إعترافات قناع/نعيم كرم الله الحسان

Sat, 2 Jan 2016 الساعة : 23:31

عذراً  للأديب الياباني العظيم  يوكيو ميشيما  حيث إستعرت عنوان روايته  عنواناً لمقالتي هذه ..
فإعترافات قناع هي اللوحة الأكثر جرأة  الذي عرض فيها  الكاتب  ميشيما حالة شعبه وأمته  في زمن صعود الفاشية في اليابان قبل الحرب العالمية الثانية
حيث تمثل صورة البطل الساموراي وتنا قضات واقعه المرير  والطريق الذي أودى باليابان إلى منزلق الحرب والكارثة والهزيمة
والحق أن الأمم الحية  والتائقة لتجاوز المحن والتخلف والواقع المرير  .هي الأمم التي لديها القدرة  على نقد الذات ومحاربة الزيف ومواجهة الجهل  لربح  المعركة مع التخلف والإنحطاط
ولا أعتقد أن هناك بلداً عانى أكثر من بلدنا في كل صنوف المعاناة من الظلم والزيف والإنحطاط  فهذا هو حالنا من خراب فاشية البعث الى لصوصية الديمقراطية وآيدلوجيا الخداع  .ولهذا يبرز السؤال الذي لابد من مواجهة الذات به وهو نحن من نحن .نحن مستنقع التخلف وبؤرة البؤس .تستوطن عقولنا الخرافة .ونقدس الوهم.ننزل فوق رؤس العباد ملايين المواعظ والخطب .وهي مجرد هراء لم تغير في الواقع ذرة .بلداننا مساكن البوم وموسيقانا نعيب الغراب .نسخر من بعضنا البعض وننظر لمن أصابه البلاء بإزدراء دون أن نمد له يد المساعدة .بيوتنا وشوارعنا البائسة مؤثثة بما أجاده العقل الغربي المنتج لكل نافع للبشر .وحيث ما تلتفت تجد كل شيئ هو ليس من صنعك
 يقول لنا رجل الدين إذا مرضتم عليكم بفلان فهو الذي أعطاه الله وكالة الشفاء .وإذا مرض هو طار لألمانيا أو لندن ليتداوى على أيدي أطباء الغرب الحاذقين ومستشفياتهم الإنسانية الباذخة
 المسؤل فينا مؤمن أصولي عارف بالله وراهب في الليل يكاد تفيض عينه من الخشوع والتواضع .قبل أن يجلس على كرسي التفاهة .حتى إذا جلس وأستوى على كرسي المسؤلية ولبس بدلته الجديدة .أصبح الشيطان من تلاميذه في المكر والكذب والخديعة واللصوصية والتكبر
 ونسي أنه مجرد كاذب ومتسول كرع التملق حتى الثمالة وحتى فاض من شفيته .
ليس لدينا شيئ يغيير من حالنا سوى المواعظ الكاذبة والكذب على الله .نتحدث في الدين وكأننا جلسنا مع جبرائيل وزاحمناه على جناحية . يكيل لنا المخرفون أطنان الخرافة ويوعدوننا بجبل الماء والعسل ويزينون لنا موت العقل والتفكير والعلم ليحولونا إلى فطيع يتبع سراباً .
نهتف للثورة والتغيير والحكم على اللصوص والسراق والمخادعين ونحن ننام في أفرشة أحلامنا اليائسة لعل غيرنا من يقوم بذلك .
وإذا فهرسنا الإختراعات والإكتشافات التي حدثت وغيرت وجه العالم لم نجد إسماً واحداً لنا فنحن مدرجون على قائمة التخلف من الآن وإلى الأبد

Share |