تشويه صورة العرب و المسلمين في أفلام ديزني و هوليوود/فؤاد الموسوي-الولايات المتحدة

Tue, 5 Apr 2016 الساعة : 23:53

 

من منا لا يعرف شركة  ديزني و أفلامها العنصرية و التي دأبت فيها منذ عشرات السنين على تشويه صورة العرب و المسلمين. فخلال السنوات القليلة الماضية قامت هذه الشركة بإعطاء صورة سلبية عن العرب و المسلمين في العديد من أفلام الرسوم المتحركة (الكرتون) و خاصة فيلم علاء الدين و المصباح السحري و الذي تم فيه تصوير العرب بأنهم وحوش و أشرار و جشعين و لصوص و محتالون.  و علاوة على ذلك، فإن العديد من هذه الأفلام تظهر العرب و كأنهم  أشخاص متخلفين  غير حضاريين  يركبون الجمال ويعيشون في خيام في صحراء معزولة بعيدة عن العالم  لا يعرفون شيئا عن أخلاق وآداب الحياة العصري
 ة . أما المرأة العربية أو المسلمة فحدث و لا حرج  ، حيث تم تصويرها بأنها مجرد  ربة منزل مضطهدة يختصر عملها في إدارة شوؤن البيت  وتربية الأطفال  فقط ،  هي امرأة جاهلة غير مثقفة  مغطاة بكومة من الملابس  من الرأس إلى أخمص القدمين و انها مجرد خادمة أو سجينة لدى الرجل ، و  نادرا ما تظهر على أنها امرأة متعلمة وناجحة تعمل جنبا إلى  جنب مع الرجل و تشاركه في الكثير من الوظائف و تشغل  مناصب رفيعة المستوى في الحكومة السياسة و غيرها في مجالات الحياة .

نعود إلى فيلم علاء الدين لنري بوضوح كيف تم تصوير العرب و إعطاء صورة سلبية عن أخلاقهم و ثقافتهم   خاصة من خلال شخصيات  علاء الدين وجعفر حيث تظهر معظم شخصيات الرجال بأنهم  سحره و  لصوص و باعة متجولين . بالإضافة إلى ذلك ، تم تصوير ملامحهم الشخصية  لتعكس صورة نمطية سلبية عن العرب مثل الشفاه الغليظة  و الأسنان المفقودة و  الحواجب الغليظة القاطبة و الوجوه العابسة و الانوف المعقوفة . من ناحية أخرى،  يتم عرض الشخصيات الرئيسية في الفيلم على أنهم أبطال أو بطلات يجسدون و يتقمصون الشخصيات الغربية و كأنهم دمى صنعت لهذا الغرض . على سبيل المثال، يظهر علاء الديÙ
 † و كأنه  رجل لا يحترم ثقافته العربية ويتصرف كما لو أنه اميركي من خلال طريقة كلامه وسلوكه . وعلى نفس المنوال ،يتم تصوير  الأميرة ياسمين بأنها  فتاة جميلة ذات عيون زرقاء على الرغم من أن لديها ملامح عربية مثل لون بشرتها وشعرها. من الواضح إن  هذه التأثيرات البصرية تلعب دورا هاما في تقنية الرسوم المتحركة  و لهذا السبب يتم  إظهار الجانب المظلم من الثقافة العربية من خلال  شخصية جعفر . في الواقع ، تم تصوير جعفر و كأنه الشخصية العربية المثالية و التي يجسد كل ما هو سلبي و غير لائق و هو يرتدي ملابس داكنة غامضة تعكس الشر الكامن في شخصيته.

ومن الجدير بالذكر أن فيلم  علاء الدين الفيلم يبدأ  بقصيدة  تسمى "الليالي العربية" التي  تصور العرب بأنهم همج و  قتلة يعيشون  في مكان بعيد حيث تجوب قوافل الإبل في الصحراء . تقول القصيدة:( أوه ، لقد جئت من أرض / من مكان بعيد /  حيث تتجول قوافل الجمال /  حيث  يقطعون  أذنك / إن  كانوا لا يحبون وجهك/انه أمر وحشي ، ولكن مهلا، انه الوطن) .

