ماذا وراء الاتهام الأمريكي الجديد لايران - علي الموسوي / هولندا

Sat, 15 Oct 2011 الساعة : 1:17

من الطبيعي أن تسعى جميع دول العالم في الوصول الى الخير والراحة والاستقرار والحياة الكريمة لشعوبها الا الشيطان الأكبر ( أمريكا ) كما سماها الامام الراحل السيد الخميني (قدس) ولعلنا لم نفقه المعنى الحقيقي لهذا التعبيرعند سماعنا له في الوهلة الأولى وكانت مفردة غريبة على ثقافتنا ولكن الامام الخميني (قدس) قد أصاب بالصميم وهذا ماكان يعرف عن عرفانية الرجل وقراءته للمستقبل ونلاحظ هذا الأمر بصورة جلية في كل أحاديثه وخطاباته ..
الغريب ان أمريكا لاتتعظ من الماضي ولاتعترف بأخطائها ومازات مصرة على الطغيان والفرعنة ودعم الانظمة المستبدة والفاسدة في جميع أنحاء العالم والكيل بالف مكيال منذ قيامها وتأسيسها على جماجم الفقراء والمساكين من السود العبيد وبداية ظهور أول نظام للأبارتايد (العنصرية) على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية والأكثر غرابة عندما نجد تزعمها ودفاعها عن الأنظمة الديمقراطية في العالم ولكن بشرطها وشروطها ...!!!

حديثنا اليوم لماذا افتعال الأزمات واثارة المشاكل وعدم استقرار المنطقة وماذا وراء الاتهام الأخير لأيران بالوقوف وراء عملية التخطيط لأغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمريكية السيد عادل الجبير ..

باختصار شديد وفي رأي معظم المحللين والسياسين انها لعبة جديدة وفبركة غير متقنة ربما يراد منها خلط الأوراق في المنطقة من جديد ومحاولة لأبعادها من أي حالة استقرار خاصة بعد تعاضم النفوذ الايراني وبروز قدرات ايرانية في شتى المجالات أربكت المعادلات السياسية والأقتصادية والستراتيجية في المنطقة فبعد أن فشل التخطيط لوئد الثورة الاسلامية في ايران منذ العام 1979 ومحاولة التآمر وتجنيد الجواسيس ومحاولة اسقاط حكوماتها المتعاقبة الى يومنا هذا وبجميع الوسائل المحرمة دوليآ وكذلك الاستفادة من الوسائل التي تجعل من شريعة الغاب قوانينآ في أروقة الأمم المتحدة في استخدام (الفيتو) لكبح أي توجه يعارض القوانين الجائرة التي يراد تمريرها في أي وقت وزمان .... انها مسخرة العالم الاستبدادي والديمقراطي المتحظر !!! ولا خيار لمعظم دول العالم الا الخضوع والخنوع والقبول بالأمر الواقع وهو ان أمريكا فوق الجميع وهي الطاغوت الأكبر كما سماها الامام الراحل قدس والا فهنالك وسائل كثيرة في الانتظار ومنها ( الفيتو ) موجود وفي الانتظار ... !!!! بسم الله الرحمن الرحيم ( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) صدق الله العلي العظيم ...

(أهم الأسباب التي دعت الولايات المتحدة في اتهام الجمهورية الاسلامية)

أولآ : الفشل الأمريكي الذريع في اسقاط الجمهورية الاسلامية عن طريق فرض الحروب والحصار الاقتصادي والسياسي وايقاف الطموح النووي السلمي الايراني ..

ثانيآ : الانزعاج الكبير من النبوغ والتطور الميداني الايراني في كافة مناحي الحياة بل تقدم ايران من سلم الدول النامية الى مواقع متقدمة بين دول العالم المتقدمة في كافة المجالات منها العسكرية والفضائية والمدنية والصناعية وعلى رأسها صناعة السيارات وتصديرها الى الخارج وباتت اليوم بين الدول العشرة المصدرة للسيارات في العالم .

ثالثآ : التحرك الايراني الدبلوماسي الذكي في استقطاب دول أمريكا اللاتينية المعارضة للهيمنة الأمريكية في العالم والوقوف الى جانبها في المحافل الدولية وهذا ما أزعج الأمريكان كثيرآ وزاد من مخاوفهم في وصول ايران الى خاصرتهم خاصة بعد رفض ايران للطلب الأمريكي بفتخ خط ساخن في مياه الخليج لتجنب الصدامات ، وتحدي ايران بارسال البوارج الايرانية الى المياه الدولية في دول أمريكا اللاتينية ..

رابعآ : فشل المشروع الأمريكي في العراق وانزعاج الأدارة الأمريكية من عدم السماح لها بالتمديد والبقاء واعطاء الحصانة القانونية المطلقة للجنود الأمريكان .

خامسآ : الخوف من وقوع العراق تحت التأثير الايراني خاصة بعد اتخاذ الحكومة العراقية موقفآ مغايرآ بل مخالفآ لتوجهات السياسة الأمريكية مع النظام السوري في اسقاطه وبالتالي الادراك الفعلي للنتائج التي ستترتب على هذه المواقف .

