اتحاد الكرة ... اهٍ ، يااتحاد !! -ألمهندس / جمال الطائي- السويد
Mon, 17 Oct 2011 الساعة : 10:45

يخيّلُ لي ان العلاقة بين أمير قطر ولعبة كرة القدم ، أشبه بالعلاقة بين فيفي عبدو ( اليوم ) ورقص الباليه ! ،
ومع ذلك فقد بذلت قطر الكثير الكثير لتحظى بإقامة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 على أراضيها ، والسبب وبكل بساطة، إن ما تقدمّه الرياضة في دقائق يفوق ما يمكن أن تحرزه السياسة والجهد الدبلوماسي في سنين ، فكم من دولة لم تكن معروفة للكثيرين صارت تتردد على أفواه الملايين وتسلّط عليها عدسات الإعلام بسبب انجاز رياضي لها ، فيمكن لعدّاء في ثواني أن يضع اسم بلده في واجهة الأخبار والاهتمام ، لذلك صارت الرياضة محط ّ اهتمام الدول وقادتها ،والعراق ليس استثناء ً في هذا عن دول العالم ،فكما تداخلت أجندات ومطامع كثيرة بعضها محلي وبعضها خارجي في اللوحة السياسية العراقية ، فقد تداخلت أجندات
مشابهة على خط الرياضة العراقية وكرة القدم على وجه التحديد كونها اللعبة الشعبية الأولى في العراق والمنطقة ،وكما في السياسة ، فقد عملت هذه الأجندات على إعاقة أي تقدم أو تطوّر يمكن أن يصيب الرياضة العراقية في العهد الجديد، وفي أحيان كثيرة كانت هناك شخصيات من الوسط الرياضي تعمل ( كمعاول ) في أيدي الآخرين مهمتها التخريب والهدم لا البنيان ؟
سنين طويلة عملت فيها إدارة الاتحاد السابقة بأجندة لا تمت ّ بأي صلة لمنفعة كرة القدم العراقية بل عملت وكما يرى الكثير من أهل الخبرة على إعادة الكرة العراقية خطوات للوراء،
ووقفت بالضد من كل التوجهات الرسمية العراقية ، بل كانت تقف بالضد من الحكومة العراقية متمثلة بوزارة الشباب مستعينة عليها بدعم ٍ خارجي لا يريد الخير لنا ، وقد تنفس ّ الكثيرين الصعداء حين أ ُجريت انتخابات اتحاد الكرة ، وكانت نتيجة الانتخابات مخيبة للآمال بكل القياسات ، فنفس وجوه الاتحاد القديم عادت لتحتل الاتحاد الجديد مع بعض التغييرات التي أملتها الظروف الموضوعية التي أحاطت بالمشكلات التي عملها الاتحاد السابق ،ويبدوا إن (المشكلة ) قد تم اختزالها بشخص ( حسين سعيد ) رئيس الاتحاد السابق ، حيث رأى من بيدهم
( ألحل والربط ) إن إبعاد حسين سعيد عن رئاسة الاتحاد سينهي المشكلة مع الحكومة ، في حين يبقى أعضاء الاتحاد الآخرين لتنفيذ نفس الأجندة السابقة ، مع إضافة أعضاء جدد عديمي الخبرة ومن محبي الظهور والوصول بحيث يمكن السيطرة عليهم واستعمالهم كأدوات لمواجهة الرافضين والمشككين في عمل الاتحاد وسياسته ، وهذا يذكرني بمقولات رافقت عملية تغيير النظام عام 2003 حيث حاولت بعض الجهات اختزال كل مشاكل العراق ( بصدام حسين )
