حين يغفو سائق المنشأة ـ رسالة الى رئيس الجمهورية-عقيل الموسوي ـ المانيا

Thu, 13 Oct 2011 الساعة : 11:07

فخامة رئيس الجمهورية به خێر بێت سه‌ ر چاو ورحمة الله وبركاته
عدم معرفتي بأصول المخاطبات الادارية والسياسية يجعل كلماتي تخرج ببساطة وعفوية اعتبرها البعض جرأةً في الطرح وشجاعةً في التعبير بينما وصفها البعض الاخر بأنها اجترار لأحاديث مهضومة ( ربما منسوبة الى الهضيمة وليس الهضم ) لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تتعدى كونها احاديث مقاهٍ انتقلت الى المواقع الالكترونية , كما ان عدم معرفتي بالأصول الدبلوماسية ( البرستيج ) جعلني اتطاول على سيادتكم وأتهمكم بأتهامات لا تمت الى الواقع بصلةٍ , كان اقلها تبذير المال العام , الّا ان اعلان فخامتكم عن اجرة الطائرة التي أقلّتكم الى نيويورك جعلني اتراجع عن اتهاماتي محملاً بالأثم الذي نلته من البعض الظالم من الظن والذي سأتجنبه في المستقبل ما استطعت الى ذلك سبيلا , وخيرا فعلتَ حين اخذت طائرة خاصة , اذ ليس من المعقول ان يذهب رئيس جمهوريتنا كما ذهب رئيس وزراء بريطانيا والذي قلنا عنه حينها انه معيدي ابن معيدي , عيب والله عيب سيقولون ان العراقيين بخلاء .. وماذا نفعل بالمصاري حين نوفرها .. ها ؟ ماذا نفعل بها خصوصا واننا نرفع شعار اصرف ما في الجيب فقد ولّى زمن العيب , او شعار اصرف ما في الخزينه هيّ الدوله باقيه علينه .. سيدي الرئيس , وداعتك لم اهتم بالمبلغ المصروف ولكني كنت وجلا ان تتسرب الى الاعلام صورة اخرى لفخامتكم وانتم نائمون كتلك التي ربما التقطتها عدسة احد ابناء الناصريه الكرام , تلك الصورة التي ذكّرتني بما رواه لي احد الاصدقاء من اهالي الكوت عن جارهم الفلاح واسمه حميّد , فقد كان عضوا في الجمعيات الفلاحية يواظب على حضور اجتماعاتها ليس حرصا منه بقدر ما كان اصرارا من مسؤوله الذي لا يمكنه الاستغناء عنه وعن مواقفه اللطيفة , وصادف ان حضر حميّد هذا احد الاجتماعات مرغما بعد ان قضى ليلته في السقي , فكان مرهقا لا يقوى على تحريك نفسه من شدة النعاس , الامر الذي جعله يغفو في بداية الاجتماع ما حدى بصاحبه الذي بقربه الى ايقاظه , لكنه ما لبث ان عاد الى غفوته مرة اخرى ليوقظه صاحبه مع بداية شخيره , وهكذا تكرر الامر للمرة الثالثة مما اضطر مسؤوله لايقاظه بنبرة غير خالية من التقريع , وهنا جلس حميّد معتدلا ومنزعجا من اصرارهم على ايقاظه وقال بعفويته المعهودة وهذا ما كان ينتظره الجميع ( هاي شبيكم قابل اني سايق منشأه وتخافون اگلبكم ) ؟
نعم يافخامة الرئيس لم يكن حميّد سائقاً يخشى الناسُ غفوته كما انه لم يكن حارسا يتحيّن اللصوصُ غفلته ليثبوا الى اهدافهم المبيتة , وتلك وربي هما الصفتان الواجب توفرهما لدى رئيس الجمهورية , فقد جعلك الدستور اعلى شخص في هرم السلطة تسهر على سلامته وتقود منشأة العدالة وكوستر الحقوق وكيّا المستضعفين وأليك تهفو الكتل السياسية لحل مشاكلها , فهل يُعقل ـ جُعلت فداك ـ ان تتحول الى مشكلةٍ مستعصية ؟ وأذا كنت صمام الامان وحلّال المشاكل فمن سيحلّك اذا ما تحولت الى مشكلة حقا ؟ فهل تلك احدى اكبر ثغرات الدستور ؟ أجل يا سيدي فقد اصبحت اليوم بشخصك الكريم مشكلةً نطالب بحلّها وحل الغازها , فعملك مضطرب ومصاريفك فاقت الحدود وارهقت الموازين وسعيك اصبح لفئةٍ دون غيرها وبدأتَ تخلط بين الادارة والسياسة فتوقيعك اصبح عزيزا على العدالة ذليلا على المساومات والصفقات وأخيرا تنادي بالأنفصال وانت رئيس للوحدة , ذلك النداء الذي يذكرني بصيحة عادل امام في مسرحية الواد سيد الشغال وهو يهدد بخلع معطف النوم مناديا (أءلعُو ) مستفزا الحاضرين للحصول على مكاسب اضافية , اجل .. فصيحاتكم في الانفصال لا تختلف عن صيحات عادل امام وانتم تعرفون اكثر مني بأن الانفصال ليس من صالحكم ان استطعتم عليه .. وهنا اسمح لي ان اكون جريئا اكثر من كل سياسيينا واقول لك نعم اقلعهُ ذلك المعطف واعلن الاستقلال الحلم ... اقلعه وأرحنا فقد سئمنا ذلك التهديد والوعيد , اقلعه فما عاد يحكمنا العيب والخجل خصوصا بعد ان بدت سوءاتكم جميعا فلا تطفقوا تخصفون عليكم ما لا يستركم من انظار شعوبكم , ولا عادت تحكمنا الوحدة الوطنية واغانيها سيئة الصيت , أعلنوا دولتكم التي لا اعتقد انك ستكون رئيسا لها فلا المالكي يستطيع الوقوف بوجهكم ولا جيش المهدي ولا حتى جيش محمد العاگول , وما كركوك التي تعتبرونها قدس الاقداس الّا خرّاعة خضرة تبتزّون بها المركز من اجل المزيد , لأن واردات كركوك لا تشكّل الـ 17 % التي تنعمون بها عدا رواتب اجهزتكم الامنية ومناصبكم في المركز فضلا عن كونكم تحكمونها اضافة الى حكمكم الاقليم والمركز على حد سواء , واعلم يا فخامة الرئيس انكم لو حصلتم على كركوك لطالبتم بحي الاورفلي وشارع النضال ليس لأنهما مناطق كردستانية او متنازع عليها بل لتحويلها الى ورقة ضغط وابتزاز ليس الّا , امّا العراق بنظركم فداؤه الهم والغم ودواؤه السم وطبيبه متهم وخيراته نهم وسياساته عدم وابناؤه غنم وساداته عجم ... لا أطيل عليك سيدي الرئيس او بالاحرى لا أطيل على السادة القراء لأني على يقين بأن فخامتكم لا تمتلكون الوقت الذي يسمح لكم بالاطلاع على حشرجةٍ في نايٍ عتيق , ولكني اردت القول رغم ان في العين قذىً وفي الحلق شجىً فلا زال رمضان العراقيين لم يصل العشر الاواخر وفيها ليلة القدر وهي خير من الف شهر ومجال التوبة لازال مفتوحا امامكم جميعا , فأجمعوا امركم وتوبوا الى بارئكم وكلوا وأشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر

Share |