ضد مجهول-عقيل الموسوي ـ المانيا
Mon, 17 Oct 2011 الساعة : 10:40

جميلة تلك العبارة التي تقول ان هناك ثلاث تفاحات ساهمن في تغيير شكل العالم .. تفاحة ادم , تفاحة نيوتن وتفاحة ستيف جوبز , تلك التفاحة التي تصلح ان تكون شعارا لوزارة المالية العراقية لأنها معضوضة الجانب دون ان نعرف من الذي عضّها واين ذهبت تلك اللقمة السائغة منها وما هي الظروف التي احاطت بها , لتبقَ اسبابها مجهولة ونتائجها غامضة وعلاجها سهل يسير وهو تقييد جريمتها ضد مجهول ... وابوك الله يرحمه
فقبل اشهر كان الحديث عن فقدان اربعين مليار دولار من ميزانية الدولة العراقية قبل ان يتبين ان الذي اعلن عن ذلك الرقم انما هو احد خريجي مدارس محو الامية ولا يفهم من الحسابات سوى تلك المقترنة بالمسبحة ام الميه وواحد مع شواهيدها , لأن هناك مبلغ مدوّر من ميزانيات سنوات سابقة ليصبح صافي المفقود هو سبعة عشر مليار دولار , ولتوضيح معنى هذا الرقم سأقارنه بحادثتين لازالتا طريتين وقد اقمنا الدنيا ولم نقعدها على رأس الاول وكرش الثاني ولدينا الحق في ذلك طبعا وهما تأثيث دار النجيفي وسفرة الطالباني , وبعملية حسابية بسيطة يستطيع استنباطها حتى من يحسب بأصابع يديه ورجليه نجد اننا وبهكذا مبلغ يمكننا تأثيث خمسة الاف دار وتأمين مصاريف خمسة الاف سفرة , ولكن ما الذي يمكننا فعله حيال هكذا مبلغ ؟ هل يمكننا اعادته الى الخزينة بعد ان تبخر تحت تأثير شمس تموز الحارقة ؟ هل يمكن الاعلان عن مرتكبي هذه الجريمة ان كانت فعلاً جريمة ؟ وفي حالة الاعلان عنهم هل يمكن اعتقالهم ومحاسبتهم او منعهم من السفر وذلك اضعف الايمان ؟ خصوصا وان اكثرهم ان لم يكونوا كلهم من الذين يتمتعون بالحصانة التي لم يتمتع بها حتى علي بن ابي طالب لا في صدر الاسلام ولا حين استلم مقاليد الامور , فضلا عن العواقب الوخيمة التي ستنزل على رؤوس المساكين من الشعب بمجرد الاعلان عنهم والتي ستكون وابلاً من المفخخات في الوقت الذي سينضمُّ قائد تلك العملية البطولية الى قوائم المعارضة الابطال بعد دفع مستحقات المبالغ تلك من الضرائب لتمويل المقاومة والمجاهدين او لربما تطهيرها بدفع خمسها وهذا ما لم يحدث لحد الان , ولكن في كل الاحوال ستتبعها عمرة مفردة يليها حج ( الضرورة ) , وهو الحج الواجب على البرلمانيين والمسؤولين والحرامية والذي يختلف عن الحج الواجب والمسمى حج ( الصرورة ) بأضافة النقطة مع توفير مستلزمات الراحة في مخيم منى الخاص اضافة الى بعض اللقاءات مع مخابرات ال سعود وما يسمى بهيئة الامر بالمعروف , وعلى ذكر الحج اسمحوا لي ان ابارك مقدما الى السادة النواب الذين اعلنوا انضمامهم الى قائمة الحج لهذا العام وانصحهم ان يفعلوا ما فعله احد الراغبين في الحج حين سمع الواعظ يقول ان الحاج سيعود بعد موسم الحج خاليا من الذنوب كيوم ولدته امه فما كان منه الّا ان يطلب من زوجته وضع بامبرز مع احرامه ومتاعه , وحين سألته عن السبب قال لها ان الشيخ يقول بأني سأعود مثل البَيْبي وبكل تأكيد سأكون بحاجة الى الحفاظات !!! , أجل سادتي الكرام خذوا معكم حفاظاتكم ليس لأنكم ستعودون اطفالاً ابرياء بلا ذنوب فذلك مقرون بقبول الله حجكم وغفرانه ذنوبكم , ولكن خوفا ان تعملوها على انفسكم بعد عودتكم مباشرة ولكي لا تُزكم انوفنا فضائحكم التي اتوقع ان ترافقكم حتى في رحلتكم الايمانية هذه , وبالعودة الى صلب الموضوع او بالأحرى خاتمته اقول .. لقد سئمنا كثرة الأحاديث عن جرائم السرقة وكأن جرائم القتل والتفجير غير كافية لأرهاقنا , فأذا كانت الحكومة لا تستطيع التعرف على مرتكبي تلك الجرائم وأن عرفتهم فلا تستطيع الاعلان عنهم وأن اعلنت عنهم فلا تستطيع اعتقالهم وأن اعتقلتهم فلا تستطيع محاكمتهم وأن حاكمتهم فلا تستطيع تنفيذ الاحكام وأن نفّذت الاحكام فأنها ستفتح بابا من ابواب جهنم عليها وعلى الشعب لأنها ستكون غير مراعية لحقوق البهائم قبل الانسان وكأننا لسنا ضمن الأنسانية ولا ضمن الشايفين وعايفين ما لم نسرق ونصبح من اصحاب الملايين عفوا من اصحاب اليمين .. اقول أذن لماذا لا تقيّدوا هكذا جرائم ضد مجهول كي لا يرتفع لدينا الضغط وداء السكري ؟؟