السيد سعد بنيان .. نفحات وخواطر من صديق/حسن علي خلف

Sun, 13 Dec 2015 الساعة : 0:51

الى العم المغفور له باذن الله السيد سعد بنيان .. انك سبقتنا .. والشجاع هو من يتقدم .. نعم كنت دائما في طليعتنا .. لذلك حملناك في حنايا الضلوع .. وادنا من شغاف قلوبنا   ..
يا ايها العم الجليل ويا صفوة اهل ذي قار التي أنجبتهم،يامن  ترك بصماته المتميزة في هذا العالم القاسي الذي طغت عليه القوة  وحوربت فيه الفضيلة والأخلاق و القيم و ساد الجهل وأستشرت فيه  البدع وطغى  التخلف وسالت فيه الدماء وأزهقت فيه الأرواح، فقد اختارك الرب العظيم الى جوارة في يوم الخميس 10 /11/2015 ليلة الجمعة مصادفا لوفاة  سيد خلق الله محمد صلى الله علية واله  ..وقد كان لهذا النبأ وقع أليم على نفوس كل محبيك ، و مصاب كبير وخسارة فادحة لنا  والم يعتصر انفسنا .. ليس بدافع الاعتراض على امر الله سبحانه .. وانما بفقدك تعطلت مدرسة من الخلق الكريم .. والنفوس الابية الشجاعة التي لا تخاف في الله لومة لائم ..
يا ابا ابراهيم ....
كنت واحة من واحات الحياة .. ماؤها الأماني ، واشجارها الأحلام  وأزهارها النرجس  وينابيعها الارتواء  ، وهي في وسط صحراء  من الوحدة والانفراد ،.. ولولا هذه الوحدة والإنفراد لما كان كل منا ما هو ، لولا هذه الوحدة والانفراد لكان كل منا حينما يسمع صوته سيظن انه صوتاً لغيره ، ولو رأى وجهه لتوهم نفسه أنه ينظر في المرآة ... ولكني اعرفك .. كنت انت .. انت  ..مشروعا دائما لغيرك ومعلما تفيض نورا على سواك .. نعم لقد اتعبتك الحياة وانهكت قواك .. فقد ارتحلت فيها بعيدا .. خضت البراري وركبت الصعاب سلكت الشعاب  .. وخبرت التجارب وصقلتك السنون واغنت تجاريك المخالطة وتنوع معادن الناس .. سكنت الصحارى طويلا فأغنت تجاربك الوحدة والتفكر .. ..جعت  .. وعطشت .. ومرضت .. ولكنك لم تستسلم .. صلبا كما عهدناك قوي الشكيمة صلب العريكة عنيد تصغر امامك المصاعب ..
ايها العم العزيز .. كنت ينبوعا للمحبة .. ودفق للحنان .. ومثال للأبّوة ..  رغم معرفتك .. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها ،  ورغم علمك بانهم بكم يأتون للعالم ولكن ليس على نهجكم  ، ومع أنهم يعيشون معكم ـ فهم ليسوا ملكاً لكم ، ولكنكم تفيضون عليهم من  محبتكم ، لأن لهم أفكارهم الخاصة ، وبقدرتكم صنع مساكن أجسادهم ... كون  نفوسهم لا تقطن في مساكنكم ، فهي تقطن مسكن الغد الذي لا تستطيعون زيارته حتى ولا في أحلامكم حتى لو جاهدتوا لكي تصيروا مثلهم ، لأن الحياة لا ترجع للوراء ولا تلذ لها الإقامة في منازل الأمس فكنتم  القوس  وأولادكم سهام حية قد رميت بها الحياة ، فإن رامي السهام ينظر للعلامة المنصوبة على طريق اللانهاية ، فكنت تلوي تلك السهام بقدرتك كي لا تطيش  .. ولكنك كنت تريدها  بعيدة المدى ، لذلك ..كانت وعلى طوعك شبت على الطوق  .. وكنا نتعلم منك .. أن نتساءل مع أنفسنا : هل في ثرواتنا ما نستطيع ابقاءه لأنفسنا ؟؟ فكل ما نملكه اليوم سيتفرق لا محاله يوماً ما ، لذلك علينا ان نعطي منه الآن ليكون فصل العطاء من فصول حياتنا دون ورثتنا علينا ان نستبعد مصطلحات ومفاهيم أننا نحب العطاء ولكن للمستحقين فقط !!! بل كنت تفيض من فضلك دون خوف .. ولكل من يسأل .. جميل ان تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه ، ولكن الأجمل هو أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته ، فمن يفتح يديه وقلبه للعطاء ... يكون فرحه بسعيه هذا لمن يتقبل عطاياه والإهتداء اليه أعظم من العطاء نفسه ... وكنت تحثنا على العمل الدؤوب المخلص المتقن ..  لكي نجاري الأرض ونفس الأرض في سرها ، والكسول هو الغريب عن فصول الأرض وهو هائم لا يسير في موكب الحياة السائرة بعظمة وجلال في فضاء اللانهاية إالى المطلق اللامتناهي فمع العمل نصبح كالمزامير التي تختلج القلوب لتناجي الأيام وتتحول لموسيقى خالدة ،  ..وكنت تحثنا بقولك ..من منكم  ..يرضى ان يكون قصبة خرساء صماء وكل ماحوله يترنم سوياً بأنغام جماعية ؟؟ فبالعمل تتحقق أحلام الأرض ، ومع المواظبة على العمل المنتج والنافع تتفتح القلوب على حقيقة المحبة للحياة ، لأن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها وتدنيه من أبعد اسرارها .. وكنت تكره الكسل والعجز وتذمه .. وكنت ترمي لمكارم الاخلاق .. والتعاون .. وحب الاخر .. واحترام رايه ..وتدعو الى الحوار والتفاهم بعيدا عن القسر الغاشم ..وغمط حق الغير .. تباعد ما بيننا وبين الغيبة في مجالسك وتكره النميمة والنجوى .. والذم والهمز واللمز .. نعم كان مجلسا عامرا بالفضيلة والرقي وسمو الاخلاق والسجايا الحسنة  .. ييتضوع بعطر الخير .. واخبار الزمان ومواقف الرجال وصعوبة الحياة والتغلب عليها .. نعم كنت مدرسة عامرة يرحمنا ويرحمك الله  ..
وفي ادناه نبذة مختصرة عن انحدار المرحوم قبليا ..
تنحدر اسرة السيد سعد ال بنيان .. من السادة الغوالب  .. التي ابوها الاعلى محمد الامين .. الذي انجب فرج ومنه ورد .. ثم موسى  .. عيسى ..درويش ابو شكة ومنه كنيتهم  .. انجب اولاد ثلاثة هم ذهب ودخيل وطاهر .. من طاهر ستة ابناء وبالاخص منهم بنيان اصغرهم ..وبنيان انجب سبعة اولاد اصغرهم المرحوم سيد سعد .. الذي انجب سبعة اولاد .. هم طالب .. يونس ..عقيل .. كاظم .. عبد العالي ..ابراهيم وبه يكنى .. واسماعيل  .. وعدد من البنات .. نسأل الله ان يتغمده بواسع رحمته .. ولاهله وذويه واصدقائه الصبر والسلوان .. ونقول وداعا ابا ابراهيم .. والحمد لله رب العالمين ..

Share |