إحداث ومعطيات (جمهورية رفحاء ) قصص مؤلمة سردها الكاتب والإعلامي المؤلف طارق حربي
Mon, 18 Jan 2016 الساعة : 8:59

كتب/ فوزي التميمي
من الصعب الإنسان يتناسى معطيات الإحداث وتداعياتها التي تمر في فترة من فترات حياته .. واليوم يستذكر معنا المولف والكاتب المغترب الإعلامي طارق حربي وقائع وإحداث مخيمي رفحاء والارطاوية للاجئين العراقيين بالمملكة العربية السعودية خلال فترة أيار شهر /5 / 1991 الى شهر أيلول 9/ 1993
والتي ارشفها بألم وحسرات عميقة نخرت جسده وهو يتذكر ماجرى للعراقيين بالمخيمين المذكورين وذلك خلال كتاب يحمل عنوان (جمهورية رفحاء) الذي يقع في 459 صفحة دونها بشهادات لأشخاص عاشوا المحنة في زمن ثورة عارمة انقلبت على النظام السابق لصدام أشعلت الشرارة الأولى بالانتفاضة في محافظات الجنوب والفرات الأوسط بسبب سياسات طائشة كان الشعب لايستطيع تجاوزها الا ان الكاتب الحربي وصفها بانتكاسة انتفاضة 1991 وانسحاب قوات التحالف الدولية عن الأراضي العراقية في شهر نيسان من السنة المذكورة
جمهورية رفحاء كان وصفها دقيق لأنها تحمل تعذيب واهانة وإذلال وقتل وتنكيل للعراقيين الذين ارادوا العيش بسلام والهروب من جحيم الوطن الذي لايطاق في حينها ..وبالتالي اختار المؤلف ان يتحمل مع زملائه وأصدقائه هذا الطريق الوعر ليصل معهم الى بر الأمان ولكن بعد أهات وأهات
جمهورية رفحاء في طياته الكثير من الماسي لاتزال موجودة حيث كشف الكاتب طارق حربي انه أكثر من 6000 لاجئ يفترشون رمال مخيم رفحاء يعانون من قسوة الحياة والانتهاكات داعيا الهيئات الإنسانية والدولية أن تأخذ بعين الاعتبار الحالة النفسية والمصير المجهول للاجئين وهم يرزحون بالقرب من الحدود العراقية والتواجد لفترة تقترب من السنتين وحث الدول على استقبالهم والضغط بهذا الخصوص وذلك من خلال الإسراع لعمل المفوضية السامية المتعثر لمناقشة هذا الموضوع ..لذلك دعت جمهورية رفحاء الذي بين أيديكم جميع الإخوة اللاجئين الى المساهمة في هذا العمل الجماعي والحضاري والله وراء القصد والمستعان
الوقائع والإحداث ذكرت شخصيات أبناء الناصرية والمحافظة عموما ممن ساهموا في الانقلاب ضد النظام السابق حيث امتد الحديث للمولف طارق حربي أولا عن العراق والمملكة العربية السعودية (تمهيد) وانتفاضة آذار 1991 ومن الناصرية الى تل اللحم كما من تل اللحم الى مخيم صفوان بالإضافة الى مادار داخل المخيمات الى جانب الأرض الغريبة وبعدها عن العمق التاريخي والجغرافي للمدينة التي يقطن بها هولاء المعذبون من أبناء جلدتنا وهم يبحثون عن مأوى وملاذ امن لعيش دور شيوخ العشائر كان واضحا وملموسا الذي يعتبر المكون الرئيس للمجتمع العراقي وجزءا لايتجزء من تاريخ العراق
كما امتد المؤلف الى سر الإحداث بتفاصيل مهمة وقصص كل واحدة ترتبط بشقيقتها من حيث الوصف والمعاناة والإحداث من خلال المشاركين هيئة ومنتدى وحسينيات والزيارات السرية والعلنية فضلا عن بداية الاستفزازات وتسليم المطلوبين الى المخفر الحدودي العراقي واديان ومذاهب وتعاقب الفصول ووقائع شخصية
كما تناولت جمهورية رفحاء هو ألان في الأسواق يمكنك اقتناءه للاطلاع على التفاصيل للانتفاضة والأسباب والتداعيات حيث دونت إحداث منها الصحة العامة في المخيم بالإضافة الى مخيم والارطاوية ومابعد تنظيم التظاهرات فضلا عن إحداث شهر رمضان سنة 1993 وختاما وليس أخرا ما دونه الكاتب حربي بعبارات منها وداعا مخيم رفحا وتقرير منظمة العفو الدولية باللغتين العربية والانجليزية
بعدها كانت أخر كلماته ذيلت في نهاية المجلد (أننا لم نحمل تأففهم على محمل الجد لان الوطن أصبح جحيما لايطاق فتوسلنا عوضا عنه خلاصا ، أيا كان منفتحه ومؤداه .