أبو غريب تفضح "فجر الكرمة".. وداعش هاجم السايلو بعد اتهام 15 مسؤولاً بالفساد

Wed, 2 Mar 2016 الساعة : 7:55

وكالات:
مرت 10 أشهر على انطلاق عملية عسكرية لتحرير "الكرمة" من دون السيطرة على مركز المدينة او حتى منع المتسللين الى العاصمة بغداد، بحسب مسؤولين. وتمكن متسللون يقدر عددهم بـ40 شخصا، فجر الاحد، من اختراق منطقة ابو غريب قادمين من قرية الصبيحات، الواقعة الى الجنوب الشرقي من ناحية الكرمة. وقال بيان لفريق الإعلام الحربي، مطلع العام الحالي، ان "تيار الرسالي" بالتعاون مع قوات الجيش تمكنا من" تطهير منطقة الصبيحات من العبوات الناسفة والوصول الى مشارف الفلوجة". لكن مسؤولاً محليا في الفلوجة اكد ان "الصبيحات مازالت بيد داعش وان القوات المشتركة لم تحرر سوى بعض القرى في الاطراف". اللجنة الامنية في بغداد بدورها تنفي علمها حول نتائج العملية الامنية في الكرمة التي تشرف عليها عمليات بغداد. لكنها تؤشر وجود خرق امني في عملية ابو غريب. داعش وحكاية السايلو وعاد الهدوء الى ابو غريب، مساء الاحد، بعد مقتل عدد من المهاجمين وانسحاب البقية، وسط تضارب في الانباء عن كيفية وصول المسلحين الى القضاء، وغموض يلف قضية صومعة الحبوب التي هاجمها "داعش"، وتسريبات عن شبهات فساد، كان ينوي وزير التجارة التحقيق فيها قبل ايام قليلة من الحادث. ورجح محمد شياع السوداني، وزير التجارة وكالة، يوم الاثنين، أن اعمال التخريب والحرق في سايلو خان ضاري "مكملة لعملية الفساد التي كشفتها الوزارة او سرقة الحنطة ونقلها الى الكرمه او الفلوجه بسبب الحصار المفروض على الإرهابيين". وكان وزير التجارة قد اعلن في مؤتمر صحفي في بغداد، منتصف شباط الماضي، عن إحالة مدير السايلو المذكور و15 موظفاً آخرين فيه إلى التحقيق لوجود شبهات فساد. بدوره أكد كامل عباس، رئيس مجلس قضاء ابو غريب لـ(المدى)، "وجود عمليات فساد تتعلق بتسويق الحبوب"، لكنه استبعد ان تكون العملية الاخيرة ادت الى "حرق ملفات او وثائق"، مشددا بان "ادارة السايلو لم تتعرض لأي ضرر". كما نفى المسؤول المحلي الانباء التي تحدث عن نقل داعش شاحنات من الحبوب الى الفلوجة. مبينا ان "ما حدث هو حرق رأس تريلة واحدة داخل السايلو، ولم ينقل المسلحون كيلوا واحدا من الحبوب خارج ابو غريب". ويؤكد "صعوبة نقل تلك الشاحنات بسبب سيطرة القوات الامنية على الطريق الواصل بين ابو غريب والكرمة". لكن سعدون الشعلان، قائممقام الفلوجة، اكد لـ(المدى)، نقلا عن شهود عيان في المدينة، ان "داعش نقل 14 شاحنة مملوءة بالحنطة الى الفلوجة عبر الكرمة". ووصفت مواقع ذات صلة بداعش كمية الحبوب التي تم نقلها الى الفلوجة بانها "تكفي لعام كامل". وكان تحالف القوى، المظلة السياسية للعرب السنة، انتقد مؤخرا الحكومة العراقية بسبب "التضييق" على الفلوجة، وقال ان :"السكان يموتون جوعا بسبب الحصار المفروض على المدينة منذ اشهر". عمليات فجر الكرمة من جانب