همسة فكرية جديدة(7)/عزيز الخزرجي-كندا

Sun, 20 Dec 2015 الساعة : 21:42

همسة فكرية جديدة(7)
همساتٌ فكريّةٌ(0)
من آلقلب؛
(المقدمة)
ألكاتب و ألباحث" أو "آلبروفسور" أو " ألسّياسي" أو "مرجع الدِّين"ليسوا بمفكرين" كما ليسوا بحكماء طبعاً.

ألمُفكّرون قليلون في هذا آلورى و الحكماء أقلُّ من القليل؛ إنّهم بمثابة ألمراجع الفكرية و ألفلسفيّة و الرّوحية للبشريّة و بوصلتها نحو آلصّلاح و السّلام و آلتّقدّم و آلعدالة و الأمان لتحقيق ألحضارة الأنسانية و المدنية ألراقيّة  لتحقيق سعادتها!

أنهم كآلياقوت الأحمر و الزّبردج لا يجود آلزّمن بمثلهم إلّا نادراً, فقد يكون الكادح"ألباحث" مجتهداً دينياً و سياسياً أو أديباً أو طبيباً أو مهندساً أو مُتخصّصاً في آلطب و الهندسة و الأقتصاد أو الأدارة أو الجيش أو الفيزياء أو الكيمياء أو كاتباً صُحفيّاً و قد يكون مرجعاً دينيّاً؛ لكنّهُ لا يَصِلَ مقام و درجة ألمُفكّر كما لا يصل مكانة الفيلسوف الحكيم!

ألمُفكّر" شيئٌ آخر؛ إنه مجمع للمعارف و العلوم و الفلسفات, لأنّ مهمّته هي إنتاج الأفكار الجديدة و ألنّظريات و آلرّؤى المستقبليّة الستراتيجية و التّنظيرات ألعميقة ألجامعة, سابقاً بذلك آلزّمن لأحياء البشريّة!

إنّهُ مُنتجٌ كونيٌّ كريمٌ بلا حدود و هوية وطنية, تجاوز مدار آلنفس و آلقبيلة و آلحزب و آلعالم حتى آلكون و إتّصل بخالق و أصل ألوجود في سعيه و كدحهِ عبر مدارج ألمعرفة بأخلاص و حكمة!

بكلمة وجيزة؛ ألمُفكّر الحكيم وريث الفكر الأنسانيّ ألمُمتد المعروض من وصيّة آدم (ع) ألّتي أتى بها من الجّنة لنجاتهِ من المهالك و المحن كأمانة لله تعالى عبر سلسلة طويلة من بعثات الأنبياء .. تجاوزت الـ 124 ألف نبي و مرسل حتى سلّمها خاتم النبيين محمد(ص) بأمانة عن طريق أئمة الهدى إلى صاحب العصر(عج) الذي سيملأ به الأرض بعد تطبيقها عدلاً و سلاماً و أمناً و رخاءاً.

و آلعراق رغم أنه مركز الحضارات .. لكنه للأسف ألشّديد كما بلدان العرب قدْ خُلِيَت منهم أو كان خالياً بآلأساس إلاّ ما ندر في أحقاب سابقة, لذلك إبتلي بآلتّدمير الذاتيّ عبر آلأرهاب و آلفوضى و آلظلم بعد ما تسلّط سّياسييون و أحزاب على الأمّة لا يفقهون شيئاً من الدِّين الحقيقيّ أو الفكر كما الفلسفة و الحكمة فسرقوا بلا حياءٍ قوت الفقراء و إعتبروه جهاداً و خرّبوا الوطن و المواطن لبناء بيوتهم و إعتبروه حنكةً سياسية, و ما تمسّكهم بآلدّين (التقليديّ) إلاّ لكونه يفسح المجال أمامهم للتلاعب بآلقوانين و بحقوق الناس كغاية للحكم في فلسفتهم التي لا يرون من خلالها بآلدّرجة الأولى إلّأ تحقيق مصالحهم ألشخصيّة و آلعائلية و الفئويّة و آلحزبيّة في أفضل الحالات!

أمّا (الفلاسفة الحُكماء)؛ فأنّهم النُّخبة المُستخلصة في كل عصر من خيرة و أبرز المفكريّن ألّذين يتركّز دورهم في تحديد أفكار الفقهاء و المُفكريين و أتباعهم المثقفين الذين لم يصلوا درجة الحكمة العملية في (فلسفة العلم) و هم يحاولون ترشيد ألمناهج وتطويرها و رعايتها لبناء (الحضارة) عبر بيان أجوبة واضحة للأسئلة (السّتة) لبيان حقيقة خلق الوجود و ماهيّة الأنسان و كينونة الخالق ..
و كذلك بيان الأولويات ألعلمية و المناهج ألكلية المحكمة لتنفيذ المشاريع (المدنية) و (العمرانية) لأسعاد الأنسانيّة ..

