الغارديان: 300 مسلح تابع لداعش يتدرعون بآلاف المدنيين في الرمادي
Sun, 27 Dec 2015 الساعة : 7:25

وكالات:
حققت القوات العراقية تقدماً كبيراً في عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الرمادي من مجموعة داعش، حيث تمكنت من إقتحام المدينة في أكبر عملية منذ سقوطها بيد المتطرفين في ايار الماضي. بدأت عملية استعادة المدينة في شهر تشرين الثاني بعد أشهر من محاولة قطع خطوط الإمداد عن المدينة. وقال صباح نعمان، المتحدث باسم الجيش العراقي "قواتنا تتقدم تجاه المجمّع الحكومي في مركز الرمادي والقتال يدور في المناطق المحيطة بالمجمّع بدعم من القوة الجوية". بدأ الهجوم عند الفجر حيث عبرت الوحدات العسكرية نهر الفرات الى مناطق المركز باستخدام الجسر الذي دمره المسلحون بعد إصلاحه من قبل هندسة الجيش. ويقول نعمان "كان عبور الجسر يمثل الصعوبة الرئيسية، حيث نواجه نيران القناصة والانتحاريين الذين يحاولون عرقلة تقدمنا لكننا نتعامل معهم بدعم من القوة الجوية". وأضاف ان القوات العراقية اضطرت لإزالة العبوات المزروعة على الطريق خلال تقدمها. ولم تشارك أية قوات شبه عسكرية في العملية، إلا ان القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي يقدمان الدعم الجوي للقوات البريّة ويضربان أهداف داعش. وحسب الاستخبارات العراقية فان عدد مقاتلي داعش المتخندقين في مركز الرمادي يتراوح ما بين 250 – 300. ومنذ إجتياح الرمادي قامت داعش بتدمير كافة الجسور المحيطة بالمدينة، كما هدمت قيادة عمليات الأنبار وانتشر مقاتلوها في المناطق السكنية لإخفاء مراكز قيادتها. ومع استمرار العملية العسكرية، لازال المدنيون من أهالي الرمادي – يقدر عددهم 4 – 10 آلاف مواطن – محاصرين داخل المدينة حيث تستخدمهم داعش كدروع بشرية. ويعتقد المسؤولون ان بإمكان المدنيين الهرب من المدينة، وقد تمكنت 50 عائلة من التسلل خلال القتال الدائر حول المجمّع الحكومي وتوجهت الى الوحدات العسكرية في تل مشاهدية شرقي الرمادي معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن وكانوا يحملون رايات بيضاء لدى اقترابهم من القوات الأمنية. ويقول أحد أعضاء مجلس المحافظة ان داعش أعدمت عائلة من أربعة أفراد خلال محاولتهم الهرب. ويقول إبراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الأمنية في الخالدية، ان القوات العراقية قدمت لهم الطعام وهيأت حافلات لنقلهم الى مناطق بعيدة عن خطوط القتال. واذا ما نجح الهجوم في استعادة الرمادي فستكون ثاني مدينة كبيرة بعد تكريت تتم استعادتها من داعش. كما تسيطر المجموعة على مدينة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد، والفلوجة الواقعة بين الرمادي وبغداد. واستعادة المدينة سترفع كثيراً من معنويات القوات العراقية. وأرسلت بغداد الأربعاء أفواجاً من التعزيزات لتأمين المناطق التي يتم تحريرها من داعش على يد القوات المهاجمة التي تواصل القتال لليوم الثاني من أجل السيطرة على كامل المدينة. شملت التعزيزات مقاتلي العشائر الذين تدربوا على يد الأميركان. ويقول المسؤولون العسكريون ان الهجوم سيستغرق أياماً حيث يواجه مقاتلو القوات العراقية مقاومةً من المتطرفين علاوةً على أراضٍ شاسعة مليئة بالمتفجرات. واستعادة الرمادي ستمثل انتكاسة كبيرة لداعش وأول نجاح كبير لقوات الجيش العراقي الذي يقاتل لوحده دون دعم من القوات الكردية أو الحشد الشعبي. ومن أجل الوقاية من التوترات الطائفية أشركت الحكومة خليطاً من مقاتلي العشائر السنيّة والشرطة ومقاتلي العمليات الخاصة في العملية التي بدأت في وقت مبكر من يوم الثلاثاء بدعم جوي من التحالف الدولي. لكن مع وجود آلاف المدنيين الذين لازالوا محاصرين في المدينة مع تصاعد العنف فقد اشتكى المسؤولون المحليون الأربعاء من عدم إبلاغهم بتفاصيل الهجوم. ويقول عيد عماش، المتحدث عن مجلس محافظة الأنبار، ان المجلس يحصل على المعلومات بشأن العمليات العسكرية من الصحف وليس من الجيش "تبرّر القيادة الأمنية ذلك بأنها تخشى وصول المعلومات الى داعش". كما ان هناك انتقادات من قوات الحشد الشعبي التي تقول بأن المسؤولين يتغاضون عن دورها في هجوم الرمادي. ويقول كريم النوري، المتحدث عن قوات الحشد الشعبي، ان المكاسب التي تحققت في الرمادي جاءت بعد أشهر على المعارك التي خاضتها قوات الحشد ضد مجموعة داعش في المناطق المحيطة بالرمادي وان تلك المعارك قد ساعدت في قطع خطوط إمدادات المجموعة "اليوم تأتي واشنطن لتسرق الانتصارات التي حققها الحشد الشعبي".
المصدر:المدى برس