زقورة اور/اياد الحسني
Mon, 6 Jun 2016 الساعة : 4:31

توطئه
زقورة اور معبدا من اقدم المعابد في العر اق, وتقع في جنوب مدينة الناصرية بخمسة عشر كيلومترا التي اسسها وبناها الملك السومري (اور نمو) وهو من اعظم ملوكها , وهي الدليل على اعتناق الناس انذاك لديانات واسعة الاهمية في حياتهم, وهي مكونه من ثلاث طبقات يرتفع فوقها معبدا مخصصا لعبادة اله سين القمر, عدد ملوكها خمسة ملوك حكموا 177 عاما.
الزقوره هي الاهرامات الرافديه المدرجه وهي معابد كانت تبنى في العراق ,وابتدا بناء الزقوره سنة 2050 ق م ثم اصبحت بعد توحيد السلالات عاصمة الى الدولة الكلدانية سنة 625 – 539 ق م (البابلية الثالثة ) التي سقطت على ايدي الفرس في زمن قائدهم كورش وانتهت الحضاره البابلية الى الابد ومعها العاصمة السومرية (اور) لكنها بقيت شاخصا مميزا وعاصمة للعديد من الحكم السومري والاكدي والبابلي الكلداني.
كانت اور في زمن السومريين من الموانيء السومرية المهمة والكبيرة مثل لارسا وكيش وميسان , حيث كان البحر السفلي (الخليج العربي ) يصل الى مدينة اليس ( السماوه ) حاليا وعلى مقربة من الوركاء (اور وك) العاصمة السومريه الشهيره والتي هي اهم من المدن التي كانت قبل الطوفان الذي حصل في ايام النبي نوح عليه السلام, والى الجنوب من الزقوره مدينة اريدو التي هي ايضا من المدن التي كانت قبل الطوفان وتقع هذه المدينة على ضفة نهر الفرات حيث كان الفرات يمر بالقرب من زقوره اريدو المدينة السومرية والمعبد المشهود للاله انليل ( يبعد الفرات عن زقوره اور بخمسة عشر كيلومترا) Ù
�يمكن مشاهدة منخفض النهر القديم الى اليوم والذي كانت يصب في خور الزبير, في وقت ازدهار اور كانت المدن الحالية بحرا لجيا حتى الابله (البصرة) وهي جزيرة في البحر استراحة للسفن وبطمى الفراتين ظهرت الاراضي الجديدة وما بقي من البحر السفلي الا اهوار الجبايش والبصرة والحويزة .
تل المقر
اطلقت التسميه هذه على اور وما حولها بتل المقير نسبه الى وجود مادة القير الطبيعي الذي يظهر من الارض (القير الخام) في الاربعينات ثم اعيد العمل بالتسميات الاصليه فسميت بــ اور نمو .
الحيات الدنية
كان السومريون في اور يعبدون اله القمر (ننا) والذي يعرف بالبابلية (سين) وكذلك في سائر المدن السومرية وكانت الديانات حره في ذلك الوقت ولكن شريطة ان يكون الملك هو الواسطة الى الاله , فمن السومريون منهم من يعبد النجوم والقمر والشمس ومنهم من راودته فكرة التوحيد الالهي وبرز منهم النبي ابرام بالتاريخ (ابراهيم ع ) الذي اتخذ من الشمس والقمر معبودا له ثم افلا عند المساء حتى اعتقد بالاله الواحد الاحد فحطم اصناف عمه وعشيرته وامرهم بعبادة الواحد الاحد (الاله نيل) بمعنى الله خلق كل شيء .
يقول المؤرخين والباحثين ومنهم د. احمد سوسه ان الملك اور نمو الذي عاصر النبي داود (ع) قبل النبي ابرام بعدت قرون فاخذ منه بعض الامور التشريعية وجعلها قوانين رسميه مشرعه في بلاد سومر ولم تكن العامة على درايه ماجرى من اقتباس وكذلك صحف ابراهيم التي جاءته وهو في كوثى (احد المدن البابلية التي هاجر اليها من اور ولغته اراميه – عبرانيه) فلا غرابة ان يحصل منها اقتباسا والناس يومئذ على دين ملوكهم.
اصل السومريون
كثيرا ما يخفى على القارئ البسيط او المتطلع المبتدئ ان يخلط بين السومريون والساميون ,فالسومريون هم اقوام سكنت مناطق موانئ البحر السفلي من جميع جهاته وهم ليسو من سكان شبه الجزيرة الساميه (العربية ) بل هم اقوام من اصلاب الذين نزلوا من السفينة مع النبي نوح (ع) الذين امنوا بدعوته التوحيديه وهم ليسوا من صلب سام وحام ويافث اولاد النبي نوح وكانت مسكنهم كما اسلفنا العراق القديم وانقرض وجودهم بمجيء الهجرات السامية والاخيرة انتهت بمجئ الهجرات العربية السامية ولم يبقى من ماضيها الى يومنا هذا الا القليل .
