تزايد قلق "إسرائيل".. من الجيشين العراقي والسوري و "حزب الله" بعد هزيمة "الدواعش"!؟ /سالم لطيف
Mon, 6 Jun 2016 الساعة : 4:46

{القسم الأول}
واحدٌ من الأهداف الرئيسية لـ "الفوضى الخلاقة"!! هو إضعاف وتدمير الجيشين العراقي والسوري وزج "حزب الله" في حرب أهلية أو داخلية خطط لها بعناية وتعاون دول خارجية منها "تركيا" و "إسرائيل" ومملكة الشر الوهابية للتمويل! و حدد لها زمن معين؛ إلا أن صمود الشعب العراقي والشعب السوري واستعادة تنظيم الجيوش في هذين البلدين وتنظيفها من الخونة والعملاء وتشكيل الفرق والوحدات القتالية مدعومة بالحشود الشعبية المساندة ودخولها في معارك حاسمة كان النصر حليفاً لتلك الجيوش ومَنْ يساندها من الجماهير المضحية؛ جعلت من تلك الجيوش قوة ضاربة منظمة وتحت قيادة ضباط مهني
ين وشجعان ومضحين وجنودا يتمتعون بالجرأة والخبرة والإخلاص والتصميم على التصدي للمرتزقة الغرباء المأجورين أدوات الدول المعتدية وجنودها المرتزقة بثياب جديدة توحي بأن هؤلاء المرتزقة الغرباء هم دعاة إقامة "دولة إسلامية" لخداع البسطاء والجهلة رغم أننا في العالم الإسلامي لدينا دولاً إسلامية وليس دولة واحدة مشوهة عميلة مأجورة مكلفة بتنفيذ مخطط خبيث ومدمر نيابة عن جيوش تلك الدول التي قال عنها الرئيس "أوباما" {إننا سوف لا نرسل أبناءنا للقتال للمحافظة على مصالحنا في دول مختلفة؛ فهناك من الأصدقاء مَنْ سيقومون بهذه المهمة"!!
والمهم.. أن مشروعهم ومخططاتهم نجحت بهذه الأدوات والشراذم الغرباء والذين جُمِعُوا من كل فج عميق وزج بهم في بلداننا ومهدت الحواضن لهم الإقامة ووسائل الإدامة!.. حيث بثوا الرعب وقاموا بالقتل والدمار والخراب والسرقة والاعتداءات المتنوعة والجرائم البشعة من أجل تمزيق بلداننا وإضعاف اقتصادنا ورهن أوطاننا وليس لنا غير الخضوع لبعض أوامرهم وطلبات أسيادهم؛ وهذا ما حدث وفي النهاية فقد انتفت الحاجة لهؤلاء المرتزقة وتقرر عدم السماح لهم بالعودة من حيث أتوا وخطط لهم أن يتم القضاء عليهم في المعارك الجارية الآن وبمساعدة مَنْ جاؤوا بهم إلينا!! ومن يتمكن من
العودة إلى بلده يلقى القبض عليه ويزج في السجن ويحتفظ به إلى مرحلة أخرى من العدوان الغير مباشر على بلداننا؛ ولكن هؤلاء المرتزقة واصلوا عدوانهم في البلدان التي أرسلتهم و"غدرت" بهم مما اضطر تلك البلدان المعتدية بالتركيز عليهم والقضاء عليهم في أماكنهم ولن يسمحوا لهم بممارسة نشاطهم؛ وجاء التدخل الروسي في الوقت المناسب لينقذ ما تبقى من سوريا بلدا وشعباً وحكومة ولقد كاد الجيش السوري أن يندحر وبنفس الحالة التي مر بها الجيش العراقي خلال عملية احتلال "الموصل" وفق مؤامرة ومخطط خارجي ولا علاقة للحكومة فيه وخيانة وتواطؤ بعض القادة العملاء للمخابرات Ø
�لأميركية! وكذلك اضطرت أميركا مؤخراً إلى المشاركة بدعم الجيش العراقي وتدريب وحدات منه لمواجهة والقضاء على الإرهابيين في العراق؛ وفي سوريا قامت روسيا بهذا الدور؛ ودعمت الجيش السوري وداهمت الفصائل الإرهابية بضربة قاصمة.
