الصفقات بين الحلفاء -حامد الحامدي
Wed, 12 Oct 2011 الساعة : 7:50

الصفقات السياسية .. مصطلح اعتدنا سماعه كثيرا من قبل وسائل الاعلام والسياسيين العراقيين ، وهو عادة ما يتم بين القوائم والكتل السياسية لتمرير موضوع معين او تحقيق غرض معين او الالتفاف على قانون او كتلة أخرى او غير ذلك مما قد لا نعلمه نحن الناس البسطاء . ولكن ما نفهمه جيدا إن الصفقات السياسية قد جلبت الخراب والأزمات للعملية السياسية في العراق ، لان اغلب المتعاملين بها هم من السياسيين الذين اعتمد عليه الشعب العراقي كثيرا ليساعدوه في محنته ، بعد أن أذاقه النظام البائد شتى أنواع الإقصاء والتهميش والظلم . على كل حال فأن هناك صفقات سياسية تجري الان بين الحكومة العراقية متمثلة بالسيد رئيس الوزراء ، وبين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حول إمكانية بقاء القوات الأمريكية لفترة أطول . فقد أكدت مصادر مطلعة وقريبة جدا من دائرة المالكي وحزب الدعوة إن بقاء القوات الأمريكية في العراق أمرا محسوما بعد الاتفاق السري الذي جرى بين السفير الأميركي والسيد نوري المالكي . وقال المصدر إن المالكي تعهد للإدارة الأميركية انه في حالة رفض الكتل السياسية إعلان قرارها النهائي بعدم الموافقة على بقاء أعداد كبيرة من القوات الأميركية تحت مسمى تدريب القوات العراقية للمرحلة القادمة فأن المالكي سيوقع بمفرده مذكرات تفاهم مع الجانب الأميركي . وان رئيس الوزراء في هذه الحالة لن يحتاج للحصول على موافقة التكتلات السياسية او البرلمان العراقي ، كاشفاً عن إن الاتفاق السري ينص على بقاء ( خمسة ألاف ) جندي أميركي بالإضافة إلى أعداد كبيرة من العسكريين الأميركيين المتعاقدين سابقا مع الجيش الأميركي وكذلك آلاف الأميركيين ضمن طاقم السفارة الأمريكية في العراق ، وفيهم مدنيين وعسكريين . لاحظ عزيزي القارئ إن هذا النوع من الصفقات يتم بشكل أكثر سرية من غيره على اعتبار إن الجانب الامريكي يعلم جيدا إن اغلب الكتل السياسية لا ترغب ببقاء القوات الأمريكية في العراق ، وان بقاءها يعني مشاكل جديدة وكثيرة وربما تؤدي إلى تأجيج ملفات خطرة على العراقيين . فما ابرمه السيد المالكي مع الجانب الامريكي ( هذا على فرض إن الموضوع صحيح ) يحتم عليه تحمل كافة التبعات والمسؤوليات التي سيجرها بقاء تلك القوات في العراق ، وعليه أن يبدأ بجمع الموافقات من الكتل السياسية العراقية التي توجد بينه وبينها الان فجوات ومشاكل يصعب حلها ( وهي الأخرى تحتاج إلى صفقات ) . لذالك فعلى ما اعتقد إن صفقة السيد المالكي مع الجانب الامريكي صعبة ومعقدة ، فحلفاء الأمس هم غير حلفاء اليوم .