الوول ستريت: العراق سيواجه وضعاً صعباً لإعمار الرمادي وسيقضي عام 2016 بالسعي لاستقطاب المساعدات لذلك

Tue, 5 Jan 2016 الساعة : 7:25

وكالات:
توقعت صحيفة أميركية، أن تواجه الحكومة العراقية وضعاً صعباً في الرمادي نتيجة حجم الدمار الشامل الذي أصابها، وما تحتاجه من أموال طائلة تقارب العشرة مليارات دولار، لإعادة اعمارها في ظل استمرار تراجع أسعار النفط العالمية، مرجحة أن يقضي العراق العام 2016 الحالي بالسعي لاستقطاب المساعدات من البلدان المانحة ومنظمات الإغاثة الدولية للمساعدة في جهود إعادة الاعمار. وقالت صحيفة الوول ستريت جورنال The Wall Street Journal الأميركية، في تقرير لها اليوم، بشأن خطط إعادة اعمار مدينة الرمادي بعد تحريرها، تابعته (المدى برس)، إن "المسؤولين العراقيين سيواجهون وضعاً مقيتاً في المدينة". وأضافت الصحيفة، أن "المسؤولين العراقيين يؤكدون تدمير ثمانين بالمئة من المنشآت والبنى التحتية والأبنية في الرمادي"، مبينة أن "مسؤولي محافظة الأنبار يتوقعون أن تبلغ تكاليف إعادة اعمار المدينة بحدود العشرة مليارات دولار". وذكرت الوول ستريت جورنال، أن "المسؤولين العراقيين ومؤسسات التنمية وإعادة الاعمار في البلد ينظرون إلى الرمادي على أنها ستصبح رمزاً مهماً لقدرة الحكومة على إعادة الاعمار، ويأملون أن يؤدي ذلك إلى تعزيز ثقة أهالي الأنبار بالحكومة التي طالما اتهموها بالتمييز والاضطهاد الطائفي". ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش، قوله، إن "الاستقرار في الأنبار يعني بالمقابل استقرار العراق، لأن المحافظة هي واجهة البلد". وعدت الصحيفة الأميركية، أن "التكاليف المتصاعدة لإعادة اعمار الرمادي جاءت في وقت غير مناسب بالنسبة لحكومة حيدر العبادي، الذي تعهد بذلك في اجتماع عقده الاثنين الماضي،(الـ28 من كانون الأول 2015 المنصرم)، لمناقشة تلك المهمة، لأن أسعار النفط الهابطة قد قلصت من عوائد الميزانية التي استنزفتها أصلاً تكاليف الحرب ضد داعش، وتلبية احتياجات مئات الآلاف من النازحين والمهجرين". وأوضحت الصحيفة، أن "العبادي تعهد الاسبوع الماضي بأن يشهد عام 2016 الحالي نهاية تنظيم داعش في العراق"، معتبرة أن "تحقيق ذلك الهدف سيكلف الدولة مبالغ طائلة لتتمكن بعدها من الوقوف على قدميها، حيث أن جميع المدن والقصبات التي تم تحريرها من داعش حتى الآن، بضمنها سنجار وبيجي وتكريت، قد تعرضت لدمار شامل تقريباً". وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، وفقاً للصحيفة، إن "سياسة داعش تكمن في تدمير كل شيء قبل انسحابه من المنطقة التي يحتلها، كالجسور والمستشفيات ومشاريع تصفية المياه"، مؤكداً أن "هدف داعش هو التخريب فقط لا غير". وأكدت الوول ستريت، على أهمية "الحملة الجوية التي تخوضها الطائرات الأميركية ضد داعش في تخفيف العبء على القوات البرية العراقية وتمكينها من تحرير المناطق"، مستدركة "لكنها من جانب آخر تتسبب أيضاً بإلحاق أضرار كبيرة بالأبنية والبنى التحتية في المدن المراد تحريرها". ودللت الصحيفة على ذلك بـ"الغارة الجوية التي شنتها الطائرات الأميركية في بداية أيلول 2015، على ملعب كرة القدم الرئيس في الرمادي، الذي استغله داعش لتخزين الأسلحة، حيث تحول الملعب الذي يسع 15 ألف متفرج إلى رماد". وقال المتحدث باسم قوات التحالف، الكولونيل ستيف وارن، بحسب الصحيفة، إن "إعادة اعمار المدن المتضررة كانت جزءاً من المعادلة منذ شروع التحالف بتنفيذ ضرباته الجوية ضد داعش في العام 2014"، عاداً أن من "الصعب معرفة حجم الدمار الذي تسبب به داعش لمدينة الرمادي عن ذلك الذي تسببت به طائرات التحالف". وأضاف وارن، أنها "الحرب حيث يكون كل شيء فيها معرضاً للدمار والأضرار". ورجحت الوول ستريت، أن "يقضي العراق جل العام الجديد بالسعي لاستقطاب المساعدات من البلدان المانحة ومنظمات الإغاثة الدولية للمساعدة في جهود إعادة الاعمار". ونقلت الصحيفة عن رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، قوله في تصريحات صحفية، إن "مستوى العواقب الاجتماعية والنفسية السلبية التي خلفها احتلال داعش لمثل تلك المناطق يتخطى حدود إمكانيات الدولة العراقية، ويتطلب جهداً دولياً مشتركاً، لأن التحديات ما بعد المعارك مع داعش، ليست أسهل من مواجهة التنظيم نفسه". وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت، في (الـ28 من كانون الأول 2015 المنصرم)، عن تحرير مدينة الرمادي،(110 كم غرب العاصمة بغداد)، ورفع العلم العراقي فوق المجمع الحكومي وسطها، وفي حين عدت أن الانتصار جاء "نتيجة تلاحم الصفوف ووحدة الكلمة"، أكدت قرب تحرير باقي المدن "المستلبة"
المصدر:المدى برس

Share |