تسرّب خطة تحرير القيارة يعطّل العمليات ويفقد القوات عنصر المباغتة

Sat, 25 Jun 2016 الساعة : 7:30

وكالات :

دفع الكشف عن أجزاء من تفاصيل الخطة العسكرية في عملية اقتحام القيارة، جنوبي الموصل، الى توقف التقدم في بعض المحاور باتجاه المدينة، التي تعد مرتكزاً لاستعادة الموصل.

ومن المرجح ان يعاد النظر في الخطة العسكرية، وان يصار الى تغيير توقيتات الهجوم، بعد تسريب تفاصيل العملية.

لكن مسؤولين مقربين من قيادة عمليات نينوى ينفون وجود طريقة اخرى لتحرير القيارة غير التي تم الكشف عنها.

وتعمل القوات العراقية من محوري مخمور والشرقاط، منذ اشهر للوصول الى مطار ستراتيجي في "القيارة"، تمهيدا لبدء اقتحام الموصل، وهو امر كشفت عنه قيادات عسكرية في وسائل اعلام متعددة.

وتسربت يوم الخميس، وثيقة صادرة من السكرتير الشخصي للقائد العام للقوات المسلحة، اللواء الركن محمد حميد كاظم، يشير فيها الى ان "رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجه بفتح تحقيق حول التصريحات المتعلقة بعملية القيارة والتي أفشت بعضاً من الخطط العسكرية والتي يستفيد منها العدو".

ولفت كاظم الى ان "التصريحات جاءت من قبل قادة عسكريين ومسؤولين، دون ذكر الاسماء".

ويتابع العراقيون يوميا صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم شرحاً مسهباً معززاً بالصور والخرائط، عن خط سير القوات باتجاه الشرقاط والقيارة، دون ان يساورهم الشك بأن ما يتم تداوله هي "أسرار عسكرية"! وعرضت صفحة تحمل اسم "قيادة عمليات نينوى"، قبل اسبوعين، صورا وخبرا عن وصول "جسور متنقلة" الى مخمور بهدف عبور نهر دجلة تمهيداً لاستعادة القيارة.

لكن الصفحة نشرت، مؤخرا، توجيها بمنع التصوير الفديوي الحي للقطعات العسكرية، مهددة بمحاسبة المخالف بتهمة (التآمر والتخابر لصالح العدو). واضافت الصفحة "وهذا تحذير أخير ونهائي، ولن تأخذنا شفقة ولا رحمة بالمخالف لأن الهدف الأسمى هو حماية أرواح مقاتلينا الابطال".

وكانت مصادر مطلعة، كشفت لـ(المدى) عن مشاركة القوات الأمريكية بالعمليات البرية في العراق، لاول مرة منذ قرار إرسالها عدد من المستشارين عقب سقوط الموصل في صيف 2014.

وأشارت المصادر الى ان قوات نخبة أميركية، ويقدر عددها باكثر من مئة عنصر، تتواجد في قاعدة عسكرية شمالي تكريت.

ورجحت المصادر بأن مهمة القوة الأميركية المحمولة جوا، تتركز على استعادة قاعدة القيارة.

واعلن وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، مطلع الاسبوع الماضي، بدء المرحلة الثانية لعمليات تحرير نينوى وكبرى مدنها الموصل.

وخلال اسبوع واحد أرسلت وزارة الدفاع وجبتين من القوات المدرعة الى الموصل والشرقاط، رغم تصاعد انتقادات قادة الحشد الشعبي، الذي شاركت بعض فصائله في عمليات تحرير اطراف الفلوجة، من تشتّت جهد المعارك.

فقدنا عنصر المباغتة! ووصف عبدالرحمن اللويزي، النائب عن نينوى، تحرك قوات باتجاه الشرقاط بالتزامن مع عملية الفلوجة بأنها "كانت مباغتة عسكرية مهمة فاجأت الجميع حتى قيادات الحشد الشعبي".

ويقول اللويزي، خلال اتصال مع (المدى)، ان "القيادة العسكرية فقدت عنصر المباغتة بعد ان تسربت تفاصيل عملية الهجوم من الشرقاط باتجاه القيارة".

واضاف النائب عن نينوى "لو لم تتسرب التفاصيل عن هجوم الشرقاط، لكان الجميع اعتقد بأن القوات المدرعة كانت ذاهبة للتحشد، كما كان يحصل في مخمور".

ويرجح اللويزي ان تستمر العملية العسكرية في محوري مخمور-الشرقاط للوصول الى القيارة دون تغيير.

ويقول "لايوجد طريق آخر، وربما ستغير القيادة العسكرية في مواعيد الهجوم بعد تسرب تفاصيل العملية".

تعطل محور العمليات وخلال الاسبوع الماضي تقدمت القوات المشتركة من محور مخمور الى "القيارة"، حيث تسعى الى اللقاء مع القطعات القادمة من الشرقاط عند قاعدة القيارة.

ولم تبق امام القوات المشتركة، سوى 3 قرى في اطراف مخمور، فيما دخلت القوات في حدود القيارة من الجانب الشرقي لدجلة، بعد تحريرها قريتي الحاج علي وخربة الشمام.

وشارك اكثر من الف مقاتل محلي من قبائل اللهيب، والسبعاويين، والجبور، في تحرير تلك المناطق، كما يقول اللويزي الذي يؤكد ان "تواجد وزير الزراعة فلاح زيدان، شيخ عشيرة اللهيب، مع ابناء قبيلته اسهم برفع معنويات المقاتلين".

وصارت القطعات العسكرية والحشد العشائري، على ضفة دجلة بشكل مباشر من جهة قرية الشمام.

وتستعد القطعات للعبور الى الجهة الاخرى باتجاه قريتي الجوعانة وجدعة عند وصول القوات القادمة من الشرقاط.

لكن هاشم البريفكاني، رئيس اللجنة الأمنية بالوكالة في مجلس نينوى، قال لـ(المدى)، ان "التقدم قد توقف الان في بعض المحاور"، عازيا ذلك الى "تسرب بعض تفاصيل خطة اقتحام القيارة".

واوضح البريفكاني بالقول ان "القادة العسكريين صرحوا لوسائل إعلام او لضباط اقل درجة منهم ما ادى الى الكشف عن اجزاء من تفاصيل الخطة". واشار الى ان "التقدم من محور قرية الحاج علي، القريبة من ضفة نهر دجلة، قد توقفت الان، وننتظر قرار الجيش بعودة العمليات للعبور الى القيارة". ولم يتضح حتى الان ما اذا كانت التسريبات تخص التقدم من محور مخمور ام الشرقاط، الا ان البريفكاني يقول "لاتهم التسريبات حول اي المحاور، بقدر ما ان كشف التفاصيل يعني تعطيل اقتحام القيارة".

وفي محور الشرقاط، يقول خزعل حماد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين وقائد لمجموعة من المقاتلين من عشيرة القيسيين، ان "التسريبات لم تؤثر على سير العمليات العسكرية لكن الألغام هي من تفعل ذلك".

واكد حماد لـ(المدى) ان "القوات المشتركة وصلت الى منطقة الزوية، شمال بيجي، وتأخرت في الوصول الى الشرقاط، بسبب حقول الألغام والأنفاق المفخخة التي فاجأتهم في الصحراء".

وحاولت القوات المشتركة ان تسلك طرقا فرعية للوصول الى الشرقاط، لكن المسؤول المحلي يؤكد ان "حقول الألغام اوجبت استدعاء الفرق الهندسية لإزالتها، وهو أمر عطل التقدم".

المصدر : المدى برس

Share |