بوتين يطوق الالتفاف على أجندة جنيف 3/احمد شهد عواد
Sat, 19 Mar 2016 الساعة : 2:24

3
تفاجئ الجميع من سياسيين وإعلاميين ومتابعين مساء يوم الاثنين 14-3 من قرار بوتين الداعي لسحب الوحدات الأساسية من القوات الجوية الروسية وذلك عشية بدأ جلسات مؤتمر جنيف 3 وبالتحديد بعد لقاء المبعوث الاممي بوفد الحكومة السورية وقبل ساعات من لقاء معارضة مؤتمر الرياض .
فراح كل يدلو بدلوه منهم من قال انه بناءا على اتفاق مع أمريكا الشريك الرئيسي في إدارة الصراع ومنهم من صور حالة غضب روسي تجاه سوريا وتحديدا تجاه المعلم والجعفري وآخرين اكتفوا بظاهر الرواية الروسية إن المهمة انتهت بينما ترك الباقون الأحداث القادمة لتترجم ماوراء الحدث.
ونقول إن كل الاحتمالات لها سهما من الواقع ولو بدرجه ما ، لكن المهم والأكيد إن هذا الأمر فاجئ الجميع (بما فيهم الإدارة الأمريكية ) ماعدا موسكو وطهران ودمشق فانه تكتيك الحلفاء (وان كان محل نقاش بينهم وقد يكون اختلاف في بعض التفاصيل) ضمن الإستراتيجية المتفق عليها سلفا لبداية نهاية الملف السوري وهذا ماتشير له مواقف تلك العواصم قبل يوم من إعلان بوتين فمن موسكو صرح سرجي لافروف إن نهاية داعش في سوريا والعراق ، ومن طهران قال مصدر في الخارجية على جميع الأطراف أن تعي إن حلم الاستيلاء على السلطة في سوريه عسكريا من غير الممكن ، وما المؤتمر الصحفي لوليد ا
لمعلم من دمشق إلا إعلان واضح لرؤيا الحلف (موسكو طهران دمشق) الإستراتيجية حول سير المفاوضات وجدول الأعمال .
أما الرسائل التي يراد تمرريها خلال أمر بوتين فهي أولا للإدارة الأمريكية كرد على ما نشر مؤخرا عن اوباما (عقيدة اوباما) إن أمريكا لا تريد أن تخوض حربا بالوقت الحاضر نيابة عن الخط الرجعي المتمثل بالسعودية وتركيا ومن يدور في فلكها من دويلات وقوى وأحزاب ، فكان الرد الروسي نحن أيضا لا نرغب بالحرب ولتأكيد نوايانا سنسحب الوحدات الرئيسية .والرسالة الثانية فهي لحلف الناتو بشكل عام وتركيا بشكل خاص إن الإستراتيجية القائمة على أساس مكافحة الإرهاب ودعم الحليف السوري ورعاية الحل السياسي ومراقبة وقف إطلاق النار باقية بدون أي تغيير من خلال تأكيد الإبقاء Ø
�لى كامل نشاط قاعدتي طرطوس وحميميم مع بقاء أنظمة الدفاع الجوي المتطورة لكامل الأجواء السورية . وهناك رسالة ثالثة كبادرة حسن نية لكل من يتهم روسيا بعرقلة الحل السياسي وتحمل في ظاهرها أداة ضغط على الحكومة السورية كورقة بيد دي مستورا مقابل أطراف المعارضة ومن ورائهم.
إذن بوتين يطوق جنيف3 حسب إستراتيجيته وكأنه يقول للمتحاورين إن هذه هي مفاوضات اللحظة الحاسمة أو الفرصة الاخيره وان تترك الشروط المسبقة ونعتمد مقررات فينا و2254وميونخ وبعكسه سنذهب إلى مجلس الأمن وهناك كلام آخر.
وهذا ما أكده المبعوث الاممي حين وصف المفاوضات بأنها لحظة الحقيقة وحين قال اليوم تبدأ المرحلة الانتقالية بوجود الأسد ، كما هدد في حال الفشل سنذهب إلى الأطراف الفاعلة (روسيا أمريكا) ومنه إلى مجلس الأمن.