من سفر الخالدين\عبد الغني الشيخ سلمان-محمد حسن جياد

Tue, 17 May 2011 الساعة : 9:17

من ســفـر الخـالـديـن
عبد الغني عبد الحسين الشيخ سلمان
(ان الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات
الفردوس نزلا @خالدين فيها لا يبغون عنها حولا(
وصف عبد الغني بالأخ الحنون ، وعرف منذ صغره بالتزامه الديني والأخلاقي فأحبه أبناء قريته التي ولد فيها (قرية عبد الهادي الخير الله بالرفاعي) وتعلق بهم بعد نزوحه من القرية لمدينة الشطرة سنة 1964 ، وذلك كون ديوان جده الشيخ سلمان عامرا بالضيوف , وعبد الغني يستغل خدمة الضيوف ليكون داعية لدينه بكل ما أوتي من قدرة , حيث ظهر تميزه الإسلامي لدرجة انه الوحيد الذي كان يعرف مع آخرين قلائل بأنهم ينتمون لخط السيد محمد باقر الصدر , ولد سنة 1952
لم يشأ أن يتواصل في دراسته لظروف كان يقدرها في وقتها , أن الغير بحاجة له أكثر من حاجته هو لنفسه، فلذلك وصل إلى المرحلة الجامعية ولم يكمل بعد وتعين موظفا في المعهد الفني \شطرة , يقول عنه شقيقه المهندس الزراعي كريم الشيخ سلمان (الذي لاقى شتى صنوف العذاب والضغط النفسي طيلة حكم الطاغية) يقول ان عبد الغني كان متحمسا لدينه غيورا ففي ساعة متأخرة من ليلة 20\12\1980 اقتحم دارنا جلاوزة الأمن , فهجم عليهم بسلاح الإيمان والصـبر وبـدد جمعهم وافلت من قبضتهم , وتعالت عليه نفسه كما نفس كل حر وعزيز، حيث رأى انه الرجل الذي قضى سنوات كثيرة من عمره مراقب ومحاصر من البعثيـين كيف به يكمل هذا العمر في الاعتقال ، فرفض تسليم نفسه.
لكن اعتقال الأمن لوالدته وشقيقته وإرغامهن على السير الى دائرة الأمن مشيا وبزجر وتوبيخ , اثرت في نفسيته الابيه , فاعتقل يوم 5\1\1981 ليلاقي اشد انواع التعذيب والقساوة , يقول عنه الحاج هادي ياسر (ابوحسن) انه عندما دخل علينا عبد الغني الى المعتقل بادرني بسؤال خفي , وهو هل رايتم سيد عادل السيد طعان واخوه حكمت السيد طعان فقلت له نعم فقد ساقوهم الى الأمن العامة ببغداد فتوجه بكل كيانه إليهم زائرا ومرددا(السلام عليكم بما صبرتم) ويقول من خلال ذلك عرفت عمق إيمان الرجل وإصراره على مبدأه , وفي يوم 20\12\1981 ترجل الفارس من صهوته ليلاقي ربه وينفذ به حكم الإعدام , وقد استلمه أبوه الشيخ عبد الحسين من الطب العدلي بعد ما اجبر على دفع مبلغ (140دينار) ثمن الإعدام وذلك بأسلوب الاهانة لمن يعارض صدام وحزبه , وبقيت العائلة تعاني ماتعاني بعد غيابه , الى ايام الانتفاضة الشعبانية ليثبتوا لكل شطري شريف انهم مفخرة وعز وشموخ ولهم في هذا الباب حديث طويل والله ولي المتقين

 

Share |