فتبنت الدعوة لتغييره مع إبقاء النظام كما هو ( طبعا ً لحسابات خاصة ) لتلك الجهات ، اليوم اختزلوا مشاكل الكرة العراقية وإخفاقات الاتحاد طوال ثماني سنوات بحسين سعيد وعلينا أن نصدّق إن الكرة العراقية ستتقدم وتتطور بوجود اذرع وأيادي حسين سعيد تقود الاتحاد ومفاصله ؟؟؟؟
أي مراقب منصف يراجع عمل الاتحاد خلال الفترة القصيرة من عمره ، سيخرج بنتيجة
إن ( الجلال نفس الجلال بس ال... اختلف !! ) ،وقد استوقفتني بعض من ( انجازات ) اتحادنا خلال فترته القصيرة السابقة، فقد تعالت تصريحات أعضاءه عن الدوري وفرقه ومواعيده ، وكلنا نعرف إن الدوري في أي بلد هو المقياس الحقيقي لتطور اللعبة فيه ، ومع ذلك فقد جامل الاتحاد جهات معروفة للجميع في تقسيم العراق لأكثر من منطقة وإقامة الدوري حسب النظام السابق ، وعدد الفرق الكبير الذي لا يخدم اللعبة ،كذلك إهمال دوري الفئات العمرية ( الناشئين و الشباب ) ، أما التعاقد مع المدرب ( زيكو ) الذي يحاول رئيس الاتحاد
تسويقه للجمهور الرياضي وكأنه انجاز ( القرن ) لناجح حمود ، فهو تعاقد تشوبه الكثير من علامات الاستفهام ، فنحن نرى دول الخليج تستقدم مدربين عالميين أكثر شهرة من زيكو بأقل من أجره ، رغم إن الأجر هنا هو ليس مجال نقاشنا ،ولكن هؤلاء المدربين العالميين مقيمين بشكل دائم في هذه الدول مع منتخباتها ويشرفون على الصغيرة والكبيرة فيما يخص هذه المنتخبات فالدول لا تعطي هذه المبالغ الضخمة إلا كي تنال لقاءها عملا ً وجهدا ً ، أما نحن فنعطي مدرب فريقنا ثلاثة أضعاف ما تعطي ( قطر ) لمدربها ، ومع ذلك فأن زيكو
( يتفضل ّ ) علينا حين ( يلحق ) بفريقنا للصين قبل أسبوع من مباراة مصيرية مع منتخبها
وكيف لا و / زيكو منشغل في عمل ثاني هو الترويج لمنتجات رياضية لبعض الشركات ، فيتطلب عمله التواجد مع هذه الحملة الإعلانية، فكيف سيستطيع والحالة هذه متابعة الكرة العراقية والزج بدماء جديدة يحتاجها المنتخب لتحسين صفوفه ، إذا كان لا يتابع المنتخب أساسا ً
فكيف سيتابع الدوري؟ ، ثم هل سيحضر زيكو للعراق كما صرّح ناجح حمود ليباشر تدريب منتخبنا ، أم ( سيتجمّع ) كما يتجمع محترفينا قبل كل مباراة بأيام قليلة؟
أنا لست ممن يقولون بنظرية المؤامرة في كل مشكلة تجابههم ،ولكنني أحاول جاهدا ً ومنذ اصدر ( الفيفا ) قراره بمنع المنتخب العراقي من اللعب على أرضه أن أجد مبررا ً مقنعا ً غير ( ألمؤامرة ) فلا أجد ، لنرقب مليا ً تفسير الاتحاد وردّة فعله على القرار ،يقول الاتحاد بلسان رئيسه والعديد من أعضاءه ، إن الفيفا اتخذّ قراره بطلب وضغط من رئيس الاتحاد الصيني وهو أيضا ً رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وذلك للضغط على منتخبنا كون الصين تلعب معنا في نفس المجموعة المؤهلة لتصفيات كأس العالم ، إذا كان الأمر كما ( قالت حذام .. )
والمؤامرة من الصيني ( رئيس الاتحاد الآسيوي ) أفلم يكن الأجدر بالاتحاد الآسيوي قبل أن يطلب من الفيفا حرمان منتخبنا من اللعب في شمال العراق بسبب الوضع الأمني كما يدعوّن