الحياة السياسية وتاسيس سلالة اور
سلالة اور الثالثة هي اسرة سومرية اسسها في مدينة اور الامير الشهير اورنمو وقد بلغ عدد ملوكها خمسه حكموا اكثر من مئة سنة (2111-2003 ق م) اشتهرت هذا السلالة بتعمير البلاد واعادة اللغة السومرية بالتداول بعد ان نافستها اللغة الاكدية , وتقديم الالهه السومرية القديمة على غيرها من الالهه واقامة الشعائر الطقسية السومرية القديمة . وقد تقدمت الحضارة في هذا العهد تقدما محسوسا وانتشرت المعارف بمختلف مناحيها من علوم واداب وفنون ونالت اور القسط الاوفر من العناية حتى اصبحت قبلة الشرق القديم وقد دون في هذه الفترة كثير من الاخبار التاريخيه القديمة وسطرت الاساط
ير والقصص الدينية . == اورنمو==(2111-2094ق م) حارب (اوتو خيكال) ملك اوروك وانتصر عليه وضم اليه اكثر المدن السومرية والاكدية ثم اكتفى اور نمو بتوحيد بلاد الرافدين بقسمية فلم يوسع فتوحاته نحو المناطق المجاورة ولكنه صرف اهتمامه الى تشييد المعابد وقد ابتكر طريقة الزقورة العالية وهي بناء صلب من اللبن مغلف بالاجر يتالف من عدت طبقات يعلوها معبد صغير يسمى المعبد العلوي وبجانب السلالم الزقورة معبد اخر كبير يسمى بالمعبد السفلي ويحيط الكل فيناء واسع حوله سور فيه حجرات , وتشاهد بقايا هذه الزقورات ومعابدها في كثير من المدن الكبرى مثل اوروك ونفر واجملها ما يشØ
�هده الزائر اليوم في مدينة اور . وقد بالغ اورنمو بالاهتمام بتشييد معبد الاله (ننا) الاله القمر في اور وخلد ذكرى تشييد هذا المعبد على مسلة من حجر كلسي بني اللون وجدت في اور وهي اليوم متحف بنسلفاتية , وتمثل الملك اورنمو واقفا امام الاله (ننا) يقوم ببعض الطقوس الدينية عند وضعه حجر الاساس لمعبد اور الشهير بزقورته القائمة حتى اليوم . وقد وضع اورنمو شرائع ليحكم بها تعتبر من اقدم ما اكتشف من القوانين حتى الان ولهذا الملك تماثيل من النحاس تمثله واقفا وعلى راسه سلة فيها التراب ليضع حجر الاساس للمباني التي شيدها. وبعد ان حكم اور نمو ثماني عشر سنة خلفه ابن
ه:==شلكي==(2093-2046ق م) سار هذا على سياسة والده في تشييد المعبد وتعمير المدن وحفر القنوات, وله تماثيل عديدة من النحاس تمثله حاملا سلة التراب ليضع حجر الاساس للمباني التي شيدها او التي اكمل بناءها وقد جرت له بعض الحروب في منطقة جبال زاكروس وكانت بلاد اشور خاضعه له . توفي شلكي بعد ان حكم 48 سنة ووجد له في مدينة اور مرقد ضخم مبني بالاجر يتكون من عدة اقبية وتلاه في الحكم ابنه :== امر سن ==(2045-2037 ق م) ويقرا اسمه (امر سونا) ايضا بينما قرا سابقا (برسن) وكانت الامور في زمنه مستتبة في البلاد وسار على سياسة التعمير . وظهر في زمانه اسم حاكم بلاد اشور المدعو
(زار يقوم) الذي كان يقدم الولاء لسيده امر سن . وبعد تسع سنوات خلفه في الحكم ابنه....
==شو سين==(2036-2028 ق م) حكم هذا ايضا تسع سنوات ازدادت في زمانه هجمات الاقوام السامية الغربية القادمة من وسط البوادي في الهلال الخصيب على طريق الفرات وكانت هذه الموجات السامية تزحف جماعات الى المدن والارياف ثم تولى الحكم :== ابي سين == (2027-2003 ق م) هو اخر ملوك سلالة اور الثالثة وقد حكم (25) سنة قضاها في قمع الفتن وايقاف زحف الساميين الغربيين القادمين عن طريق مارى (تل الحريرى ) على الفرات الاوسط وضعفت اخيرا سلطة هذا الملك فاستقبل (اشبي ايرا) في مدينة ايسن واستقل (نابو بلام) في مدينة لارسا بمساعدة التدخل العيلامي من الشرق وكذلك استقلت بلاد اشور وكانت الضربة
القاضية من العيلاميين اذ زحفوا بجيوشهم الجرارة الى اور وفتحوها وخربوها تخريبا كاملا واسروا ملكها. وقد دونت الاشعار المحزنة في رثاء هذه المدينة المجيدة وهكذا قضى على سلالة اور الثالثة وبذلك انتهى العهد السومري الاخير في نحو عام (2003ق م) الذي انقرض به حكم السومريين نهائيا.