داعش الأرهابية والبعث _ ولدا قبل 1000 عام/حسين الشويلي
Sun, 17 Jul 2016 الساعة : 18:38

الداعشيون معبأون بتناقضات التأريخ , وسفالة ملوك الجنس والبذخ , ومشايخ الأنحطاط الفقهي .
فهم ليسوا جزء من مؤامرة تريد الشر بالعراقيين , بل هم جزء من تأريخ , أعتاد على قطع الرؤوس والتمثيل بضحاياه, وتخريب المدن وأثارة الفوضى والرعب والتمايز الطائفي وكله بأسم الدين .
وتلاقت أفكارهم المريضة مع أفكار أكثر مرضاً لضباط من الحرس الصدامي وبعثيين , ورثاثة شيوخ قبائل تفتقر لأبجديات الرجولة - أمثال علي حاتم السلمان ومن على شاكلته المشوّة أنسانياً .
ومن هذا الخليط وصلت داعش بعد أختلاف الأسماء _ من فدائي صدام ثم الجيش الأسلامي تم الجيش الأسلامي في العراق والشام ثم القاعدة والآن داعش . .
مخطأ من يظن أنه لاوجود للطائفية الدينية والمناطقية والسياسية قبل 2003 . وبأنها نتاج ( الأحزاب الأسلامية الشيعية ) ,
الأحزاب الشيعية في العراق كانت نتاجاً طبيعياً ضد طائفية لاتقبل الأخر ومارست بحقه كل الممنوعات في لائحة حقوق الأنسان التي أقرّتها الشرائع الدينية والمدارس الأجتماعية ..
التأريخ العربي , هو تأريخ الدم والغزوات وأحتقار الآخر , وتولي الأمراء من بعد الملوك .. وكلنا سمع ( بمالك بن نويره ) أنّه نموذج من التأريخ المخجل الذي يريد أن يرفضه البعض رغم ثبوته وأعترافه به , لكنه بصفاقة يكدس كل سلبيات الحاضر حول الأحزاب الشيعية .
وأما ( أغتصاب النساء بدوافع جهادية ) فلها أصولها التأريخية - قيل بعد هجوم جيش يزيد بن معاوية , الذي يمثل لداعش والبعثيين رغم علمانيتهم خليفة مفترض الطاعة وبأن الجيش الذي يقوده كان ( جيش الأسلام ) في غزوة - الحرة - تؤكد كتب التأريخ أن بعد الغزوة بأشهر لم يعثر في المدنية على أمرأة بكر وعثروا على مئات الحوامل !!
وأليك مثالاً آخر يدلل على أن داعش وأفعالها جزء من التأريخ وليس وليدة ضروف معينة في زمننا الحاضر . ففي مقاربة بين التأريخ المملوكي وبين - داعش - ستجد تماثلاً في الحكم ونوع القتل والتمثيل بضحاياهم .
يحدثنا التأريخ عن الفقيه المعلم أبن السكيت وهو يصلح أن يكون مثالاً و نموذجاً تأريخياً على أصالة - داعش - في القتل وتشويه ضحاياها بأسم الدين .
اتفق ان المتوكل العباسي الزم أبن السكيت تأديب ولديه المعتز والمؤيد فقال له يوماً أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فقال والله ان قنبراً خادم علي عليه السلام خيرٌ منك ومن ابنيك فقال المتوكل للأتراك سلوا لسانه من قفاه ففعلوا فمات رحمه الله شهيدا ( أي بطحوه وأستخرجوا لسانه من قفاه حتى مات صبراً ) . (الكنى والألقاب 1/314، تاريخ سامراء2/232، مواقف الشيعة 2/337، الأعلام للزركلي8/195).
