التعصب الفكري/ غزوان العبادي
Thu, 19 May 2016 الساعة : 17:30

كل منا له وجهة نظر معينة ومخالفة لآراء الاخرين ، قد نعتقد ونجزم ان رأينا هو الاصوب والاحق ولكن هذا الاعتقاد لا يمكن جعله حقيقة مطلقة ،لو كان الكل علي رأي واحد ومبدأ واحد لتوقفت الحياة وغلبت عليها الركود ، لكي تستمر عجلة التقدم والمعرفة لابده من وجود تيارين متناقضين لكي يسير بهما نحوه الامام اي نحو التقدم العلمي، فمن الطبيعي جداً ان نرى اختلاف في وجهات النظر فلا بده منها والا لما كان هناك اي تقدم معرفي وعلمي يذكر ، .......
ومن المؤسف ان نرى اليوم وخصوصاً من المتعلمين ان يضعوا آرائهم وافكارهم وكل ما اعتقدوا به في خانة الاعتقاد المطلق اي انهم يعتبرون رأيهم هو الاصح ولا يقبلون النقاش والتحاور ، السبب ان هؤلاء لم يخرجوا من اطارهم الفكري المنغلق في اتجاه واحد وكل من يأتي لهم بدليل او رأي يخالف وجهة نظرهم يعتبرونه سخيف ويتهمونه باللؤم والمكابرة ، هذا واقع حال نجده مستشرياً في كل الاوساط المتعلمة التي تحاط بأطار فكري منغلق ، ان المتعلم لن ينفرج عنه هذا الاطار الا اذا خرجه من عالمه التقليدي الى عالم الانفتاح والتنوع الفكري الثقافي ،من حقك ان تطرح فكرتك ورأيك الشخصي
الذي تؤمن به ولكن ليس من حقك ان تفرض رأيك وفكرتك على الاخرين بالقوة ، فالكل له وجهة نظر معينة والكل منا يعتقد الحق هو في جانبه فقط ، وهذا شيء خاطئ نحن نرى فقط الحقيقة التي تخدم مصالحنا او تنفعنا ولو وضعنا انفسنا مقابل الشخص الذي نخاصمه لاعطينه بعض الحق ولادركنا ان الحق ملك الجميع ، بمعنى آخر للذين قد اسائوا الفهم ، ان وجهات النظر عديدة ومتناقضة نحن البشر ننظر الى الاشياء نظرة منزوية اي ننظر الى الاشياء نظره سطحية تلائم مصلحتنا الذاتية لذلك نحن في اختلاف وتخاصم في وجهات النظر ، التخاصم واختلاف الآراء والافكار هي صفه بشريه عامة يكاد لا يخلو من
ها احد وبدون استثناء ، الإنسان المثقف او المنفتح فكرياً يتقبل كل رأي مخالف له ويستمع لكل الآراء ويستوعبها ، ... وللاسف الشديد البشر لم يعوا بأن الانسان محاط بأعتبارات ومعايير وافكار خاصه ينظر بها الى من حوله نظره مصلحية ذاتيه لذالك تجده يتعصب ويثور من اجل فكره او معتقد يؤمن به ، الحياة كلها مبنية على اساس فكرة التنازع والتناقض والتنافس ولولا هذه الاشياء لما وجدت الحضارة ... ولكن هذه التنازع الذي نتحدث عنه يختلف في درجة اشده وقوته فتلك البلدان الراقية يوجد فيها تنازع وتنافس في الاراء والافكار ولكن هذا التنازع الموجود عندهم لم يصل الى حد السيف
كما هو موجود عندنا نحن اليوم ، هم يتنازعون من خلال التنافس السلمي الذي لا يراق فيه دم اي انسان ، اما نحن نختلف تماماً .