اتمنى ان لا ارى ما قد تصل اليه الامور الى اسوء حالاتها ربما لأننا قد نكون على نياتنا او اننا قد اصبحنا مجرد عقبة في احلامكم ايها السادة السياسيين وربما قد اتى اليوم الذي ستكون فيه ايفادات او سفرات المسؤولين الخاصة على نفقة الدولة اقصد هنا الزيارات العائلية فالحمد الله ان أكثر ما يميز سياسيينا هو انهم في بلدهم لكن عائلاتهم لاتزال او ذهبت الى خارج العراق بامتيازات جيدة وربما لديها الجنسية الطارئة الاخرى في حالة حدوث لا سامح الله اي مكروه في البلد ستكون شارة الهروب جاهزة اما نحن المدججين بالخوف لازلنا لانعرف كيف نفهم هولاء المسؤولين الذين انعم الله علينا بهم . لكن ما يحصل قد يكون الاغرب هو ان تلك الايفادات الهائلة التي توافق عليها الدولة لم نرى فيها ثمارا صحيح فالعراق لايزال بعلاقاته المرتبكة مع جيرانه وسيئة الى حد ما وهذا ما يفسر استراتيجية السياسة العراقية والغرض من تلك الايفادات .
قبل ايام لكنها ايام طويلة واعتقد انها منذ رمضان الاخير سافر محافظنا المبجل وهو يطير الى اقصى العالم الى هناك حيث الماء والخضراء وكل شيء الى استراليا بعيدا عن فوضى الانسان في الناصرية وربما هي فترة نقاهه لسيادة المحافظ سيما انه لم يترك اي شيء يربك غيابه المفتوح كلها انجزها تماما لكنه يخلف ورائه من هم اكفاء فعلا لم يتململوا في عبأ العمل المناط لهم لكن سيادة المحافظ لم يعلم انه وخلال فترة استراحته في بلده الثاني ممن يعترض فهذا جزء من حقوقه الخاصة طبعا لكنها حقوق تجاوز بها حقوق المئات من المواطنين الذين ينتظرون توقيع سيادته .؟ والفايلات والمعاملات الملونة التي تملئ مكتبه وهي تزداد كل يوم عند باب سيادته .السيد المحافظ الذي لم يشعر بجوع مايخلفه ورائه فلسوء حظه ان اغلب المشاريع المهمة والقضايا المستعجلة لا تنفذ الا بقلمه الموقر ولسوء حظه ايضا ان ماخلفه من معاونين لايحق لهم ان يوقعوا على ابرام او عقد مع شركات قد تأتي لتستثمر في هذه المحافظة الخاوية بالاعمار
السيد المحافظ يستلقي ربما هناك في بيته الجميل على شواطئ او متنزهات سدني او كنبيرا او ملبورن وغيرها من تلك المدن التي خلق بها الله كل شيء جميل وهنا في الناصرية حيث الجوع والفقر وسوء الخدمات او معالجة مشكلة ما او صرف مبالغ اجور يومية للعمال في المحافظة وهم ينتظرون عطفك ايها المحافظ .وانت هناك ياسيادة المحافظ تتجول في الشوارع الامنة والازهار والاشجار تتدلى على الشوارع وكأنها تنتحني لنظافتها تتجول وليس هناك ثمة فقير او متسول يفرش الارصفة العامة ليعطي بعدا سورياليا للمنظر ، ليس هناك من يشبه ملامح ابناء جلدتك الذين ينامون بدون عشاء.
ولايقترب منك رجل فجاءة فيقول "الله ينطيك وايخليك وايطول عمرك مامتعشي انه وعائلتئ "او "هله بمحافظنا اريدك اتعين ابني واحنه ماعدنه مصدر رزق "او يأتي طفلا يمسك بحذائك وهو يحاول تقبيلها الله ايخليك ماعندك الف.. ربع اي شي جوعان" هذه كلها لم تراودك او تشعر بها
تتجول في سدني ولن تطيلك وسائل الاعلام وهي تسألك عن اخر المشاريع الناجحة في المحافظة .؟ ويسألونك عن النزاهة وعن بوابة الناصرية او كما سميتها بوابة الحسين سيتم الغائها بعد صرف ملايين الدولارات عليها او يسألونك عن اخر المشاريع التي لم تنجزها.؟
وانت تجيبهم بضحكة عابرة.. القليل جدا ..؟ تتجول بكل اناقتك ولن ترى او تسمع سوى الملاطفة والكلمات الجميلة ولن يتردد الى ذهنك صوت ذلك الذي التقاك في شارع الحبوبي بملابسه الرثة وقدمه المحفورة وهو يتضرع اليك كأنك رب جديد لهولاء الفقراء وهو يقول لك كيف اعطي لقمة عيش لأطفالي الاربعة وانا مريض بالسكر وانت تجيبه يا سيادة المحافظ بكل قناعة "انت خريج شنو هاي شنو حالك سجلوا اسمه على المحافظة "والمسكين يقتنع انه قد تعين او قد حصل على راتب تقاعدي .!
تتجول ياسيادة المحافظ والمشاريع تنتظر توقعيك العظيم وكانه الخلاص، تتجول هناك وثمة من يحترق قبله على هذه البلاد وانت يا سيادة المحافظ لم يراك الكثيرون .؟
اين انت يا سيادة المحافظ وانت لا تدري الى اين وصل الفساد سيدرك المنازل والمقاهي وكل شيء وسيأكل لافتات الاعلان الضوئي الرخيصة الثمن التي تخسر عليها البلديات ملايين هائلة اين انت يا سيادة المحافظ وانت تحضر جلسات الشعر الشعبي لكن عطفك لم يخرج من جيبك لدعم اي محفل ثقافي ، اين انت يا سيادة المحافظ والناصرية تفتقدك وابنائها يلتمسون منك ان تطل على احلامهم وتنظرها لا ان تعيقها تلك احلام الخريجين واحلام الفقراء واحلام المشاريع الاستثمارية التي لم نشعر بها للحظة .
لا تمر بسياراتك المظللة وهي تعبر علينا عبور الكرام على تلك الشوارع التي يعود تواريخ بنائها لعقود من الزمن تعال يا سيادة المحافظ لا تجلس على الكرسي ،اجلس هنا على الارصفة كي ترى ما نراه نحن تعال لنراك وانت تعمل لمدينتك ويسجل التاريخ بالصفحات الصحيحة لهذا الوطن لا ان تذهب لبلاد تبعدنا عنها سنوات ضوئية
اخشى ان تكون سفرتك هذه على نفقة الدولة كي ترى عائلتك في الغربة اين انت استحلفك تعال لترى واقعك اخشى ان تكون رحلتك هي لتعميق العلاقات مع البلدان الغربية فهناك من يقول انها كافرة..؟
تعال يا سيادة المحافظ كفاك سفرا ودعنا نحن نذهب هذه المرة لكن ليس من جيب الدولة انما من جيوبنا القديمة منذ ولادتنا على هذه الارض فقد اتعبناك يا سيادة المحافظ