كيبان ومقبض السكين/عبد الرحمن الفضلي
Mon, 4 Jan 2016 الساعة : 1:35

لم يكن تجاوز دول الجوار على حصة العراق المائية وليد تلك اللحظة او الظرف الراهن الذي يمر فيه العراق بل هو نتاج سنوات طويلة من غض الطرف او التجاهل حيث ان التاريخ يحدثنا عن العديد من المشاكل التي سببت الارق للعراق وعرضت مصالحه للخطر دون ان يقوم بمعالجة تلك المشكلة عبر الطرق الدبلوماسية او عبر المحادثات الثنائية سواء مع تركيا او سوريا ولما كانت اليوم سوريا تشهد صراعا عنيفا مع عصابات داعش او المعارضة المسلحة فأن بعض السدود قد وقعت تحت سيطرتهم وأصبحوا هم المتحكمون فيها
.وقصة السدود على نهري دجلة والفرات ليست وليدة اللحظة بل هي ممتدة منذ ستينات القرن الماضي ولازالت مستمرة. وسد كيبان كان اول الغيث.بل هو مقبض السكين التي بدأت بحز رقبة العراق منذ ذلك التاريخ ولحد الان. حيث انشيء هذا السد من قبل تركيا على مجرى نهر في الفرات في عام 1966وتم تدشينه في عام 1974 حيث كانت كلفت انشاؤه 300,000000مليون دولار امريكي وهو سد كهرومائي ويبلغ ارتفاعه 207 مترا وتبلغ السعة التخزينية للسد 30.6 مليار متر مكعب من المياه ويوجد على السد ثمانية توربينات لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة اجمالية تبلغ 1,330 ميغا واط .
وهذا السد هو واحد من العشرات من السدود التي انشأت من قبل تركيا وسوريا دون ان تحرك الحكومات المتتالية ساكنا ولم تقم حتى بالاحتجاج الخجول لدى السلطات التركية .ورغم هرولة السادات صوب اسرائيل وعقده معاهدة صلح معها إلا انه لم يفرط بقطرة من مياه النيل وعندما تناهى الى سمعه ان اثيوبيا تنوي بناء سدود على مجرى نهر النيل ارسل لأثيوبيا علنا احتجاجا بأنها خرقت الاتفاقات الدولية وانه ليس من حق أي دولة على مجرى النيل ان تبني سدا دون موافقة جميع دول حوض النيل .
لذلك على الدبلوماسية العراقية وكذلك الحكومة ان تنشط في هذا الجانب وان ترفع سقف المطالب بحصة العراق المائية المغتصبة من قبل الدول التي يمر فيها نهري دجلة والفرات الى كل المحافل الدولية وان تبين مدى الاضرار التي تلحقها دول الجوار بالعراق جراء ذلك ولا ضير من تنظيم جولات لوفود من الامم المتحدة والمنظمات المعنية بهذا الجانب في العراق وخاصة في الجنوب ليروا بأعينهم فداحة الضرر الذي لحق بالعراق جراء ذلك ومشاهدة جفاف مياه الاهوار والتي تعتبر من التراث العالمي حيث سبب الجفاف نفوق الاسماك وعدم هجرة الطيور الى تلك الاماكن بعدما كانت تحط الرحال في الشتاء طلبا للدفء وبعيدا عن صقيع اوربا .
وفي هذا الموسم الحالي ومع هطول الامطار ببركة الخالق سبحانه وتعالى والتحرك الجاد والحثيث من قبل وزارة الموارد المائية وحرص وزيرها في الحصول على حصة العراق المائية كاملة وبدون تسويف .نأمل ان تعود انهار العراق واهواره الى سابق عهدها كما كانت تفيض على اهلنا خيراً وعطاءاً.