في هذه الظروف المتسارعة والخطيرة سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتن ياهو" بالذهاب إلى موسكو فوراً بعد تدخل الروس الحاسم! وطلب تفسيراً لما يحدث بعد أن كان الإسرائيليون والأتراك والوهابيون وكل العملاء والمرتزقة يستعدون للاحتفال بهزيمة الجيش السورية والهروب المحتمل لـ "بشار الأسد" وسقوط "دمشق"؛ كما استعدوا سابقاً لسقوط "بغداد" وسيطرت "الدواعش" عليها وتسليم العراق ممزقاً وموزعاً كما هو الحال في سوريا- موزعا ومقسما بين تركيا وإسرائيل والأردن والسعودية وحتى إيران!! بشكل أو بآخر بالضرورة!؟ .. عاد "نتن ياهو" {بخفي حنين} بعد أن طمأنه "بوتين" بأن لا أحد س
وف يتقدم على "الجولان"!! .. لكن الذي يقض مضاجع الإسرائيليين وحلفائهم هي النتيجة العكسية التي كانوا يرجونها من تحطيم الجيشين السوري والعراقي اللذان كانا يشكلان الخطر الرئيسي والحقيقي على إسرائيل إضافة إلى "حزب الله".. فقد أعاد الجيش السوري عافيته بمساعدة الروس ونظم صفوفه من جديد وطعم قطعاته بعناصر جديدة وزود بأسلحة فتاكة؛ وكذلك الجيش العراقي الذي اضطرت أميركا بالوقوف إلى جانبه ومساعدته في حربه ضد "الدواعش" فقد عاد إلى قوته الضاربة بأسلحة مدمرة ومخيفة والتي حقق بها انتصارات متتالية وحرر المدن وانتهى اليوم لتحرير "الفلوجة"؛ وكذلك الحال بالنسب
ة إلى "حزب الله" فهو لا زال في الساحة وقد زاد شراسة وخبرة وعدة وعدداً.. هذه الأمور الثلاثة تخيف إسرائيل وتعود إلى قلقها وخشيتها من المستقبل القاتم لصراعها مع المقاومة الفلسطينية و"حزب الله" والجيش السوري والدعم الروسي والعمق الإستراتيجي للجيش والحكومة السورية في العراق وجيشها الذي تعاظم وتقوى وأصبح يشكل خطراً من جديد كما يفكر الإسرائيليون بذلك؛ من هنا سوف تخطط إسرائيل بطريقة أو بطرق ما تضعف بها الجيش العراقي خاصة؛ وهذا ما يهمنا من هذا السرد ونخشى من غدر أميركا وإسرائيل وتركيا من نصب كمين استنزاف للجيش العراقي والحشد الشعبي في معركة "الموص
ل" القادمة بالتعاون مع بعض القادة الكورد!! الذين يهمهم كثيراً إبقاء الجيش العراقي ضعيفاً ومتعباً.. وخلق عمليات استنزاف متعددة الجوانب والمواقع ولفترة طويلة إلى أن ينهك الجيش العراقي ويذبح الحشد الشعبي وهذا السيناريو يجب أن يكون على بال القيادة في العراق وأخذ الحيطة والحذر لتجنب هذا المصير والوقوف بعيدا عن الموصل ويشاركوا بوحدات خاصة قليلة لأن الأتراك خاصة سوف يتدخلون بقوة وبكثافة للحفاظ على مقاومة "الدواعش" ومدهم بالرجال والسلاح وحتى الغطاء الجوي لهم كما أن تواجدهم العسكري الوقح على أرض العراق وبالقرب من الموصل يوحي بذلك مما يجعل تحرير"Ø
�لموصل" وما حولها شبه مستحيلا ووسيلة لتدمير قوة وخطورة الجيش العراقي.. وسوف تفكر إسرائيل وتركيا أن تدبر خديعة أخرى لإضعاف الجيش العربي السوري و"حزب الله" وهكذا فالصراع مستمر والحذر واليقظة مطلوبان .. وقد أعذر مَنْ أنْذَر.. والسلام عليكم.