آخر، قال الشعلان ان "عمليات فجر الكرمة التي انطلقت في نيسان الماضي لتحرير الكرمة تراوح مكانها". لافتا الى ان العمليات "لم تحرر سوى بعض القرى على اطراف الفلوجة". وقالت وزارة الدفاع، بعد ثمانية ايام من انطلاق (فجر الكرمة) ان "قيادة عمليات بغداد بقطاعاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر كبدت العدو خسائر فادحة بالأرواح والمعدات بلغت أكثر من 21 إرهابيا ومعالجة 82 عبوة ناسفة وتدميرعربتين تحمل إحداهما مسلحين". وأضافت وزارة الدفاع في بيانها أنه "تمت معالجة 16 منزلا مفخخا وتدمير 7 أوكار إرهابية وضبط معملين لتفخيخ السيارات و41 عبوة "جلكان" مملوءة بالمواد المتفجرة وتدمير مفرزة هاون. لكن فاضل الشويلي، عضو لجنة الامن في مجلس محافظة بغداد، قال في اتصال مع (المدى) ان "عمليات بغداد لم تناقش او تطلع المجلس على نتائج عمليات الكرمة". الشويلي اكد ان "ما حدث في ابو غريب هو خرق امني واضح"، معتبرا ان "عمليات بغداد تعجلت بالاعلان عن تأمين تلك المناطق رغم إعدادها قاعدة بيانات لأهالي المنطقة والشخصيات المشبوهة هناك". وشهدت ناحية الكرمة اعمال عنف اثناء تواجد القوات الاميركية. ونحر مسلحون، في صيف 2006، عددا من الجنود الأميركان في المدينة. وهاجم مسلحون، في تشرين الاول من العام ذاته، ثكنة عسكرية بشاحنة محملة بالمتفجرات تسببت بمقتل 49 جنديا أميركيا و11 من القوات العراقية. وفي شباط 2007 اسقط مسلحون في الكرمة مروحية هليكوبتر من طراز "شينوك" بصاروخ ارض جو، وادى الى مقتل 27 جنديا جنديا اميركيا. وفي تموز 2008 قتل 8 جنود اميركان، وجرح 26 آخرين، عندما قام شرطي بتفجير حزام ناسف على تجمع للجنود في الكرمة. داعش ومخازن النفط ولاتزال قرية الصبيحات، التي تبعد 3كم عن مركز الكرمة، من اخطر المناطق التي يتسلل منها داعش الى بغداد، كما حدث في هجوم ابو غريب الاخير. ويقول رئيس مجلس قضاء ابو غريب ان "داعش استغل الاسترخاء الامني في منطقة متروكة بين الصبيحات وسايلو خان ضاري كانت مغمورة سابقا بالماء ليهاجم المدينة". المسؤول المحلي، الذي زار بعد الهجوم صوامع الحبوب ومخازن مشتقات النفط التي كانت على ما يبدو هدفا لداعش، أكد ان "الاضرار كانت طفيفة في مخازن النفط، فيما قتل 9 اشخاص داخل السايلو، بينهم حشد من سرايا السلام وحماية المنشآت". وأسقط داعش خلال تقدمه الى السايلو، نقطة التفتيش الرئيسة، التي يتواجد فيها الفوج الرابع، اللواء 24 التابع للجيش، واخذ عدد من "العجلات العسكرية" التي استخدمها بالهجوم. في حين قتل آمر الفوج هناك وعدد من الجنود اثناء الهجوم. واظهرت صور، تداولتها مواقع إلكترونية تابعة لداعش، عددا من آليات عسكرية، شاركت في العملية، ويحمل بعضها اسلحة ثقيلة. ولم يظهر اي شعار او لوحة ارقام تدل على انها تابعة للقوات العراقية. ويؤكد المسؤول المحلي في ابي غريب ان "داعش جلب العجلات الخاصة ايضا"
المصدر:المدى برس

 

Share |