سادسآ :افتعال الأزمات وابقاء الأجواء العدائية والتحريض ضد ايران بين دول المنطقة وعلى رأسها السعودية ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العالمية الأخرى وحشد أكبر تجمع جديد لاستصدار قرارآ أمميآ لاسقاط الجمهورية الاسلامية الايرانية ..

سابعآ : اشغال دول العالم بأزمة جديدة ومحاولة صرف الأنظار عن القضية الفلسطينية خاصة بعد التعاطف الكبير ووعود أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتصويت والاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو دائم ودولة قائمة.

(( ضعف الاتهام الأمريكي لايران وفبركة الأدلة المقدمة ))

أولآ : ليس من المعقول والمنطقي لايران التخطيط لاغتيال شخصية سياسية مهمة كالسفير السعودي خارج أراضيها ، وذلك باستخدام أشخاص معارضين سياسيين سابقين لها فلو نظرنا الى المدعو منصور أربابسيار الايراني الحاصل على الجنسية الأمريكية منذ سنوات عديدة بعد حصوله على الاقامة في الولايات المتحدة عن طريق تقديمه اللجوء السياسي أي انه معارض سياسي لنظام الجمهورية الاسلامية في ايران ..!

ثانيآ : ان المدعو منصور أربابسيار تاجر سيارات ولديه مشاكل سابقة على الأراضي الأمريكية وتم ايقافه وسجنه لقيادته السيارة وهو مخمور ! وقد عرفنا من معظم العمليات السابقة الارهابية في العالم ان من يقود وينفذ هذه العمليات هو على درجة عالية من الثقة والالتزام بالموازين التي هم يأمنوا بها ويكونوا عادة من الشباب وليسوا بالخمسينيات كما هو الحال مع السيد منصور . بالاضافة الى ذلك انه تاجر مخدرات في آن واحد فان كان الأمر كذلك ويثبت صحة ما يذهب اليه الأمريكان في تهمة الرجل فلماذا اذن كل هذا الخوف والادعاء الأمريكي من الخلايا النائمة الشيعية في كل أنحاء العالم وبالخصوص في الولايات المتحدة الأمريكية وهل كانت ايران بهذه السذاجة لكي تقوم بالاتصال وتجنيد مثل هؤلاء الأشخاص المشوشين ولديها من المناصرين والخلايا النائمة كما يقول ( الأمريكان ) ..

ثالثآ : التقرير الذي ظهر على السي أن أن يؤكد ان السيد منصور أربابسيار لم يكن سويآ حيث تم السؤال من جيرانه ومن بعض الايرانيين في ولاية تكساس حول شخصية هذا الرجل وكانت كل الأجوبة تؤكد انه عصبي المزاج ولديه بعض المشاكل ..

رابعآ : التصعيد السياسي والاعلامي السريع من قبل الادارة الأمريكية ومن الحزبين وعلى رأسهم أوباما وكلينتون وبايدن فمن الخبر الى الاتهام الضني الى تأكيد التهمة واتهام قائد الحرس الثوري ومحاولة النيل من قائد الثورة سماحة السيد الخامنئي وكأن سماحته لاشغل له ولاشاغل الا التخطيط لعمليات اغتيال وفي الخارج !! وتناسوا دوره الديني والقيادي للأمة والتعجيل بالمطالبة في انزال أقصى العقوبات وعدم استبعاد العمل العسكري ويحدث ذلك خلال يومين فقط !! وكأن الجميع أطلع على ملف هذه القضية وبهذه السرعة وتم الحكم فيها وتناسوا ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته هذا ان كان هنالك بالأصل تهمة واقعية !!! تؤكد هذه الشكوك والظنون لدى المحللين في أن هنالك مؤامرة جديدة يحاك لها ضد ايران .

خامسآ : بات العالم يدرك الألاعيب الأمريكية وتأثير اللوبي الصهيوني على قراراتها وقد فقدت أمريكا لأي مصداقية دولية حيث تورطت دول العالم معها لأكثر من مرة في التصويت ضد هذه الدولة أو تلك ولكنها أكتشفت بعد ذلك ان الأمر لم يكن حقيقيآ ولم تكن الا فبركة سياسية لتمشية المصالح الأمريكية والاسرائيلية ..

(( خلاصة المقال ))

لقد وجدت في هذا الموضوع حدثآ سياسيآ مهمآ وبات اليوم حديث الساعة وسيترك آثارآ مدمرة على العراق والجارة ايران والمنطقة برمتها لو تم تمرير هذه المؤامرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وتشترك فيها دول المنطقة وعلى رأسها العربية السعودية لتصفية حساباتها مع جارتها ايران بخصوص المواضيع المتنازع عليها واختلاف الرؤى في موضوع الشيعة المظلومين في البحرين والخوف من الربيع القادم في المنطقة الشرقية اضافة لخسارتها قواعدها السياسية في العراق المنضوية تحت عباءة الكيان الفلاني والنسيج الفلاني والتأثير الخطير والمباشر على العراق فيما لو مررت هذه الحماقات وقد حاولت جاهدآ أن يأخذ الموضوع بعدآ سياسيآ وتحليليآ وسأترك الأمر للسادة القراء بابداء الرأي والتعليق .

Share |