لم أكتب شيئا منذ فترة طويلة وذلك لحزني وألمي الذي يدخل ويخرج إلى فكري ،والعقل له شروطه بالتعاطي مع الأخر حيث يذهب الإنسان بعيدا في التأمل والتفكير في ثنايا الحياة في شقيها الهادئ والمزدحم ويلجأ إلى التأمل عندما يفارقه النوم ،وتأملاته تعانق السماء في صحراء ألأمل والفكر الهادئ إلى أن يبلغ اهتزاز العقل والقلب بمنادي الإله الواحد الذي خلق العقل قبل كل شئ وهو ينادي الحكمة والفكر هو نظامكم الذي سوف يجعل إلهكم المستتر ناطقا بحق وصدق القول ويرسخ لكم جدية العمل ويؤسس صناعة المبادئ ويجعل من حقائقكم نبض لا ينقطع، ويجعل من هذه الحقائق أجوبة لكثير مما يدور في مخيلتكم ، حيثـ إن تأملاتكم حلقات متسلسلة تقوم عليها حكوماتكم فكلها نماذج من فكر وهذا الفكر حيث يبحث عن إجابات في أماكن متعددة ، من فراغات الثورات والنهضات والمظاهرات والمسميات ويجد إجابات متشظية بين واقع الدمى المتحركة وواقع الأجسام المتحركة بعيدا عن التلقين المهذب الذي يسوغه مدمنين آلة الإجابات المشوشة التي جعلت من الفكر الإنساني أقوى وأسرع بديهية في التمييز بين الخمول الفكري والعصيان الفكري ، فتكسرت قاعدة اجتماع النقيضين بنار العصيان الهوجاء التي توهجت من هواء هب مع ذرات الرمال المتكسرة فجمعت الفكر الغوغائي والفكر الديمقراطي تحت رماد هذا الفكر .
فمتى يا فكري تجمع بين تعريف أشباه السيَاسِي وبناؤه الفكري الحجري المملؤء عتمة واضطرابات نفعية مستترة وتاريخ من الإحباط في التخلص من كل فكر أنساني يريد إن يعرف الحقيقة وما يجري وتشابك مع ما يجرى بعيدا عن معرفة خيوط الفجر ومتى تظهر ، وها قد هبت علينا عواصف الغبار وأمتلئ بيتنا بالغبار قبل أن تلهب أسنة النار فكرنا وخرج والدي بواقع ملابسه الداخلية التي كان لا يجرأ أحدنا بالتفكير بلونها بيضاء أم سوداء وكل هذا وأنت يا سيَاسِي الغبار الهائج تخرج وتزف لنا سمومك المصطلحية فتمتلئ عيوننا تحيات وضحكات، ووالدي يكوى بنار التمهيد لديمقراطية التي وعدموتنا بها قبل سنين عجاف اختلط بها دم الأحباب ودم الأصحاب ،ولذلك أصبح فكري متقدم ومزدهر في ضل مصالحتكم الوطنية المبهمة العرجاء ،التي أبعدت القريب وقربت البعيد على حساب دماء أخوتي وأحبتي وأصحابي ومن لا أعرفهم ، وانتم يا سياسيون الغبار الهائج تزهون وتتقدمون بكسبكم المسموم بدعوات أمهاتنا ودموع أطفالنا وحيرت شبابنا ، وها إنا أقولها لكم لن تجعلوا من فكرنا خامل كسيح ولن تجعلوا منا رماد تحته جمرة هوجاء مسمومة توقدوها متى تعارضت انفعالاتكم مع عناصر نواياكم المغرضة لأنكم بكل بساطة .
عبارة عن هزيمةً وفساداً وبلاءاً ، للفكر المهزوم من الانفعالات الصبيانية التي ولدت دماراً ورماداً حيث حرقت جيفة بواطنكم بما تحمل من تشوهات الزعامة في أجمل مظاهرها ،لأنكم مصابين بالتهاب غدة حب البقاء الخطرة التي تهدد انقراض البشر ، لأنكم بعيدين عن التجرد والموضوعية والمرونة المرتبطة بالفردية الزمانية التي لا تحقق أهداف فكر شعبنا المثابر .
وهذا هو تعريفي لك يا سياسي الغبار الهائج