لماذا تستورد مدينة دُبي الصحراوية الرمال من الخارج/امجد الخالدي
Thu, 19 May 2016 الساعة : 17:28

بخصوص المشاورات تدور في الكواليس حول تجهيز شركات خليجية بالرمل المستخدم في البناء من العراق كون رمال الصحارى الخليجية الناعمة لا تصلح للبناء العمراني المستمر بالتوسع عكس رمال العراق ذات النوعية الجيدة .. احببت ان يطلع القراء على هذه التقرير المنشور على موقع قناة ال BBC بتاريخ 2016/5/18 حول اهمية صفقات الرمال ليكون الموطن العراقي وخلفه المستثمر العراقي على علم واطلاع كامل على اهمية هذه الكنوز التي حبانا الله بها ولم ننتفع بها مع التقدير ..
تقرير موقع قناة ال بي بي سي ..
لماذا تستورد مدينة دُبي الصحراوية الرمال من الخارج
"كانت سوق الرمل، لسنين طوال، "هادئة" تماماً، حسب قول سوني رانداو، نائب الرئيس المسؤول عن الأبحاث في قطاع الطاقة لدى شركة "دي. أي. دافيدسن" الاستثمارية ومقرها في ولاية أوريغون الأمريكية.
أما في السنوات الأخيرة فقد أصبحت سوق الرمل أكثر ما تكون مثل "وليمة"، حسب قوله، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تفاوت الطلب على الرمل بحسب المناطق المختلفة من العالم. فقد زاد انتعاش البناء في الصين والهند من الطلب على الرمل في هذه الأسواق. وعلى مستوى العالم، ووفقا لـ "فرع الإحصاءات التجارية لدى الأمم المتحدة"، تشكل الصين التي تستورد كميات كبيرة من الرمال خُمس الواردات العالمية من للرمل.
وبسبب خطط التنمية المسعورة لبناء السدود والطرق والمباني والمصانع الجديدة، استعملت الصين كميات من الرمل خلال السنوات الأربع الأخيرة تجاوزت ما استعملته الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الماضي، بحسب بيدوزي. كما أن الصين صبّت كميات هائلة من الرمال على الشعاب البحرية لإنشاء جزر جديدة وتوسيع مواطيء قدمها في بحر الصين الجنوبي.
حتى دولة الإمارات العربية المتحدة استوردت ما قيمته 456 مليون دولار أمريكي من الرمال والصخور والحصى في عام 2014، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة.
وبالرغم من وقوعها في قلب الصحراء، فإن دبي بُنيت بالرمل المستورد، بحسب باسكال. فرمال الصحراء التي تشكلها الرياح ناعمة جداً ولا تصلح للبناء هناك.
ونجد في هذه الأثناء أن الحاجة إلى الرمل قد انخفضت في المملكة المتحدة بسبب تباطؤ تشييد المباني الجديدة وحصول المواد المعاد تدويرها على الدعم من قبل الساسة.
وقد انخفض الطلب على الصخور والحصى والرمل بنسبة 25 في المئة مقارنة بمستويات عام 2007، حسبما ذكرت "جمعية المنتجات المعدنية" في المملكة المتحدة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، خلقت الزيادة في استعمال التكسير الهيدروليكي، أو ما يعرف بعملية "التصديع الهيدرولي" في مجال استخراج النفط، نزعة قوية للحصول على الرمل. ففي عام 2013، وصل إنتاج الرمل بغرض الاستعمال في استخراج النفط والغاز إلى 19 ضعف ما كان عليه قبل عقد من ذلك التاريخ، حسب ما ذكرت وكالة "المسّاح الجيولوجي الأمريكي".
حتى مع انخفاض أسعار النفط، فإن الطلب على شراء الرمل يزداد. ويعود ذلك، في غالب الأمر، إلى الكميات المتزايدة من الرمل الداخلة إلى الآبار في محاولة لاستخراج المزيد من النفط، حسب قول مارك بيانتشي، وهو مدير عام لدى شركة "كاوين آند كومباني".
ومع تحسن تقنية التكسير لاستخراج كميات أكبر من النفط من كل بئر، فإن كمية الرمل المستعملة في كل بئر قد تضاعفت أيضاً، من ألفي طن لكل بئر في الربع الثاني من عام 2013 إلى 4400 طن في الربع الأخير من عام 2015، حسبما قال بيانتشي.
عليك أن تملك وفرة من الموارد المالية وروحاً ريادية لكي تشتري بشكل مباشر منجماً للرمل أو منشأة على الساحل. وتنظّم العديد من البلدان قواعد لاستخراج الرمل، ولذا تراها تمنح عدداً محدوداً من التراخيص لتمنع الإفراط في عملية استخراجه. كما يرجّح أن تكلف نفقات الاستخراج التقني للرمل ومعالجته ونقله أكثر بكثير من قدرة مستثمر يعمل بمفرده.
حتى الاستثمار في شركات الرمل الحالية يتطلب معالجة طبقات معقدة مما يعرف باسم "سلسلة القيمة"، ابتداءً من الشركات الصغرى التي قد تملك منجماً واحداً، وانتهاءً بلاعبين دوليين كبار مثل "مجموعة سيبيلكو" منذ 144 عاماً، والعاملة في 41 بلداً ومقرها بلجيكا، أو شركة هايديلبيرغ للأسمنت الألمانية التي تصنّع وتبيع الأسمنت في 40 بلداً وتملك وتشغّل منشآت الرمل في أماكن مختلفة من العالم.
إن سوق الرمل التي تتسم بالانقسام والتشتت في أغلبها، باتت أكثر تركيزا في بعض المناطق. في الجانب الأوروبي، تحتفظ "الجمعية الأوروبية لمنتجي السيليكا الصناعيين" بقائمة مكتملة للاعبين الكبار في القارة الأوروبية في هذا القطاع.
أخيراً، هناك مخاوف قانونية وبيئية يجب أخذها في الحسبان في مختلف بقاع العالم. فقد تآكلت الشطآن بمعدل 40 متراً بين أعوام 1968 و 2008، حسبما يقول بيدوزي.
وفي بعض المناطق، مثل ولايتي كارولاينا الجنوبية وكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، تسبب الإفراط في استخراج الرمل من الشاطئ، والاحتباس الحراري العالمي، في تآكل مئات الأمتار من الشواطيء. وفي بقاع أخرى من العالم، اختفت بعض الجزر بالكامل.
ويقول بيدوزي: "لا زالت لدينا كميات هائلة من الرمل، لكن بسبب استعمالنا له بصورة كثيفة، أصبح الرمل نادراً، ولا يعني هذا القول إنه ينبغي علينا التوقف عن استعمال الرمل، بل علينا توخي الحذر أكثر من ذلك."
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital.