3 فرق تبدأ معركة تحرير الموصل... وفتح جبهتين يثير مخاوف التشتّت العسكري
Tue, 14 Jun 2016 الساعة : 6:30

وكالات:
خلال اسبوع واحد ارسلت وزارة الدفاع وجبتين من القوات المدرعة الى الموصل والشرقاط، رغم تصاعد انتقادات قادة الحشد الشعبي، الذي يرابط بعض فصائله على أطراف الفلوجة، من تشتّت جهد المعارك.
ويرجّح ساسة وخبراء أمنيون ان يكون غضب الحشد يعود لعدم قدرته على القتال في جبهتي الموصل والفلوجة بالتزامن.
كما ان حركة القوات الى نينوى في هذا التوقيت تهدف الى ابعاد الحشد عن معركة تحرير المحافظة.
وكانت فصائل في الحشد قررت الانسحاب، الاسبوع الماضي، من الفلوجة بعد اعلان انتهاء مهامها بتحرير محيط المدينة، لكن معلومات تسربت عن محاولات حكومية لمنع ذلك.
وبعد ارسال الوجبة الاولى من اللواء المدرع الى مركز قيادة عمليات نينوى في مخمور، قال هادي العامري، القيادي البارز في الحشد الشعبي: "من المؤسف والمحزن عدم وجود تخطيط دقيق للعمليات العسكرية في الفلوجة".
واعتبر العامري ان "إرسال جزء كبير من المدرعات والإمكانيات إلى مخمور بحجة معركة الموصل، أنا أعتبره خيانة لمعركة الفلوجة".
القتال على جبهتين لكن وزير الدفاع خالد العبيدي، الذي اشرف بنفسه على ارسال الوجبة الثانية من القوات المدرعة الى الشرقاط، يوم الاحد، قال أن تلك القطعات العسكرية لا تؤثر على معركة الفلوجة.
وأضاف العبيدي، في تصريحات صحفية أن "القوات الخاصة بمعركة نينوى مُفرزة منذ فترة طويلة وتم تدريبها تدريبا عاليا وجهزت بأحدث الأجهزة والمعدات"، لافتاً الى "أننا بصدد فتح اكثر من جبهة مع تنظيم داعش وسنباغتهم بمحاور وتوقيتات غير متوقعة".
وفي السياق ذاته ، اكد كريستوفر جارفر المتحدث الجديد باسم التحالف الدولي امس، بأن "القوات العراقية قادرة على فتح جبهتين ضد داعش"، معتبرا ان ذلك "سيزيد من الضغط على التنظيم".
واشار جارفر الى ان "موعد تحرير الموصل متروك للحكومة العراقية"، مبينا ان "التحالف الدولي داعم لها في التحرير".
لكن الخبير والمحلل الأمني هشام الهاشمي علق في صفحته على الفيسبوك بالقول "كان من المفترض ان يحرر الحشد الشعبي الشرقاط وصولا للقيارة لكي يتخذ من معسكر القيارة قاعدة لانطلاقه وتمركزه في المنطقة، وهذا منطقي جدا لإحداث التوازن الايراني - التركي - الاميركي."
واضاف الهاشمي "وربما هذا يعد السبب الرئيسي في غضب السيد هادي العامري على ارسال اللواء ٣٧ المدرع الى مخمور قبل انهاء معركة الفلوجة، لكون الحشد لا يستطيع ان يقاتل في جبهتي الشرقاط والفلوجة في آن واحد".
وبدأ التحالف الدولي بإعادة هيكلة الفرقتين العسكريتين الثانية والثالثة اللتين انهارتا عقب احتلال داعش للموصل تحت اسم الفرقة 15 و16. وارسلت الفرقة 15 الى قيادة العمليات الجديدة في جنوب الموصل، فيما تشارك الفرقة الاخرى، التي كانت اعطيت مهمات اخرى، في عمليات تحرير الرمادي. وقامت الفرقة 15 بتحرير عدد من القرى باتجاه القيارة، حتى ارسلت وزارة الدفاع اللواء المدرع 37 التابع للفرقة 9 الى مخمور، وأعقبته بأيام بإرسال اللواء 34 التابع للفرقة 9 المدرع، واللواء 92 التابع للفرقة 16.
