تصوّرات لرأب الصدع والتدّاعي في الجسد الشيعي/عباس الموسوي

Fri, 5 Feb 2016 الساعة : 22:58

 

مخاطر كبيرة تتهدد الوجود الشيعي في العراق في حاضره ومستقبله , هذه المخاطر تتجاوز الحرب المذهبية المتمّثلة بتكفير الشيعة واعتبارهم ملّة خارجة عن الإسلام , لتنتقل للحرب المباشرة عليهم وإبادتهم , كما يحصل الآن في العراق على يد داعش والتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي خرجت جميعا من تحت عباءة الفكر الوهابي المنحرف , في وقت يغيب فيه المشروع السياسي الشيعي وتتصاعد حدة الصراعات السياسية والحزبية والخلافات الشخصية بين أطراف القرار السياسي الشيعي , غير آبهين ولا مكترثين لما يحاك ويخطط ضدهم في الدوائر المعادية لوجودهم , فالصراعات السياسية والحزبية على المال والجاه والسلطة قد غيّبت مشروعهم السياسي والوطني , فالتحالف الشيعي في العراق الذي يمتلك السلطة والقرار ومصادر الدخل , يتداعى اليوم وينهار وتتلاطم به أمواج الصراعات الحزبية والشخصية , فالتحالف الذي أنشأناه لتحقيق الآمال وبناء الغد المشرق وإزالة الغبن والظلم عن كاهل أتباع أهل البيت عليهم السلام في العراق , لم يجني منه أتباع أهل البيت إلا مزيدا من القتل والخراب والتدمير وسلب ونهب ثرواتهم , بالرغم من كونهم أصحاب السلطة والقرار والثروة .

والوجود السياسي الشيعي في العراق هو اليوم بأمس الحاجة لإعادة بناءه من جديد وفق منهج جديد تحدد فيه الأهداف والأولويات , وتحدد فيه العلاقة مع الأطراف والمكوّنات السياسية الأخرى بشكل واضح وصريح , وتحديد موقف واضح من النظام السياسي القائم والدستور وعلاقات العراق بمحيطه الإقليمي والدوّلي , فتجربة ثلاثة عشر عاما كافية لاستخلاص التجارب والعبر , والتحالف الشيعي الحالي بحاجة ماسّة إلى إعادة بناءه بدماء جديدة غير الدماء الحالية , ومنهج سياسي جديد ينطلق من رحم التجربة السابقة بكل ما لها وعليها , فقد آن الأوان لأن يكون لنا موقفا واضحا وصريحا ومعلنا من القضايا المصيرية التالية  1- النظام الوزاري 2- الدستور 3- الفيدرالية 4- نظام المحاصصات 5- العلاقة مع أمريكا 6- العلاقة مع السعودية ودول الجوار العربي وتركيا 7- العلاقة مع إيران 8- توزيع الثروة .

فلا زلنا نعتقد أنّ خير من يجمع الأضداد ويقرّب المواقف ويقوم بهذا الدور التأريخي , هي مرجعيتنا العليا , ولا زلنا نعتقد أنّ سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني هو صاحب الكلمة العليا والقول الفصل , ومن دونه لا يمكن النهوض بهذه الأعباء التاريخية .

Share |