إنّ جهل الحاكمين و ألسّياسيين و غرورهم قد سبب الظلم في الوجود لهشاشة و سطحية متبنياتهم ألفكريّة و أهدافهم المحدودة الضّيقة و آلتكبر في تعاملهم مع حقوق الخالق كما المخلوق خصوصا الفقراء منهم - إن لم نقل ألأستهزاء بها - جعلتهم أنانيين و حاقدين على الفكر و أصحاب ألفكر الحقيقيّ, لذلك إستمرّ الخصام و الفرقة بين الطرفين حتى يومنا هذا, فكان في كلّ عصر؛ قابيلاً في مقابل هابيل, و فرعوناً امام موسى, و جيوشاً من العصاة أمام عليّ, و صدّاماً أمام الصّدر و هكذا!

ليستمر التخريب الذاتي في البشرية .. كل البشريّة!

فخلال فترة حكم آلنظام ألبعثي ألأسود قُتل جميع آلمفكريين ألحقيقيين من أمثال الفيلسوف (محمد باقر الصدر) و المفكرين و حارب دولة المفكّر الحكيم الأمام الخميني الكبير و كثيرٌ من تلامذته الأتقياء الأخيار, حتى إعتبروا قتل المفكرين جهاداً و نصراً و ثأراً, و إستمر الأمر حتى هذا آلزّمن حين تنكّروا – أيّ ألحكام و ألسّياسيون - للقلّة ألمُتبقية منهم و آلذين تشرّدوا في بقاع ألأرض هرباً من آلجوع و آلقتل و آلظلم بعد ما أُغلقتْ آلأبواب بوجوههم كي لا يأخذوا دورهم لقيادة ألمسيرة ألأنسانيّة في آلمجتمع لتحقيق الأمن و آلعدالة و آلسّعادة و آلحريّة.

إنّ مجيئهم – أيّ ألمفكرون – للسُّلطة؛ يعني تحكيم حكومة الحكماء؛ يعني نهاية الظلم و الحروب و الأرهاب الذي ولّد .. الحروب النووية؛ يعني تحقّق إرادة الله تعالى ألتي حاول الأنبياء و المرسلين تحقيقها.

أخيراً  يعني تحقق الحياة و فلسفة الوجود و المحبة و إنهاء الحروب و ألأرهاب و الظلم و الكراهية و قطع دابر آلسّرقات و آلخيانات و آلتكبر و  الخداع و آلتّدليس من قبل الأقتصاديين و ألسّياسيين ألحاكمين بغير آلحقّ, و هذا ما لا يروق للأمراء و الرؤوساء و ذيولهم في البرلمانات و آلرئاسات الثلاثة لعلمهم بأنّ مجيئهم – أيّ المفكريين - هي نهاية الفساد و  الأرهاب و الظلم و  الحرب و إنقطاع منافعهم,  و لهذا تأزّمت معاداتهم للفكر و أهل الفكر و (الحقوق) من الأساس و من الأزل!

لذلك لا سبيل للنّجاة و الخلاص من الحروب و الأرهاب و الفساد و الظلم و الطبقية؛ إلاّ من خلال دعم و إعداد الطبقة ألمرجعيّة المثقفة فكريّاً و روحيّاً من قبل الفيلسوف الحكيم .. كي ينهجوا طريق الخلاص عبر تحكيم فلسفة و فكر أهل الفكر و الحكمة لتحقيق آلأمن و السّعادة كغاية عظمى للوصول و الذوبان في المعشوق الأزلي بعد سلسة من البرامجيات ألتطبيقية و الآليات و السّلوكيات عبر محطات العشق للوصول إلى الحقّ(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و هي عبور آلمحطات ألتي عرّفها النّيشابوري كما الشّيخ الأنصاري بـ(مُدن العشق) و هي بإختصار: الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الأستغناء – الحيرة – الفقر و الفناء.
و لمعرفة التفاصيل راجع؛ (أسفارٌ في أسرار الوجود).
عزيز الخزرجي

...

همسةٌ من أفكاري(1)
رحل ألأحبّة عن دارنا بصمتٍ كآلغُرباء.
...
همسهٌ من أفكاري(2)
إنّ شعباً رضع آلذُّل و آلأسر و الهوان كآلشعب العربيّ و تَشبّعَ بها عبر حقبٍ زمنيّةٍ حتّى توارثها جيلٌ بعد جيلٍ يسهلُ إمتطائهُ!
...
همسةٌ من أفكاري(3)
ألمُفكّر منتجٌ حقيقيّ يخضع لإرادة الله و يسعى لتحرير الأنسانيّة فكريّاً من التّكرار و التّقليد ألأعمى ألذي سببّ الذّلة و الأسر و آلهوان.
...

Share |