إبعاد الحشد عن الموصل لكن النائب عن الموصل عبدالرحيم الشمري يقول لـ(المدى) "كنا نفضل ان تتركز كل الجهود العسكرية باتجاه تحرير الموصل بعد الانتهاء من معارك الفلوجة". واضاف الشمري، وهو نائب عن ائتلاف علاوي :"توقعنا اعادة سيناريو تحرير الرمادي في الموصل، حيث حسم الأمر هناك تماما حتى انتقلنا الى الفلوجة".
ويرى النائب ان "تشتت الجهد سوف يربك عملية تحرير الموصل". ولايستبعد النائب الموصلي، الذي يشرف على نحو 600 مقاتل ضمن تحالف عشائري مع ايزيديين في غرب الموصل، وجود دوافع سياسية وراء ارسال القوات الى الموصل في هذا التوقيت، كما لايستبعد ان يكون الهدف حرمان اطراف معينة من المشاركة في تحرير الموصل.
ويرفض ساسة سنّة وابرزهم الأخوان النجيفي اشراك الحشد الشعبي في عملية تحرير الموصل، داعين الى دعم الحشد العشائري وفصائل مسلحة من ابناء المحافظة كالتي يقودها محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي.
ويرى النائب الشمري ان ما يحدث في الموصل هو ضمن الدعاية المضادة لبعض الفصائل التي تحقق انجازات حقيقة ضد داعش كتشكيل "النوادر" الذي يقوده.
ويلفت النائب عن نينوى الى ان "النوادر قتلت عددا كبيرا من مسلحي داعش في 5 معارك قامت بها حتى الان"، منتقدا عدم تسليط الضوء على هذه الانجازات، اذ يقول ان "الإعلام العربي والمحلي يتحدث عن غزوات وهمية قامت بها فصائل اخرى"، في اشارة الى الحشد الوطني بقيادة النجيفي الذي يتلقى دعما من القوات التركية.
وقريبا من ذلك، يرجح النائب الشبكي حنين قدو ان يكون الهدف من ارسال القوات بشكل مفاجئ الى الموصل والشرقاط قبل حسم معركة الفلوجة وراءه إبعاد الحشد الشعبي.
ويؤكد قدو، ممثل الشبك في مجلس النواب لـ(المدى)، ان "أطرافا سياسية قررت تحرير الموصل مستغلة انشغال الحشد في الفلوجة".
ويمضي النائب عن شبك الموصل بالقول ان "نينوى محافظة كبيرة، ولايمكن تحريرها بفرقتين عسكريتين او ثلاث، نحتاج الى قوات مساندة اخرى". كما لم يغفل قدو بأن "الضغط الامريكي على الحكومة لتحرير الموصل وراء الاستعجال لإرسال القوات الى هناك".
وأعلنت واشنطن في آذار الماضي، عن وصول 200 جندي من المارينز، الى مقر قيادة عمليات نينوى في مخمور.
وتم الكشف عن ذلك، بعد تعرض القاعدة لهجوم شنه داعش وأدى الى مقتل وإصابة 9 من افراد القوة الاميركية.
إخلاء مدنيين في هذه الاثناء، أفاد مصدر في قيادة عمليات نينوى، امس الاثنين، بأن القوات الأمنية أخلت 500 عائلة من قرية تابعة لناحية القيارة جنوبي الموصل (405 كم شمالي بغداد)، ونقلتهم إلى منطقة إيواء النازحين في مخمور.
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن "قوة من الفرقة الـ15 في الجيش العراقي أخلت 500 عائلة من قرية خرائب جبر التابعة لناحية القيارة (60 كم جنوبي الموصل)، بعد تحريرها من تنظيم داعش".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "العوائل نقلت إلى منطقة إيواء النازحين في قضاء مخمور، جنوبي الموصل وائل نعمة .
المصدر : الدى برس