السيد حيدر العبادي بين مطرقة الأمريكان وسندان الحشد الشعبي/سالم لطيف
Wed, 6 Jan 2016 الساعة : 1:19

في آخر انعقاد لهيئة الأمم المتحدة وحضور "بوتين" و"أوباما" لإلقاء كلماتهما؛ نظم لهما لقاء خاص استغرق ساعة ونصف (90 دقيقة) تقرر خلالها كما يبدو لكثير من المحللين السياسيين أنهما اتفقا على إنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط وأهمها سوريا والعراق دون أن يقتربا من التصادم "وجها لوجه"!!؛ وتقرر أن تكون روسيا في سوريا وأميركا في العراق والعمل على التخلص من عصابات التطرف والإرهاب! ثم هناك ملحقات- تفاصيل أو ما يسمى بالبروتوكولات-! يتواصل الطرفان بشأنها أولا بأول وعلى انفراد وفي سرية تامة وشفرات خاصة!!؟
لا شك أن حكومتي العراق وسوريا كانتا على شفا الهاوية والسقوط؛ والذي أنقذ حكومة العراق – بسنتها وشيعتها-! من الانهيار هو الحشد الشعبي ومنظمة بدر والعصائب وغيرها من فصائل المقاومة البطلة التي قلبت الموازين والحسابات وقوضت كل جهود ونقود مملكة الشر الوهابية وأطماع تركيا أوردوغان الثعبان! ومن وراءهما من الأمريكان! الذين ينتظرون حصصهم من الغنيمة!
الأمريكان الذين أصروا على أن لا يخرجوا من المولد بلا "حمص"! (سيما وأن الروس قد بدءوا بأكل التشريب بلحمه والحمص معاً) والأمريكان لا زالوا يراوحون بين "العبادي" و "الحشد الشعبي" وأطماع تركيا ورغبات مملكة الشر الوهابية وقطر كل أولئك كان يمكن أن يهمشوا لو أن السيد العبادي وقيادات الحشد الشعبي وجدوا حلا وسطاً مع الأمريكان ويسمحوا لهم بالمشاركة في تحرير مدن العراق؛ وفي الحقيقة فقد بدأ الأمريكان فعلا بالمشاركة في عمليات نوعية عندما قاموا بعدة عمليات إنزال في الحويجة والشرقاط ليحرروا بعض المعتقلين ويعتقلوا البعض الآخر من الدواعش ليثبتوا للعراقيين وحشدهم الشعبي أنهم جادون في التعاون لو أتيحت لهم الفرصة الأوسع والمشاركة على دحر الدواعش والإرهابيين رضيت مملكة الشر الوهابية أو قطر أو تركيا أردوكان أم لم ترضى فالمهم عند الأمريكان هو العراق وتواجدها في قواعدها التي بنتها خلال تواجدها بعد تحرير العراق من صدام حسين الذي كان الخلاص منه أمل العراقيين كلهم أو أكثرهم!؟ وقد تحقق ذلك لهم فلماذا هذا الموقف من الأمريكان ومعاداتهم وهم لهم الفضل على العراقيين في هذا العمل – رغم أن لهم مصالح - الذي عجز عنه كل المقاومين في عهد صدام, وكما يبدو أن الأمريكان ينوون فرض تواجدهم بأي شكل من الأشكال؛ وإن إصرار قيادات الحشد الشعبي برفض التدخل والوجود الأميركي لن يمنعهم وقد كان لهم وجود قوي في بعض جبهات الدواعش ومساعدتهم على مسك مناطقهم!! حيث لم يستطع الحشد الشعبي وكل فصائل المقاومة فعل شيء بسبب مواقف السيد حيدر العبادي (الحائرة)!وعدم السماح لعناصر الحشد الشعبي وفصائل المقاومة بالرد على الأمريكان بأي حال من الأحوال –باعتباره القائد العام للقوات المسلحة- وكان الأمريكان يبررون هذه التصرفات بطريقة دبلوماسية ولا يؤكدون تعمدهم بهذه الأعمال ولكنها كانت واضحة لإدامة فعالية الدواعش لحين تحقيق بعض الأهداف والمصالح في المنطقة.
لا شك أن قوى المقاومة العراقية البطلة وحشودها الشعبية الهائلة تستطيع التصدي للأمريكان وإنزال بعض الضربات بقواتهم هنا وهناك و كما فعل غيرهم في السابق فكانت نتيجتها "الدواعش"!!.. والآن جاءونا خلف الدواعش فصار علينا (الطاق طاقين)!! وسوف يبقى هذا السجال الدامي إلى ما لانهاية وإلى مزيد من الضحايا والشهداء واستمرار نزيف الدم واستنزاف الأموال وتراكم المعاناة وتفاقم المأساة وتخلف العراق وتعذيب العراقيين ولا تنتهي هذه المشاهد المؤلمة وستجند ضدنا دواعش جديدة يهيئون لها اليوم في ألإتحاد الذي أعلنته مملكة الشر الوهابية بالنيابة عن الأمريكان والصهاينة والأتراك وسوف تتكالب علينا كل مرتزقة الأرض بما فيهم الإخوة الكورد!! الذين أصبحوا محمية مثل محميات الخليج "الغربي"! ونبقى في دوامة رهيبة لا تبقي ولا تذر وسنبقى نقاوم الاحتلال والاستعمار خمسين سنة أخرى كما يخوضها الفلسطينيون بكل مقاوماتهم وصواريخهم إضافة إلى حزب الله!! ورغم أن حزب الله هزم إسرائيل مرتين وأثبت جدارته وبطولاته إلا أنه وبكل الدعم من سوريا وإيران واليوم الروس ولكنهم جميعا لا يستطيعون حسم الأمور إذا لم نجد لها حلولا وسطية ذكية ولو إلى حين لنلحق بركب من سبقنا في التعامل مع الغرب والأمريكان وانتصر عليهم سياسيا واقتصاديا و"عسكريا"! ..ومثلنا هو جمهورية إيران الإسلامية. فهل نرى موقفاً مشرفاً للتعاون مع الأمريكان مثل ما يتعاون معهم الإيرانيون! (في أفغانستان ضد السوفييت مثلا)!! يخرج به السيد حيدر العبادي مع قيادات الحشد الشعبي لدحر الدواعش وإلى الأبد وحقن دماء أبناءنا والحفاظ على ما تبقى من عراقنا العظيم!!؟


