الى العودة للشرقاط انطلاقا من محورها الشمالي بدلا من المحور الجنوبي، بعد ان تجاوزت الاسبوع الماضي المدينة باتجاه ناحية القيارة. ويقول خزعل القيسي، المسؤول المحلي في مجلس صلاح الدين، وكان يقود حتى وقت قريب مجموعة مقاتلي عشيرته في بيجي، ان "القوات المشتركة حثت سكان شمال الشرقاط على الابتعاد عن مناطق تواجد المسلحين"، في اشارة الى اقرب اقتحام المدينة من ذلك المحور.
لكن القيسي اشار الى ان الطريق من جنوب الشرقاط وعر ويضم سلسلتين جبليتين.
وتبدو الشرقاط، التي تضم نحو نصف مليون نسمة، محاصرة من كل الاتجاهات، باستثناء الممر الرابط عبر دجلة مع بلدة الحويجة، جنوب غرب كركوك، فيما يقول القيسي ان "ذلك الطريق مراقب من الطائرات ويتعرض لقصف مستمر".
وكان تنظيم "داعش"، قد نعى الاسبوع الماضي عمر الشيشاني، المسؤول الحربي في التنظيم، والرجل المقرب من زعيم التنظيم "ابو بكر البغدادي"، وقال انه قتل في معارك بالشرقاط.
وتوقعت مصادر في صلاح الدين ان يكون الشيشاني قد جاء قادما من الموصل لتنظيم صفوف مقاتلي داعش، حينما لقي مصرعه في الشرقاط.
ولم تؤكد الجهات العراقية حتى اللحظة خبر مقتله. في هذه الاثناء وصل عدد النازحين من الشرقاط باتجاه بيجي الى نحو 100 ألف شخص. ولاتزال القوات العراقية تتهيأ لفتح الجبهة الخامسة والاخيرة في الحرب ضد "داعش" باتجاه الموصل بعد تحرير "مطار القيارة".
المصدر : المدى برس