النجيفي: السنة يشعرون أنهم من الدرجة الثانية وقد يطالبون بأقاليم جغرافية
Sat, 15 Oct 2011 الساعة : 8:51

وكالات:
اعتبر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أن السنة في العراق يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، متوقعاً أن يطالبوا بإنشاء أقاليم جغرافية، فيما أكد أن الصراع بين إيران والسعودية يؤثر على الاحتقان الطائفي في العراق.
وقال النجيفي في لقاء بثته قناة "بي بي سي" البريطانية خلال زيارة يقوم بها إلى العاصمة لندن، إن "العراق يعاني من تدخل الدول في شؤونه وهو مسرح لأن يكون ساحة للصراع الطائفي في الشرق الأوسط"، مشدداً على "ضرورة العمل وفق منهج عراقي موحد لتحقيق مصلحة البلاد".
وأوضح النجيفي أن "البيت العراقي غير متجانس فهو في مرحلة انتقالية، ويحتاج إلى وقت لكي يعي الجميع حقوقه، كما أن الوضع لا يزال غير مستقر"، معتبراً أن "السنة في البلاد محبطون ويشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، مما سيدفع بالعديد منهم إلى المطالبة بإنشاء أقاليم جغرافية وغير طائفية، لأنهم يدعمون وحدة العراق".
وأكد رئيس البرلمان "لا أقبل أن يكون العراق مقسماً على أساس طائفي أو مذهبي، ونحن مع الأقاليم الجغرافية".
وكان رئيس البرلمان أسامة النجيفي أعلن، خلال زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية في حزيران 2011، أن هناك "إحباطاً سنياً" في العراق، محذراً من أنهم قد يفكرون في الانفصال إذا لم يعالج سريعاً، فيما نفى تجمع عراقيون الوطني في نينوى الأمر، مؤكداً أن النجيفي يدعم وحدة العراق أرضاً وشعباً، وتحدث عن "خشيته" من أن يطالب أهالي المحافظات بقيام أقاليم فيها وفقاً للدستور وليس على أساس طائفي.
وأثار تصريح النجيفي ردود أفعال ساخطة من قبل مختلف القوى السياسية، أبرزها القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، والتي يعد النجيفي أحد القياديين البارزين فيها، وحركة العدل والإصلاح العراقي في نينوى المنضوية ضمن ائتلاف العراقية أيضاً، وائتلاف دولة القانون، والتحالف الكردستاني، والمجلس الأعلى الإسلامي، والحزب الإسلامي العراقي وغيرها، فضلاً عن مراجع دينية شيعية وسنية.
يذكر أن الخبير في شؤون تنظيم القاعدة الملا ناظم الجبوري أعلن أن مشروع انفصال السنة الذي أثاره النجيفي يعود إلى العام 2007 ويدعمه عدد من التجار العراقيين المؤثرين، معتبراً أن "الظلم والتمييز" الذي تعانيه المحافظات السنية يقع جزء كبير منه على عاتق مسؤولين من أهل السنة، مؤكداً أن إيران ترفض تقسيم العراق إلى أقاليم، كما أن إسرائيل وبعض دول الخليج "لا ترتاح" لهذا الطرح.
وفي سياق آخر، اعتبر رئيس البرلمان أن "الصراع والاحتقان بين إيران والسعودية ينعكس سلباً على زيادة الاحتقان الطائفي العراق"، مبيناً أن "الأخير أكبر المتضررين من هذا الاحتقان، فهو يتأثر بشكل أو بآخر بما يدور من حوله".
واعتبر النجيفي أن "إيران قوة كبيرة في المنطقة ولها مصالح وتأثيرات على العراق"، مؤكداً "وقد فاتحت المسؤولين الإيرانيين بشأن تخوف العراق من دعمها عدداً من الجماعات المسلحة وقصف قرى عراقية في إقليم كردستان، فضلاً عن قطع المياه".
وأضاف النجيفي أن "الجانب الإيراني نفى قطع المياه عن العراق، وعزا السبب إلى جفاف العديد من الأنهر داخل الحدود الإيرانية".
يشار إلى أن أزمة الجفاف تفاقمت في العراق خلال السنوات الماضية بسبب قلة سقوط الأمطار، وسوء استعمال مياه الري، وتقلص مناسيب مياه نهري دجلة والفرات اللذين يعانيان انخفاضاً شديداً بنسبة الثلثين على مدى الأعوام الـ25 الماضية، فضلاً عن قطع إيران مياه الأنهر الواصلة إلى العراق، وتوجيه مياه مبازلها باتجاه الأراضي العراقية، وقد تجلت صور هذه الأزمة بجفاف العشرات من الجداول والأنهر الفرعية في وسط البلاد وجنوبها، مما اضطر المئات من الأسر إلى هجر قراها والتوجه نحو مراكز المدن.
كما تشهد المناطق الحدودية العراقية مع تركيا وإيران منذ عام 2007 هجمات بالمدفعية وغارات للطائرات الحربية التركية بذريعة ضرب عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجد في تلك المناطق منذ أكثر من 25 عاماً، وحزب بيجاك المعارض لطهران، مما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين العراقيين وتهجير المئات من أهالي القرى.
يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت، في الثاني من أيلول الماضي، في تقرير خاص حول القصف الإيراني والتركي لمناطق في كردستان العراق، أن الهجمات الحدودية التي تشنها كل من إيران وتركيا على منطقة كردستان العراق أسفرت عن مقتل 10 مدنيين على الأقل وأدت لنزوح المئات منذ منتصف تموز 2011، فضلاً عن نزوح 325 أسرة من قضاء جومان لوحده، و500 أسرة من منطقة سيدكان، في محافظة أربيل.
المصدر:السومرية نيوز