(صومعة سحر) اصدار ملف للأديب والقاص احمد ألباقري وفاءا من مجلة (رأينا) الثقافية في بغداد
Sun, 17 Apr 2016 الساعة : 19:42

كتب/ فوزي التميمي
أنارت مجلة (رأينا) الثقافية الشهرية التي تصدر عن المركز الاستراتيجي للإعلام الوطني العدد الثالث شمعة في طريق المتلقي بمحتويات إعدادها التي تناول فيه مواضيع مهمة وملفات تتحدث عن شخصيات أدبية وفنية وثقافية لها باع في الادب العراقي والعربي على السواء ولهم بصمات واضحة في الارتقاء بالمستوى الذي يليق وسمعة العراق ثقافيا وأدبيا وبمجالات عديدة وبآراء لم يحيدها الخوف أو الوجل في رسم أفاق تصحيحية لمسيرة الأدب والثقافة والمسرح ..بل حتى لم تختصر المجلة الحديث عن الأدب برمته بل امتد ليؤخذ واقع السياحة في العراق وأفاق استثمارها جانبا مهما استعرض من خلالها بناء الدولة العراقية والاعتماد على القطاع المهم
مجلة رأينا الشهرية والتي صدرت هذا العدد بواقع 120 صفحة كان للأدب في مدينة الناصرية ملفا تناول جانب مهم من خلال (صومعة السحر) لعدد من كتاب وأدباء عن حياة الأديب والقاص احمد ألباقري من بينهم علي شبيب ورد الذي وصف ألباقري بأنه طائر الناصرية المتوهج من لم يعرفه ..ماعرف الناصرية بهذه العبارات اسرد ورد بشكل أدبي عن فكر ألباقري المستقل وغير المتطرف عاشق للرؤى وحالم متواصل ومناهض باسل للعتمة والشراسة والقبح هو ناسك في دير الكلمات في كنيسة الصور ومتصوف في صومعة الحراك..كما انه أنسانا عصاميا في ترفعه على مغريات الحاجة حيث كان مدافعا صلبا عن عفته وكرامته ضد أسلحة التجويع والترويع خلف بسطة السجائر التي تدر عليه مايسد رمق عائلته وما يحمي منجزه من السقوط في بورصة الرذيلة
الحديث طويل والرؤى لهذا الكاتب كانت نوعا من التحدي لمغريات العصر لفترة 35 عاما حتى ان احد الكتاب قال انه (كسر العظم مع حكومة البعث) وحصل الذي حصل معه
المجلة او صومعة العصر سردت جانبا مهما من إبداعاته وإصداراته سرد فيها الكاتب والإعلامي المغترب طارق حربي ما اكتنزته الذاكرة العراقية على مدى ثلاثة عقود من حوادث وواقع لسياسيين ومفكرين ومتمردين وبسطاء فأصبح أي ألباقري جزء من وعي مدين الناصرية التي شهد ازدهارها لاسيما في السبعينات من القرن الماضي ثم انهيار المربع منذ اندلاع الحرب العراقية الايرانية فيما كان لصالات السينما إيقونة محطمة للناقد السينمائي احمد ثامر الذي اختار فيها سينما الأندلس وكيف كان يتابع ألباقري مع أصدقائه وهو في العمر عشر سنوات صالات السينما وتقديم المساعدة الممكنة واستشهد في عجوز أول شهيدة سينمائية في المدينة التي كانت هامدة بين ركام الأنقاض وفي روحها تكمن رغبة صامتة لمواصلة العرض
وبعد هذه السرد التاريخي المؤرشف للأديب والقاص ألباقري كان لمجلة رأينا نوع من الوفاء العالي لإظهار هذا الإنسان الرائع المتوازن والمتلاصق والمتلازم مع الحرية والتنوير والحداثة كما رواها الأديب والمترجم اديب أمير دوشي عندما تناول ألباقري علامات دالة على أفراح وأتراح سومر حيث نوه الى ان التنوير كان مبثوثا في ثنايا أعماله الأدبية اذ فتح له أبوابا مشرعة من خلال الأنوار التي أرسلها منارة ذو الضوء الساطع على مواطن الظلام والضباب والدنس فجعله مسارا لمساه الأدبي ودفاعه الدائم عن العقل والعقلانية كقيمة عليا في الإبداع ..وعندما تتذكر الرواية تذكر العقل الساعي الى القراءة لا الى اليقين فالباقري مستمع جيد ودافع للآخرين ان يتحدثوا عن مكنوناتهم هذا الى جانب انا لباقري كان يبحث عن غنائية للألوان والحياة تتطرف عنها عبد الحسن عبد الرزاق الذي اكد انه خلق البدائل له ودخل إبداعه النقدي في الحركة التشكيلية المعاصرة بإخلاصه للفن المعبر عن المناخ الإنساني
كما أن مجلة راينا التي صدرت بواقع 120 صفحة كان لدور الإعلام في هذه المرحلة ينبغي ان تكون ايجابية من خلال (دراسة تمحيصية لوسائل الإعلام دور مؤثر وتراجعات سياسية استهلت فاتحة المجلة بقلم رئيس التحرير شوقي كريم حسن الذي تناول مشكلة الإعلام العراقي )قال انه يمارس القلق ألانتمائي الذي يعيشه والذي يدفعه الى التعصب والدفاع عن مهيمنات حزبية أو طائفية او عرقية ربما لايؤمن بها كثيرا ولكنه يجد نفسه مضطرا الى التعامل مع المنطق الانحيازي بجدية وقوة حتى يظهر امام متلقيه وكأنه يبني تلك الأفكار والمشاريع.. وعلامات التعجب بدأت واضحة لدى الكاتب حينما دون أن هذا الإعلام مايلبث بحكم انتقال رأس المال الى نزع ثوبه القديم)
المنظمات الاقتصادي في محافظة ذي قار كان لها دور في احتضان مثل هذه الطاقات من بينها اتحاد رجال اعمال ذي قار الذي ساهم مساهمة فاعلة في تخصيص مبلع مالي يوفر للباقري الاعتماد عليه في تنضيد وطباعة احد الكتب يقع في 50 قصيدة الشاعر ( اكتوفيو باث) الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1990