همسات فكر(60)/عزيز الخزرجي
Thu, 10 Mar 2016 الساعة : 0:59

ألأشجار تتكأ على آلأرض لتعلوا في عنان ألسّماءِ لأدامةِ عطائها, أمّا الأنسان فيتّكأ على آلحُبّ و آلأخلاق للأبداع و آلأنتاج, لتحقيق آلتّطور و آلبناء (ألحضاريّ) و (آلمدنيّ), و لا يسود ألتّوازن و الأنسجام و آلصّفاء بين عناصر ألوجود لأداء غاياتها آلتي وُجِدَتْ من أجلها على أكمل صورة و أحسن وجه إلّا بآلأخلاص و آلمحبّة لها!
بلْ نظريّات ألعلم ألحديثة أكّدَتْ بأنَّ آلأشجار كما آلحيوانات كآلأنسان لها مشاعر تَتَحسّس ألمحبّة و تُدْرِك آلعناية و آلأحترام و آلأخلاص من صاحبها و تزداد عطاءاً و إنتاجاً و جمالاً لو أكرمناها و تواصلنا معها بمحبّةٍ و أخلاصٍ!
لذا عليكَ إتْقان لُغة آلقلوب (ألمحبّة) .. للتّواصل مع مَنْ حولكَ من المخلوقات في آلوجود .. بأنْ (تُحِبَّ لَهُمُ ما تُحبُّ لِنفسكَ) لتحصلَ على ثمارٍ أوْفر و أجود و حياةٍ أرقى و أسعدْ(1) ..
و لا تنسى بأنَّ طريق آلمحبّة ملآى بآلأشواك ألتي لا تتحسّسها إنْ لم تكنْ ورداً.
عزيز ألخزرجي
للتّواصل؛ عبر(المنتدى الفكري)؛
https://www.facebook.com/AlmontadaAlfikry
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في بلدتنا الفقيرة (بدرة) كما كلّ مدن العراق التي كانتْ تحوي البساتين و آلنّخيل و الثمرات و المزارع و المنابع و الثروات, و بعد أنْ تغيير النّاس و أجحفوا في الحقوق و الحُرمات .. بسبب موت المحبة في القلوب و آلتي إستُبدلتْ بآلقسوة و الأنا؛ إنقلبت الآيات .. و صار الهمّ الأول و آلأخير لعموم الناس هو؛ تحقيق المصالح الشّخصية و آلآمال و العلو و الشهرة إما بآلحصول على منصبٍ أو مالٍ أو جاهٍ؛ و بذلك تغيير صفاء القلوب و رونق الحياة و دبّ آليأس و الرّكود و الجهل و الخيانة و آلأرهاب رويداً .. رويداً في وجود الناس حتى أقفرت ألأراضي و إحترقت البساتين و طارت البØ
�كة و لم تَعُدْ هناك وفرة أو جودة في الأنتاج, ناهيك عن الأبداع!
حتى (النفط) لم يُبارك الله فيه بسبب الفساد و السّرقات و إختلاف النوايا مِنْ قِبَلِ مَنْ تسلطوا على الناس بعد ما ماتت قلوبهم و ضمائرهم و تلبّسوا بآلدّين و الوطنية لخداع الناس, ليفتقر البلد و يصبح مستهلكاً ينتظر الموت الجماعي أو الهجرة الجماعية .. بعد ما كان يُصدّر ألاف الأطنان من التّمر و آلتمن والمعادن و غيره بجانب أنه كان مأوى لملايين آلمشرّدين و اللاجئين و الجوعى من مصر و الصومال و السودان و أرتيريا و الهند و غيرها, و هكذا ساءت أحوال الأشجار و آلنّباتات و الحيوانات التي هي الأخرى لم تعد أليفةً بسبب آلأجحاف و التقصير بحقها.
بينما رأيتُ بُلداناً لا تدعي الدّين و لا آلأنسانيّة, لكن الناس فيها تعمل بإخلاص و محبّة و تُشارك الآخرين لقمة الخبز التي يحصلون عليها قدر آلمستطاع, حيث يعتبرون مُجرّد التّعدي على الحيوان أو مضايقة شجرة بريّة فقط – لا قطعها – تجاوزاً على القانون و تندرج بمصاف التّجاوز على حقوق الأنسان, بل و تدخل ضمن لائحة الجرائم الجنائيّة التي يُعاقب عليها القانون بشدّة, و قد يُعتبر فاعلها مجرماً يتمّ حذره للأبد من ممارسة الكثير من الأعمال الهامّة التي ترتبط بحياة المجتمع مباشرة بسبب قسوة قلبه, و لهذا نرى انّ الله (الرحمن الرحيم الودود العطوف) قد بارك إلى ح
د ما بأرضهم و إنتاجهم و مسعاهم في الحياة حتى حقّقوا ما لم يُحققّه الشرق الأسلامي بمقدار 5% .. بل صار الشّرق الذي كان هو الأساس تبعأً و مستعمرات و خدم لمن نُسميّهم بآلكفار و المنافقين و المشركين و ما إلى ذلك من مصطلحات .. هي بآلحقيقة لا تصدق إلاّ على شعوبنا و آلمدّعين للثقافة و للدّين و المرجعية و الأسلام و حبّ الأمام (الحسين)(ع) المظلوم, بل هم أكثر الناس أنانيّةً و قسوةً و عنفاً لكن بلباس الدّين و العمائم و اللحى و إدعاء الأسلام و الدّعوة لله, فآلله تعالى لا ينظر إلى صوركم و مدّعياتكم و لحاكم و لباسكم .. بل ينظر إلى قلوبكم و ما تُقدّمه أيديكم.