محللون: بقاء الحشد خارج الفلوجة لن يسهّل سيطرة بغداد عليها
Thu, 26 May 2016 الساعة : 6:55

وكالات:
ذكر بوب بيير، محلل الشؤون الاستخباراتية في شبكة "CNN" الامريكية، إن بقاء وحدات الحشد الشعبي خارج مدينة الفلوجة كخطوة لمنع الاحتكاك مع السكان السنة لم تجدِ نفعا ولن تعزز سيطرة الحكومة على المدينة.
وأوضح بيير قائلا "المشكلة أن السنة متخوفون حتى من الأشخاص الذين يرتدون اللباس العسكري العراقي، ويزعمون أنهم من الجماعات الشيعية، أنا أتحدث مع هؤلاء الأشخاص بصورة مستمرة وما يقولونه هو إن القادمين (الجيش العراقي) عبارة عن فرق إعدام وعلينا القتال لحماية هذه المدن." ولكن لا احد قادر علي تأكيد كلام هؤلاء الناس المتخوفين، لانه ببساطة لم يذهب احداً الى الفلوجة من الصحفيين ووثق ما يقوله السكان بشكل دقيق.
وتابع المحلل الامريكي، انه لن يكون هناك صحوة بين السنة، وعليه فإن ما يحدث في الفلوجة هو بالنسبة لهم حرب طائفية وينظرون إلى ما يجري بمنظار وجودي، وهذا مؤسف للغاية، ولكن لا يوجد جيش عراقي للسيطرة على الفلوجة بصورة تعيد فيها بغداد سلطتها وسيادتها على المدينة، وبصراحة اعتقد أن العراق ذهب بلا رجعة، بحسب تعبيره.
واتفق ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية مع تصريحات بيير عن العراق، حيث قال "ما ذكره بوب هو صورة أكبر، العراق الذي عرفناه وخدمنا به أنا وبوب قبل سنوات، حيث أن ذلك العراق قد ذهب، أنه وبعد انتهاء كل ما يجري حاليا لست متأكدا بأن الحكومة العراقية في بغداد تريد ممارسة صلاحيات كاملة في مناطق كالموصل السنية".
قال فرانكونا، أن فكرة الطلب من المدنيين في الفلوجة برفع أعلام أو رايات بيضاء فوق منازلهم للحيلولة دون استهدافهم من قبل القوات العراقية ليست فكرة ناجحة.
من جهته، قال جيم سيكيوتو، كبير مراسلي الأمن القومي الأمريكي لدى شبكة "CNN"، أن السيطرة على مدينة الفلوجة العراقية ستكون "الجائزة الكبرى" بالمواجهة مع داعش، نظرا لرمزية المدينة وتاريخها، مشدداً على أن الوضع في البلاد مقلق للغاية على المستويات السياسية والأمنية، ومتوقعا بالوقت نفسه أن المعركة طويلة ومرهقة.
وأوضح سيكيوتو، أن التدخل الأمريكي جوا، جاء بنتائج جيدة لاسيما ان نفذت الطائرات الأمريكية 21 غارة عبر مقاتلات وطائرات عاملة بدون طيار لأجل دعم العمليات التي تخوضها القوات العراقية برا.
وأضاف: "نحن أمام هجوم كبير على مدينة تشكل السيطرة عليها جائزة كبرى في المعارك المتواصلة ضد داعش".
وحول أهمية المعركة في المدينة بين سيكيوتو "الفلوجة الواقعة إلى الغرب من بغداد لديها أهمية خاصة كونها مركز محافظة الأنبار إلى جانب أنها المعقل الذي تجري فيه عمليات التخطيط للهجمات على العاصمة ووجود هذا المركز ساعد داعش على تنفيذ موجة العمليات الكبيرة التي رأيناها مؤخرا".
ولفت المحلل الأمني إلى توقعات تشير لمواجهات طويلة قائلا "العملية ستستمر، ولكن السؤال يكمن في مدى فعاليتها، فهناك الكثير من القوات العراقية المشاركة لكن تنظيم داعش لديه أماكن حصينة في المدينة حتى الآن".
ولكن سيكيوتو بدا قلقا على الاستقرار العام للعراق في ظل الأوضاع السائدة مبيناً بالقول "الوضع غير مستقر بالعراق وقد رأينا أدلة على ذلك في مرتين خلال الشهر المنصرم. لقد رأينا كيف اجتاحت جموع من المواطنين العراقيين المنطقة الخضراء في بغداد ودخولهم إلى مقر البرلمان، وتسبب ذلك في توتر سياسي سببه لا يقتصر على القلق حيال الوضع الأمني في العراق فحسب، بل يمتد أيضا إلى الشعور بأن الحكومة العراقية لا تمثل الجميع وخاصة السنة".
واعتبر سيكيوتو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي "يخوض حربا على جبهتين"، الأولى معركة سياسية تهدف للحفاظ على الاستقرار السياسي، والأخرى معركة ترمي إلى إنقاذ البلاد وستكون مدينة الفلوجة واحدة من أبرز ميادينها بانتظار المعركة الكبرى المرتقبة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد، والتي تستمر القوات العراقية في تأجيل موعدها.
وتابع: "القليل فقط من العائلات في الفلوجة تمكنت من الخروج بنجاح، في حين تعرضت عائلات أخرى إلى إطلاق نار من قبل داعش خلال محاولتها الخروج من المدينة، وعليه فإن الوضع خطير جدا بالنسبة للمدنيين في هذه المدينة خلال العمليات العسكرية".
المصدر:الغد برس