و على الرغم من أن الشخصيات المركزية  علاء الدين وياسمين قد تم تصويرهم بأنهم ابطال و لكن في نفس الوقت لم يترددوا في إظهار جانب الشر و الهمجية في الكثير من  أفعالهم . مثلاً ، علاء الدين يسرق رغيف الخبز لإطعام نفسه وقرد له، و بعد ذلك تقوم الشرطة  بمطاردته و لكنه يستطيع الافلات منها .  نفس الشيء يحدث  إلى الأميرة ياسمين التي تقوم بسرقة  تفاحة لإطعام طفل جائع و نتيجة لذلك كاد التاجر  أن يقطع يدها بفعل حادث السرقة .  من هنا   يتبين لنا بأن الهدف من ذلك هو  إظهار العرب  بأنهم  لصوص جشعون و  غير متحضرين و لا يوجد  لديهم أخلاق حسنة  .  علاء الدين ، مثلاً،  يصور بأ
 نه شخص  أناني  لا يتردد في توظيف المصباح السحري والجني لرغباته الخاصة بالزواج  من ياسمين بدلا من مساعدة الفقراء والمحتاجين . لقد بدأت هذه الدعاية السلبية أن تؤثر على وجهات نظر الكثير من الناس حول  العرب  وخاصة أولئك الذين يعيشون في الغرب . علاوة على ذلك، فإن هناك  حملة منظمة لا تستهدف العرب فقط ، ولكن تشمل الإسلام  كدين و عقيدة . ففي العديد من أفلام ديزني وهوليوود يصور المسلمين على أنهم رجال غرباء  ذو لحى طويلة   و عيون حمراء  وشخصيات هرمية في الجلباب والعمامة ، يقطر الدم من خناجرهم المعقوفة و سيوفهم الحادة .  لقد أصبحت أسماء "العرب" و "المسلمين" مر
 ادفات لكل معاني الجهل والهمجية والإرهاب والتعطش للمال والنساء . وهكذا، فإن وسائل الإعلام التي يمثلها كل من ديزني وهوليوود تصور العرب و المسلمين  على أنهم غرباء ومعادين للثقافة الغربية . هم متهمون أيضاً بعدم استعدادهم على تبني  القيم الغربية و تم  اعتبارهم تهديدا للحضارة الغربية ومصدرا للإرهاب العالمي . و نتيجة لهذا  التصوير السلبي عن العرب و المسلمين ، أصبح لدى  الكثير من الناس في الغرب  انطباع بأن العرب أو المسلمين  هم فقط أولئك الذين يعيشون في الخيام و يركبون  الجمال في الصحراء و بذلك يصعب عليهم التصور بأن العرب  يمكن ان يعيشوا في بيوت جميلØ
 © و  يتصرفوا  بطرق مهذبة وحضارية و يرتدون  ملابس أنيقة و  يقودون  سيارات فاخرة  و يستخدمون  التكنولوجيا الحديثة و يواكبون التقدم في التعليم والعلوم ويتكلمون  العديد من اللغات الأجنبية بطلاقة.

يمكن لنا  أن نستنتج أن فيلم علاء الدين  هو مجرد قطرة في محيط من الافتراء والتصوير السلبي للعرب في كل من أفلام  ديزني و  هوليوود . للأسف، يبدو أن تشويه صورة  العرب والمسلمين سوف يستمر طالما هناك  صراع في الشرق الأوسط والذي ينتج عنه  إبراز حالات القتل و العنف و الدمار الذي نشاهده كل يوم على شاشات التلفزيون التابعة لمحطات و وسائل إعلام عنصرية لديها دوافع سياسية و أجندة مشبوهة . إذن ما هو الحل ؟ إن  الحل لهذه المعضلة يكمن في حقيقة تثقيف وتوعية صناع السينما حول واقع العرب والمسلمين ومساهمتهم العظيمة في بناء الحضارة الإنسانية و خاصة الغربية منها . الكØ
 �ير من الكتاب والمخرجين، بما في ذلك من أصل عربي، بحاجة  إلى تقديم الجانب الإيجابي للثقافة العربية و تصوير  العرب و المسلمين بأنهم ناس عاديين  لا يختلفون  عن الآخرين من حيث الإنسانية والحضارة والسلوك .  وغني عن القول إن  المؤسسات الإعلامية بما في ذلك ديزني وهوليوود لعبت وتلعب دورا محوريا في التشهير و التشويه السلبي للعرب و المسمين و كذلك  الأجناس والثقافات الأخرى . ونتيجة لذلك، ينبغي على  الجمهور المشاهد أن يبحث  عن مصادر موثوقة ومستقلة للمعلومات و الأخبار الخارجة عن  سيطرة الحكومات والشركات الكبرى ،و  ينبغي دائما استخدام التفكير المنطقي و الÙ
 �قد الفكري عند تلقي مثل هذه المعلومات .

Share |