أليس الأجدر أن يمنع الأندية التي تلعب في البطولة الآسيوية ( دهوك واربيل ) من اللعب على ارض العراق ولنفس السبب ، على الأقل حتى يبدوا منطقيا ً حين يطلب حرمان المنتخب من اللعب على أرضنا؟ ثم هذا القرار الذي صدر من الفيفا ،من نوع القرارات التي لا استئناف ولا تفاوض ولا رجعة فيها ، إذا كان القصف الإيراني والتركي هو السبب كما يروّجون فالاولى بالفيفا أن يعاقب منتخبات هذه الدول بعدم اللعب على أرضها لا أن يعاقبنا ، فنحن هنا مُعتدى علينا ولسنا المعتدين ،ثم هل يعقل لبلد يحترم نفسه وتاريخه يرضى أن يعامله الآخرين بهذا الاستبداد والتسلط ، علما ً إن هناك دول اصغر من العراق ولا تملك تاريخنا الكروي وقفت بوجه الفيفا و أجبرته على الخضوع لإرادتها ، فماذا عمل اتحادنا العتيد يا ترى ، بعيدا ً عن الجعجعات الإعلامية التي( لا تسمن ولا تغني من جوع ) سارع رئيس الاتحاد و المُلهّ نائبه للذهاب إلى قطر لاختيار ملاعب بديلة عن العراق للعب منتخباتنا وكأنما الجماعة كانوا ينتظرون هذا القرار من الفيفا وسارعوا لتنفيذه ربما خوف أن يغيّر بلاتر رأيه !!
كما قلنا في بداية المقال فأن السياسة و الرياضة تداخلت وتشابكت مع بعضها وصارت واحدة تخدم الأخرى فالدول ترعى الرياضة والرياضيين لكي تسوّق انجازاتهم لخدمتها سياسيا ً
فصارت الرياضة وسيلة مهمة من وسائل الكسب السياسي ، وصارت الدول تنتقي من يمثلوها في الاتحادات الرياضية والمنظمات القارية بعناية لأنهم يعكسون سياسة هذه الدولة وآراءها ،سقت هذه المقدمة لأتساءل ( بسذاجة ) من رشّح السيد / حسين سعيد ليمثل العراق في اتحاد غرب آسيا ،هل هي وزارة الشباب التي تقف بالضد من السيد سعيد على طول الخط ، أم اللجنة الاولمبية التي تقاطعت مع حسين سعيد منذ فترة طويلة ، أم ربما الحكومة العراقية التي عمل حسين سعيد وناجح حمود حصريا ً على الإساءة لها أمام الفيفا ،أم هل هو اتحاد الكرة الذي يؤكد أكثر أعضاءه إنهم لم يلتقوا بحسين سعيد أو يعرفوا بأمر تكليفه مطلقا ً ،عن ماذا سيدافع حسين سعيد وأي سياسة سيتبنى إذا كان لم يصل العراق منذ سنين و لا يعرف ما هية سياسة الدولة العراقية ومتبنياتها بالنسبة للقضايا الإقليمية التي تخص الرياضة حصرا ً ، حسين سعيد يمثل ّ من في اتحاد غرب آسيا؟
يتخيل لي ( والله اعلم ) إن من عمل ( خبطة ) الاتحاد الحالية ( رئيس شيعي ونائب أول كردي ونائب ثاني سني ) حين اقنع/ سعيد الماسك ( بخوانيك ) الكرة العراقية بالتخلي عن رئاسة الاتحاد فقد تعهّد له بهذا المنصب مشابها ً ( لمجلس السياسات ) حتى يرسم حسين سعيد
و ( أعمامنا ) الآخرين إستراتيجية كرة القدم العراقية للسنوات السود المقبلة ،ولكي لا يحرم السيد / سعيد من نشوة الرئاسة مدى الحياة .