أميركا وحلفائها ... والخسارة الكبرى/مهند البراق

Sat, 23 Jan 2016 الساعة : 21:27

 

بعد أن جعلت أيران خصمها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية، راضخة أمام مشروعها النووي واجبارها على التوقيع أتفاقية مع الجانب الإيراني، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بأن إيران أصبحت من الدول المتقدمة.
وأن سر النجاح لإيران لم يأتي من فراغ، بل جاء عن وعي وصمود الشعب الإيراني، وتماسكه أمام التحديات الإقليمية والدولية.
كل هذه الأمور مكنت إيران، على فرض شخصيتها في المنطقة ودول العالم، واعتراف الجميع بقوة الجانب الإيراني، خصوصا بعد ما افرزته أتفاقية لوزان وخسارة أمريكا الكبرى، لحلفاءها في المنطقة.
وإن سياسة لي الاذرع لم تنفع مع إيران، مما دفع الجانب الأمريكي إلى توقيع أتفاقية بعترافها بقوة إيران.
بعد أن جربت الولايات المتحدة الأمريكية عدة أوراق، سواء كانت عسكرية، اقتصادية، سياسية، فلن تتمكن من السيطرة عليها وأن الجبهات المتعددة التي فتحتها لإضعاف إيران في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، لم تزد من إيران إلى قوة وعزيمة، لذلك نرى الولايات المتحدة عاجزة أمام السياسة المحنكة لدى الإيرانين، ولا سبيل لهم سوى الإعتراف بالدولة الإيرانية وبرنامجها النووي وحل الأمور، وفق أطر دبلوماسية حتى تتجنب استنزاف حلفاء آخرين في المنطقة.
حتى وأن كانت هذه الحلول فيها تنازلات من الجانب الأمريكي وحفظ ماء الوجه لها، وهذا ما أثبتته أتفاقية لوزان 5+1 الذي تناول فيها قضايا هامة منها،
1_ تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، لتفادي صناعة القنبلة النووية واقتصار البرنامج على منشأ ( ناتانز) فقط.
2_ رفع جميع العقوبات مجلس الأمن الدولي، المتعلقة ببرنامج إيران النووي.
إذا كل هذا يدل على قوة إيران، وأن أمريكا خسرت الكثير من حلفائها وفشلت فشل ذريع في المنطقة، و لاتريد أن تخسر ما تبقى لها من حلفاء جدد، وان سياسة لي الأذرع تزيد من قوة أيران بدلا من أضعافها، فتجهت إلى سياسة الحل الدبلماسي.
فهل تكون السعودية وحلفائها داخل المنطقة، مستوعبه لهذا الدرس؟
بعد تراجع الإقتصاد في المنطقة، هل تريد أن تخسر السعودية اقتصادها وهو الآن أصبح على المحك؟
لذلك يجب أن تكون السعودية وأخواتها عارفة جيدا بأن التصريحات المتشنجة، والمتهورة سيكلفها الكثير فليس لها حل سوى الحلول الدبلوماسية، وان الحامي الوحيد لها قد يستغني عنها، فتكون بعد ذلك كبش فداء قد شارف على انتهاء مدة صلاحيته.

Share |