تفجيرات البصرة والناصرية تُعيد "ولاية الجنوب" إلى الواجهة من جديد

Wed, 6 Apr 2016 الساعة : 7:55

وكالات:
كالعادة انتهت التفجيرات الانتحارية التي شهدتها محافظات الجنوب، الى عملية حسابية عن عدد القتلى والجرحى، وبخبر "مستفز"، بحسب وصف مراقبين، عن وجود معلومات كانت قد سبقت حدوث التفجيرات. وينتقد مسؤول محلي في جنوب العراق اتخاذ القوات الامنية "إجراءات مشددة" عقب كل حادث، فيما لايجد ذلك الإجراء قبل وقوع الخروق الامنية. بالمقابل يتحدث مسؤولون في البصرة عن وجود "جماعات مشبوهة" في المحافظة، تعمل مع شركات النفط العالمية تضم "متشددين". محذرة في الوقت نفسه من عدم التدقيق بهويات وخلفيات العاملين بتلك الشركات. في موازاة ذلك لايستبعد مسؤولون أمنيون في العراق ان يكون "الصراع السياسي" وراء محاولات جر المحافظات الجنوبية الآمنة الى دائرة العنف. وأعلنت مصار أمنية سقوط 25 قتيلا وأكثر من 60 جريحا، الإثنين في هجمات إرهابية نفذ معظمها انتحاريون، مستهدفين قوات الجيش والحشد الشعبي في مناطق متفرقة من العراق. وأعلن تنظيم داعش في بيانات على مواقع تابعة له في الإنترنت مسؤوليته عن معظم هذه الهجمات، التي ضربت بغداد والبصرة والناصرية والأنبار. وفي البصرة كبرى مدن الجنوب، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري في شارع الوفود وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين. كما فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من أفراد الحشد الشعبي خارج مطعم شعبي قرب الناصرية، على الطريق الدولي الرابط بين بغداد والبصرة، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى و20 جريحا. ما هي ولاية الجنوب؟ وتأتي تلك الهجمات بالتزامن مع تواصل العمليات التي تنفذها قوات عراقية، بمساندة طيران التحالف الدولي، لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة داعش. ويقول النائب اسكندر وتوت، عضو لجنة الامن في البرلمان، ان "تلك التفجيرات هي لضرب الانتصارات في غرب وشمال البلاد، مستغلة ازمة تشكيل الحكومة. ويدعو وتوت، في حديثه مع (المدى)، القوات الامنية الى "اتخاذ تدابير جديدة للسيطرة على تلك الخروق، ومتابعة بعض الاشخاص المشكوك بهم في مناطق جنوب بغداد". وتؤكد التقارير الامنية منذ سنوات وجود "خلايا نائمة" في المناطق الفاصلة بين محافظتي بابل وبغداد والانبار وديالى، التي تعرف باسم حزام بغداد، على الرغم من ان هذه المناطق شهدت عمليات امنية اعتقل خلالها المئات من المشتبه بهم. ويشير عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية الى ان "التفجيرات التي حدثت مؤخرا في منطقة الحصوة واستهداف سيطرة مدخل المحافظة، تؤكد وجود خلايا نائمة تنطلق من حزام بغداد". وكشفت حركة "عصائب أهل الحق" عن معلومات جديدة عما يعرف بـ"ولاية الجنوب" التابعة لداعش. وقال جواد الطليباوي، المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي اطلعت عليه (المدى)، عن توفر معلومات قامت مجموعته بايصالها الى الاجهزة الامنية بأن "داعش قام بتفعيل ولاية الجنوب لديه وقام بنقل مقرها الى شمال محافظة بابل بشكل