عفوا سيدي الارهابي-صلاح بصيص

Sat, 15 Oct 2011 الساعة : 1:14

في البداية، لقد اثبتم لنا ايها الارهابيون انكم قادرون على فعل اي شيء تشاؤون، بمقدوركم ان تحددوا زمن الانفجار ومكانه، وحجمه كذلك، وقد ايقنا بانكم تمتلكون مفاتيح انعدام الأمن وسوء الاوضاع، وايقنت بانكم تستطيعون الوصول الى اي نقطة تشاؤون، شاء رجال الامن والمسؤولين عن حمايتنا ام لم يشاؤوا، وان استباب الوضع الامني يقاس بكم ولا تقاسون به، فاية مصيبة تلك التي يقف ازاءها اكثر من مليوني رجل أمن عاجز عن صد الخروقات التي تخلفونها والثغرات التي لم تستطع تسع سنين سدها كي لا تصل ايديكم الى ابريائنا ومؤسساتنا...
اقر واعترف وانا بكامل قواي العقلية، بأن تواجد هذا الكم الهائل من القوات الامنة العراقية مجرد شكل للحفاظ على هيبة الدولة، وقوانينها غير واجبة التطبيق الا على البسطاء كسائق التاكسي والموظف الصغير، او من يكون معه امرأة، زوجة، ابنة اخت صديقة حبيبة، فعندها يكون اكثر عرضة للتفتيش ولا تطبق عليكم بالتأكيد سادتي الكرام، وإلا كيف تستطيعون النفاد من قبضة السيطرات المنتشرة في جميع مناطق العراق؟
وهنا اود ان اتقدم لكم ايها الارهابيون الكرام برجاء وطلب بسيط، هو مراعاة مصالحنا نحن البسطاء واصحاب الدخل اليومي الذين لا طاقة لنا ولا مقدرة فلو تكرمتم ان تختاروا اوقات العطل الرسمية كي لا تعرقل الانفجارات اعمالنا، فاذا ما حققتم خرقا ما تقوم السيطرات المنتشرة بصب جام غضبها على اصحاب السيارات المدنية، وممن يمتهنون التاكسي مصدرا للرزق، وترانا نقف بطوابير لا عد لها ولا حصر امام جندي او شرطي يعتقد انه سيد المكان والزمان، هو من يحدد ساعة وصولك الى عملك، وبمقدوره ايضا ان يختار لك الطريق السالك الذي تسير فيه..وعندما تسأل لما اسير حسب ما تشتهي، او لما انت تخلق هذا الزحام الكبير والطويل، تراه يقول لك بأني اؤتمر بأوامر، وانا هنا لاطبق القانون، والقانون فوق الجميع، ولولاي لما تحقق الأمن، ولا ادري اين هو الأمن؟ صادف مرة ان تكلمت مع رجل امن يقف في احدى السيطرات المنتشرة فقلت له مازحا بعد ان سالني سؤال غريب عجيب، (شايل اسلاح) فقلت له وان كنت حاملا للسلاح فكيف ساخبرك، فارتعد السيد الجندي واخذ يسمعني كلمات لم اسمعها من قبل واحد هذه الكلمات(تعال خلي اخلص بيك الواجب) ولأني صحفي واحمل ما يثبت ذلك، اجابني بسرعة وبدون ان ينظر في هويتي(لو نوري المالكي اليوم ما اعوفك)...رجل امن لا يخاف ولا يحترم القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء، كيف تراه يحترمني يا سيدي الارهابي؟
عذرا سادتي الارهابيين فقد اطلت عليكم، وانتم اصحاب عمل مهم وعظيم وهو فضح الشائعات التي تؤكد جاهزية القوات الامنية لتولي زمام الأمن في العراق، هذه القوات التي يصرف عليها المليارات، بعملكم الدؤوب والمثابر اثبتم لنا بان هذا التواجد لا يرتقي لان يمنع طلقة من مسدس كاتم، او انفجار بعبوة ناسفة او لاصقة، او سيارة مفخخة، ولا تستطيع ان تنام في بيتك وتغمض عينيك مطمئنا بان هناك من يحميك فعلا...
عذرا عن الاطالة، ولكن كيف تتمكنون من التجول في مناطق بغداد وتنسقون وقت الانفجار وكيف تدخلون الى اماكن حساسة مثل مركز الشرطة وبعض المؤسسات المهمة التي لا ينفد منها الفأر المتسخ؟ ومعرفتي من باب الفضول لا اكثر، واخيرا شكرا لسعة صدركم وتحملكم اياي طوال الاربعمائة كلمة التي كتبت شكرا لكم مرة اخرى...ارجو مراعاة زمن التفجير بحيث لا يتوافق مع مرور الابرياء، فانا وغيري نكرر لكم اليقين بانكم قادرون واصلون، وحكومتنا ورجال امننا عاجزون، ينتظرون الانفجار ليشكلوا لجنة تحقيقة تحقق في اسباب تردي الوضع الامني في البلد...
[email protected]

Share |