وشواهد التأريخ كثيرا , لكن العقل الجمعي يميل لمفهوم المؤامرة ويتعامى عن الحقائق التأريخية التي لاتقبل التدليس . ومنهم من يتهم الحركات الشيعية كحزب الدعوة الأسلامية في العراق على أنه من جلب الفوضى وعدم الأمن !! وهذه جزء من المعركة والصراع الدائر , فهو صراعٌ سياسي , أعلامي , دعائي . عسكري .
والحقيقة التي يجب الأذعان لها والتصديق بها لكثرة الشواهد والدلائل بأن داعش ليست مؤامرة بل هي جزء من تأريخ صنعته السلطات الظالمة التي لاقت من يخالفها في الرأي والقول والتوجه بأبشع طرق الموت , وأما الأحياء فقد تمّ ألصاق أبشع وأوسخ التهم بحقيقتهم الأسلامية ومحاولات لتجويف مضامينهم وأتهامهم بالتآمر والخروج عن الدين وألحاقهم بأصول هندية أو فارسية .
هكذا يقول التأريخ وهكذا - داعش اليوم .. ولم لا ؟ وأولئك السفّاحون هم ملوكهم وخلفائهم ومثلهم الأعلى .
لايمكن أن نظلّ حبيسي التأريخ وتناقضاته التي أنتجت - داعش - والبعث البائد . نعم كان البعث متدين بدين هؤلاء حتى النخاع , ونلاحظ هذا التلاحم بين النقشبندية التي تمثّل البعث وداعش والنصرة الأرهابية . - ليس هنالك من تمايز بين - البعث وداعش ..( وجود العملة البعثيية والشعارات وراية جرذ البعث في أماكن نفوذ داعش )
البعثيون هم الواجهة السياسية لداعش , والنجيفي والعاني والمطلك والهاشمي هم من أخرجوا البعث من كسوته العلمانية وألبسوه زيّه الطائفي التكفيري الذي ينتمي الى تناقضات التأريخ . رغم أنه لم يكن علمانياً بل كان - طائفي تكفيري - ونمط من أنماط التأريخ الذي قتل وأقصى وأنتهك الآخرين بأسم الدين .وعلينا أن نسأل
لماذا تزامن خروج الجماعات الأرهابية بُعيد ما يسمى بالربيع العربي , وفي العراق بعد سقوط البعث ؟ الجواب بكل وضوح أنّ صداماً كان لايفرق عن أمراء - داعش - لكنه أخفى سلفيته التكفيرية بطلاء مشوّه من العلمانية . بدليل سرعان ما أُطيح بصدام خرجت , القاعدة الأرهابية ثمّ فرخت جيوش تبحث عن الثأر للأطاحة بنظامهم البعثي ! أنها ليست مفارقة , بل من يقرأ التأريخ شريطة سيجد , أنّ الدول أو الخلافات التي كانت تتخذ الدين واجهة لحكمها كانت تتموه بالدين وتخفي جاهليتها . والبعث أخفى أصوله التأريخية بأطلاقه شعارات علمانية للتمويه وقد نجح في ذالك .
فلا يصح أن يقول ممتعض من ردائة الواقع الذي فرضته علينا تناقضات التأريخ - أن الأحزاب الشيعية من خربت حياة العراقيين هم أشد الضحايا مظلومية كونه مظلوم ومتهم بالظلم ؟ .
هؤلاء السفّاحون من البعثيين سيستمروا بقتل الناس بتشفي ولذة ؟ والطريق الأوصل لحياة تليق وكرامة الأنسان , وتعامله على أنه قيمة وجودية لايمكن التفريط بها . لابد من أقتلاع كل بعثي من العملية السياسية ومن كل دوائر الدولة لاسيما الأمنية منها . لأنه سيبقى الجيش العراقي يقاتل - داعش - طالما هنالك بعثيون في العملية السياسية . فالصراع بالحقيقة مع البعث وأنه لم يحن بعد ليكون جزء من الماضي , بل هو اليوم يتموضع - بداعش .. في مناطق غرب العراق وفي ,تخالف القوى الوطنية الوجه السياسي لداعش .