التـــذكــر وسيلة لخلق أنساني رفيع / محمد النـاصري-هولندا
Mon, 17 Oct 2011 الساعة : 0:13

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
صدق الله العلي العظيم
التذكر يعتبرهو ذكر الله تعالى ونعمائه ، واحترام المنعـم وتعظيمه هي من الأمور الفطرية ، وبالخصوص إذا عظمت النعم وتعددت ، إي كثرة نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان .
ولو لاحظ الإنسان نعمة واحدة من النعم الكثيرة التي وهبها الباري عز وجل لبني البشر ، وهذه النعم أو هذه النعمة ،لو أجتمع الجن والإنس على أن يعطوك شبيها لها لما استطاعوا ، فعلى سبيل المثال ، هذه نعمة الهواء التي تنتفع منها أنت وأنا وغيرنا من الناس ، بل جميع المخلوقات والموجودات ، ليلا ونهارا ، سؤال ماذا لو فُقد هذا الهواء ؟ تستطيع أن تتساءل من يعطيك غير الله تعالى ذلك ؟! .
فنقول كيف بالنعم الكثيرة التي يعجز عقلي وعقلك عن عدها فضلاً عن حصرها ؟! وكل هذه النعم دون طلبٍ منّا ،ودون منَ منه سبحانه وتعالى .
كيف وهو الخالق الرازق الحاضر العظيم .. وكل قوة أو حاجة مقضية أو طاقة فينا ،هي من نعمه وبفضله تبارك وتعالى ، فهذه نعمة القراءة ونعمة الكتابة ، ونعمة التقدم والتطور ، وهذا الانترنت الذي به أصبح العــالم كله بقربك ،ومتى تريد التحدث أو إرسال رسالة تصل بثواني معدودة، هو أيضا من قــدرة الله سبحانه وتعالى، ونعمة من نعمه جل جلاله . فهذا التطور والتكنولوجيا المعاصرة من أنترنت وآيفون والعروج في الفضاء الوسيع والغور في النواة هو كلَه من نتاج العقل البشري الذي هو بدوره من صنع الله الذي أحسن صنعه إذ أودع فيه القدرة على التطوير والأرتقاء لتسخير الطبيعة وأستغلال المحيط بالشكل الذي يمكنه من حياة أفضل وأسهل تساهم في سعادة البشرية ورقيها وهذا ما يريده الله للبشرية في هذه الحياة الدنيا
فعلينا أن نحسن أستخدام هذه الوسائل بالشكل الذي يتناسب مع هدفها الإنساني النبيل وهو الأرتقاء بالأنسان نحو حياة افضل وسلوك أرفع فأن أُحُسنا استخدامها نلنا أجرا ، وأن أستخدمت في طرق الإساءة والتطاول على الآخرين، فسيحصل مستخدمها على العقاب من عند الله قبل أن يوبَخ من قبل الآخرين ، بأعتباره سلك سلوكا منحرفا أساء فيها لأخيه من بني الإنسان، أما المخترعين والمبدعين في هذه المجالات والوسائل فهم أيضا يحصلوا على الأجر والثواب إن هم أحسنوا القصد وأخلصوا النية . فأجر المخترع أعظم عند الله من ما يجنيه من ربح دنيوي إن هو أخلص النية لله وحده وإن هو قصد الدنيا فله أن يتمتع بها وما له في الآخرة من ثواب .
وعلينا إذاً لتهذيب الاستخدام أتباع أهل السلوك والأخلاق والحكماء ، ولا تحكم على ما لا تفهم منهم بالبطلان ، كما يفعل بعض الجهــلة . الحــوار خير دليل لك وأجعل القرآن والسنة هو الحكم في بطلان الأشياء ، فأن أفعال وأقوال بعض الجهلة لا تتطابق أصلا مع الكتاب والسنة فأرميها ولا تأخذ منها شيء.
ومن عجيب ما يُقال رداَ على السالك إلى الله أو العــارف بالله " إن ذلك لا يتلائم مــع ذوقي أو لم يصل إليه علمي . فالحق لا يقر ولايقام بالذوق الشخصي والحقيقة لا تدرك بالغرور
فيا أيها الأخــوة ، لنــدعو الله بتضــرع وخشوع في الليالي المظلمة ليُعيننا على الجـهاد المقدّس مع النفس ، ونحن نعيش في ظل هذه الأجواء البعيدة ... فندعوا الله ليفتح لنا سبل عمل الخير والإحسان في المهجر .
وللحصول على ما تقدم من توفيق للخير لابد من معالجة المفاسد الاخلاقية التي تحبط العزم وتقتل الهمم وتصم السمع وتذهب البصيرة وتختم على القلوب
فعندما ينغمس الإنسان في المفاسد الأخلاقية ويغفو فيها لا سامح الله ، ويمر عليه الدهر فعسى الله سبحانه وتعالى برحمته ينبههُ من غفلته قبل فوات الاوان، فما دام شبابك موجود تغلب على السلوكيات الفاسدة بمخالفة النفس والهوى في كل واحد منها بكل عــزم وجدية ، وأعمل عكس ما تطلبه منك الملكة الرذيلة ،فأن الشيطان يتربص بالإنسان في كل لحظة،وبالخصوص بالمؤمن ينتظر منه الغفلة أو الغضب ليهمس له ليفسد سريرته فيوقعه بما يضره ،
وخير وسيلة للوقاية من الشيطان هو ذكرالله تعالى وخيرسلاح لمحاربته هو الأستغفار بعد التوبة , فمن سبح لله وأكثر من لفظ أسمه تعالى وأستغفره ، سيرى النتيجة إنشاء الله بعينه وهذا بتوفيق من الله سبحانه .
جّرب، وخالف الغضب بحسن الخلق ، وإذا كنت من أهل الجــدل والمراء ، ورأيت الحق مع غيرك فأعترف بذلك ، وصدق أقواله ... وهذا ما يحصل لدى الكثير من الناس .
فما أقبح أن تتحول مذاكرة العلم ، وهي من أفضل الطاعات ، إن كانت بنية صحيحة ـ الى أعظم المعاصي بفعل الرياء .. وهكذا يُحرمُ المرءُ نفسه من شفاعة الرسول الأكرم (ص) لأمر كهذا ليس فيه ثمر ولا أثر فلماذا ؟
أعلم أنه عندما تزول الأخلاق القبيحة من مملكة الروح بمخالفة النفس ، وعندما يخرج الغاصب يأتي صاحب الدار بلا مشقة ويُصبحُ السلوك الى الله يسيرا .
فأبحث أخي الكريم عن طريق الله سبحانه وتعالى وأجعله طريقك .