يشهد العالم العربي منذ شهور عدة احداثا متسارعة جعلت من المنطقة العربية محطا لانظار العالم واثارت جدالات وسجالات في اروقة السياسة والاعلام حتى البيوت .... وغالبا ما ننظر الى تلك الاحداث بصورة منعزلة عن التاريخ لذا كثيرا ما تتخبط الافكار في تفسير ما يحصل , يقول البعض ان الدول الكبرى في العالم هي التي تمسك بخيوط اللعبة وهي التي تحرك احجار الشطرنج متى تشاء ويقول البعض الاخر ان الشعوب هي التي تقرر مصيرها وان شماعة الدول العظمى لطالما كانت تعليلا للفشل لكن الذي يحصل في نظري ان التغيير في كل مرة يبدا من الشعوب وينتهي للاسف بعيدا عن ما تريد فلو نظرنا الى تاريخ المنطقة العربية ونرجع الى الوراء قليلا نجد اننا قد اعتدنا على نظام الخلافة الاسلامية لقرون طويلة وبعد تفكك الخلافة ودخول الاستعمار بدات مفاهيم الحداثةمثل الوطنية والقومية مفاهيما مقدسة للحركيين انذاك , وهنا بدات المرحلة الاولى من التغيير واستطاعت الشعوب رغم بساطة الامكانيات ان توجد نظاما جديدا بديلا للاحتلال المباشر الا ان الاستكبار العالمي , ومن ما ورائه ما ورائه !!! استطاع ان يتكيف مع النظام الجديد وتبقي الشعوب تحت رحمة الا ستعباد وتفتيت الناس بعد فترة طالت او قصرت ان النظام الجديد صورة عربية للاستعمار فهنا خاضوا نظالهم لاسقاط الحكم الملكي وكانت ارادة التغيير صحيحة الا ان النتائج كانت مخيبة للامال , فمن عبد الناصر الى صدام حسين الى حسني مبارك الى معمر القذافي الى عبد الله صالح ....... اسماء تختلف الا ان النموذج واحد , ابتدا ثائرا وانتهى دكتاتورا !!! صحيح ان بعض الشعوب لا زالت متمسكة بهذا النموذج الا ان سقوطه في دول تمثل بوابة التغيير في العالم العربي يعني ان عهدا جديدا قد بدا , نلاحض في كل مرة ان ارادة التغيير تبدا من الشعوب ولا يمكن لاي احد مهما بلغ من السطوة والتسلط ان يغير ارادتها ولكن يمكن لمن مارس اللعبة طويلا ان يتكيف مع الواقع الجديد فنحن اذ نشهد مخاضا عسيرا لولادة نظام جديد لابد ان ننتبه لما يخطط له الاستعمار بوجهه الجديد وندرس الخطوات التي اتى بها وسوف ياتي القطف ثمار التغيير , قد ينظر البعض الى ان دكتاتورا يحكم شعبه بقبضة من حديد قادرا على طاعة اسياده يتيح لهم التحكم برقاربنا اسهل . الا انه حينما ينضر الشعب اليهم بصورة المثل الاعلى يكون الخطر اكبر , فاذا افلتت جذوة الغيير على هذه الحال سوف نكون امام مئات السنين من الاستعباد الجديد..

                                                                          بقلم عضو البرلمان العراقي