رئيسي والمناطق المتصلة بها في شمال واسط لكن للاسف الشديد لم يتم اتخاذ الاجراءات المطلوبة". وأشار الطليباوي إلى أن التفجيرات التي حصلت في البصرة والناصرية والتفجيرات التي حدثت قبلها في بابل هي "نتاج عمليات ولاية الجنوب". مُتشدّدون في البصرة لكن أحمد السليطي، نائب رئيس مجلس محافظة البصرة، ينفي وجود نشاط لداعش في المحافظة، معتبرا ان ما جرى الاثنين، "حادث عرضي فشل فيه الانتحاري من الوصول الى اهداف حساسة". بالمقابل لايستبعد السليطي، في اتصال مع (المدى)، وجود بعض المشبوهين في مناطق معزولة في غرب البصرة. ويقول "هناك مزراع كبيرة في الزبير، التي تشكل نسبة 51% من مساحة البصرة، وفيها طرق وعرة والقوات الامنية لاتسيطر على تلك المناطق بشكل دقيق". المسؤول البصري اشار الى ان "الشركات المتعاقدة مع عمالقة النفط في البصرة، خاصة تلك التي تعمل في مجال الحمايات، تضم شخصيات متشددة، وبعضها تدار لحساب جماعات تنتمي الى النظام السابق". ويلفت السليطي الى ان "تلك الشركات تجلب عناصر آسيوية واخرى من شمال افريقا، ويسمعون في خطب الجمعة كلمات تشيد بالزرقاوي وبأُسامة بن لادن وباقي قادة الجماعات المتطرفة، كما يرددون اناشيد تمجد قادة الارهاب في العالم". ولايسمح النشاط الاقتصادي الكبير في البصرة والحركة الكثيفة للشاحنات في الموانئ التدقيق كثيرا في الداخلين والخارجين من المحافظة. وبحسب السليطي فان "بعض الشركات العاملة ضمن جولة التراخيص النفطية لاتسيطر عليها البصرة وتتعاقد مع بغداد". وكان محافظ البصرة ماجد النصراوي قال لعدد من الصحفييين، خلال تواجده في موقع التفجير، ان "الحصيلة الأولية بلغت أربعة شهداء وأربعة جرحى". ووجه القوات الأمنية بفرض اجراءات مشددة لمنع وقوع اعتداء آخر. وتضمنت تلك الاجراءات منع السيارات المدنية من دخول ومغادرة المحافظة إلا بعد تفتيشها بشكل دقيق والتحقق من هويات ركابها. وشهد الأمن في البصرة تدهوراً واضحاً بعد التحاق بعض قواتها الأمنية بمعارك الأنبار، لا سيما الفرقة 14. وسجلت خلال الاشهر الاربعة الماضية 1200 حالة جنائية في البصرة وتوزعت بين قتل وخطف وتسليب وثارات عشائرية. ونفذت القوات الأمنية 1000 مذكرة إلقاء قبض بحق متهمين ومثيري الشغب من العشائر من ضمن 4 آلاف مذكرة قديمة متوقفة لأسباب تتعلق بخلل في عمل الأجهزة الأمنية. استراحات الخطّ السريع في هذه الاثناء، انتقد حسن الوائلي، عضو مجلس محافظة ذي قار، ضعف تعامل القوات الامنية مع "المعلومات الاستخباراتية"، وفرض اجراءات مشددة بعد وقوع الحوادث الارهابية وليس قبلها. ودعا الوائلي، في حديثه مع (المدى)، الى ان "تتحول حركة الاجهزة الامنية الى فعل وليس ردة فعل". لكنه يعترف بحدوث تطور في متابعة الخروق الامنية وإلقاء القبض على المتورطين خلال وقت سريع. وكشفت السلطات الامنية في الناصرية بانها اعتقلت شخصا كان برفقة الانتحاري الذي فجر نفسه في مطعم شعبي جنوبي المدينة بعد وقت قصير من الحادث. وقال المسؤول المحلي ان "الاستراحات والمطاعم على الطريق السريع الرابط بين بغداد والمحافظات الجنوبية غير مؤمنة، وتتعرض لهجمات بشكل متكرر"
المصدر:المدى برس

Share |