مشروع غاز كركوك ,الحل العملي لمعالجة مشكلة الكهرباء والبيئة معا-حسين كركوكلي

Mon, 17 Oct 2011 الساعة : 9:53

كانت ولازالت وجود النفط في كركوك نقمة على سكانها بدلا من ان تكون نعمة لاهلها وللاخرين حيث كانت سبب الصراع المستمر بين النازحين من الجبال لفشل اقامة دولتهم في مهاباد ايران من طرف وبين الدولة المركزية في العراق من طرف آخر.
فبعد افتتاح خط كركوك – بانياس عام 1952 لتصدير النفط عبر هذا الميناء السوري , قامت ثائرة اسرائيل الناهضة والمحتاجة للطاقة والمترصدة والمتبرصة لتطور العراق بعقد صفقة مع المرحوم ملا مصطفى البارزاني بحثه على مطالبة كركوك ودعمه السياسي والعسكري اللامحدود مقابل تصدير النفط اليها حينما يتم الاستيلاء على كركوك. ففي ليلة وضحاها اصبحت كركوك العراقية التركمانية قلب كردستان حسب المرحوم ملا مصطفى !!!!!.(انظر محاضرة وزير الامن الاسرائيلي السابق آفي ديختر حول نفط كركوك والحركة الكردية).
فبعد ان كانت كركوك من افضل وانظف مدن العراق حتى نهاية السبعينات واصبحت كركوك مدينة متهرئة تتقاذفها ايادي الغرباء.
كانت شركة نفط كركوك والتي كان الانكليز يديرونها قبل تاميم النفط في حزيران عام 1972, قامت ببعض الانجازات للمدينة منها بناء بعض الاحياء والمناطق السكنية لمنتسبيها من اهالي كركوك واقامة مهرجانات واقامة حدائق وتشجير المدينة واقامة حزام اخضر حول الشركة والمتمثلة بغابات دبس على نهر الزاب واقامة مسابح وساحات كرة قدم وغيرها, ولكن بعد تاميم الحكومة العراقية وادارة العراقيين للشركة لم تقم الشركة باية عمل لاهالي المدينة الذين يستنشقون نفايات احتراق الغاز المنبعث المصاحب لعملية استخراج النفط والمأدي الى زيادة الاصابة بالسرطان والامراض الاخرى وموت المحاصيل الزراعية بعض الاحيان وزيادة درجة حرارة المدينة واطرافها واضرار على البيئة.
وبعد الانفراج السياسي الضئيل مؤخرا والاستقرار النسبيى الذي شهده كركوك بدأ نور الامل تبدوا ولو قليلا على وضع المدينة لذا فان الشركة النفط الوطنية في كركوك مطالبة وبالتعاون مع الموسسات الاخرى بما يلي:
1 – بدلا من احراق الغاز المصاحب للنفط في اطراف المدينة والتي تأدي الى الاضرار التي ذكرناه اقامة مشروع تصفية لهذا الغاز واعطاءه للبيوت بواسطة انابيب تأسس لهذا الغرض. وتكون اسعارها رخيصة لعدة سنوات لحث المواطنين على استعمال الغاز بدلا من الكهرباء في تسخين الماء وكذلك للتدفئة عوضا عن استعمال النفط الابيض . فتوجد في كل بيت في كركوك ما بين 1- 5 من سخانات مياه الكهربائية والتي تستهلك الكهرباء بشراهة كبيرة , فمثلا في بيت والدي 4 سخانات كهربائية وقدرة كل واحد منها 2000 واط تعمل ليلا ونهارا وعلى مدار السنة.
فليس من المعقول ان تنعم اهالي استانبول في اقصى تركيا بالغاز الايراني المصدر اليها من منطقة اهواز في جنوب ايران قاطعة الاف الكيلومترات بواسطة الانابيب عبر الجبال والوديان وتنعم الدول الاوربية بالغاز الروسي والاذربيجاني وغيرها ولكن تحترق الغاز بالقرب من مرأى اهالي كركوك بدون ان تستفيد المواطنين منها!!!!!.
فمتى نستفيد من هذا الغاز ومتى يحكم كركوك اناس يحنون ويحبون اهلها ويحبون الحياة والتقدم والرفاه ويحبون وطنا اسمه العراق؟ فبعض الدول اكملت توزيع الغاز في مدنها في حوالي 6 اشهر.
2 – اقامة مناطق خضراء وتشجير المدينة كما كانت تفعل الشركة قبل التاميم عام 1972 !!!!!!.
3 – المساهمة في تنمية القدرات البشرية للابناء المحافظة كاقامة المهرجانات والمعارض واقامة النصب التذكارية وبناء المدارس الفنية وغيرها.
4 – التبرع والمساهمة في مشاريع الانسانية كدور المسنين ورياض الاطفال والمساهمة في تنظيف المدينة.
5 – بناء الساحات الرياضية , فقبل التاميم بنت الشركة نفط كركوك افضل ساحة على نظاق العراق المعروفة ب ساحة الشركة لكرة القدم.
كانت شركة النفط الوطنية في كركوك تساهم في تطوير المدينة لكون الشركات الصغيرة والكبيرة في الدول المتطورة تتبرع وتساهم في فعاليات وسباقات ومهرجانات المدينة التي تتواجد فيها ولكن كما ذكرنا توقفت بعد قرار الحكومة العراقية بتاميم النفط وسيطرة الكادر العراقي للشركة والذي يفتقر الى هذه الثقافة !!!.وتطبيق النظام الاشتراكي ونظام الحزب الواحد والمركزية المفرطة.
لقد حان الاوان بعد انفتاح العراقيين على العالم ان يقتبسوا المفاهيم والثقافات التي تساهم في رفع مستوى مدنهم , فليس من المعقول ان ترى مدنا عمرها اقل من 40 عاما مثل دبي ومدن امريكية والمانية وحتى تركية وايرانية زاخرة وعامرة وكركوك عمرها اكثر من 5000 سنة مدينة متهرئة ومتعبة.

[email protected]

 

 

Share |