إلى .. فضائية الفيحاء مع اطيب التحيات دعي المغتربين وشأنهم ولا توريطهم بالعودة-إحسان محسن العبود
Sun, 9 Oct 2011 الساعة : 9:24

ما اصعب غربة الوطن، على الانسان،مهما كان نوعها سواء كانت قسرية او اختيارية او حتى ولو كانت للسياحة والاستجمام ، فأنها اذا طالت وان كان فيها اكمل المتع ، فأن الفرد وخصوصا العراقي يحن إلى مسقط رأسه .. تتراقص امامه صور اخوانه وخلانه .. مياهه الجارية .. او غدرانه الاسنة ، مناظر القصور العالية التي تناطح السحاب او ابواب الاكواخ التي تعوي امامها الكلاب ..نعم انها اجزاؤه التي تكون كيانه المادي والزمني والتي تتولد منها الذكريات التي تكون كيانه الروحي، وهذه هي الرابطة التي لايمكن ان تنفصل .
لم نأت ،في هذا القول بنظرية جديدة، فهذا هو الواقع.. لكن لاننسى ان الانسان من دم ولحم،وعليه فأن طاقته وقدرته على مجابهة الصعاب مهما كانت صلابته فهي محدودة على العموم، فاذا وجد شيئا يفوق طاقته يضطر الكثير للفرار بفكره وجسده إلى مناطق يجد فيها الامن والاستقرار وهو في هذ له كل العذر.
ماذا يفعل الانسان اذا وجد (المعول الحجري ) الذي ذكره الشاعر السياب ، يتسلل إلى بيته في جنح الظلام ليهوي على راسه ويحفر لحدا له ، فهل يقف منتظرا لتسيل دماؤه في منعرجات بيته وتتكون من دمه بركة امام اطفاله واهله فتكون ذكرى اليمة لا يمحوها تقادم الزمن ولا الثأر الجاهلي ؟.. وحينذاك يكون هذا التصرف من قبيل القاء النفس بالتهلكة ، التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها .
هذا سبب واحد من اسباب ترك الا وطان والرحيل عنها . بالاضافة إلى الاضطهاد والملاحقة والفقر والتفرقة وغيرها من عوامل معلومة للجميع.،
ولا نلوم الشاعر( ابن حيوس) المتوفي بحلب عام 473هجرية عندما وصف ظلم عصره بقوله:
لقد دفعنا إلى حالين لست ارى مابين ذاك وهذا حظ مختار
اما المقام على خوف ومسغبة او الرحيل عن الاوطان والدار
من جاور الاسد لم يأمن بوائقها وليس للاسد ابقاء على الجار
فضائية الفيحاء... انفاس عراقية :
لا اضيف بقولي شيئا لهذه الفضائية التي حظيت بالتقدير عند الجميع لدعوتها إلى الاخوة والتصافي ونبذ كل الحساسيات التي لايستفيد منها احد/ فضلا عن ان ندواتها السياسية مضمخة بالهدوء والكلم المهذب الذي ينأى عن السباب والشتم والتحريض ، بالاضافة إلى الدفء الذي تضفيه اللهجة البصرية بأسلوب الدكتور محمد مديرها او السيدة انعام عبد المجيد ،فتحس بصدق العواطف، ونبل الهدف، لذلك ارتأت ان تكون آلة اطفاء وسط اعلام ملتهب يتمنى بعضه ان تنشب الحرائق في كل مكان من العراق دون ان تأخذه رأفة بوطنه ومواطنيه
كما لاننسى جهودها في نقل المشاهد العراقي عبر المحيطات وما وراء البحار لتنقل لنا نحن الذين نعيش البؤس والكوابيس والضياع ، حياة العراقيين في الغربة ومرتكزات حياتهم والوانها والتي لايمكن ان نتخيلها حتى في احلامنا .
ايمانوئيل كيلي .. فنان استرالي ولد خطأ في العراق:
ان الذي دعاني إلى هذه المقدمة ، هي مشاهدتي ،تللك المأساة الانسانية التي مثل بطولتها طفلان عراقيان معوقان بأقصى درجات العوق (قطع في الايدي)ومع اني لم اشاهد من التقرير سوى نهايته، لكن أي جملة تسمعها فيه تعوضك عن مشاهدته كاملا.
القصة مؤلمة وهي تصلح لعمل سينمائي جاد : تختلط فيه الانسانية بأعلى درجاتها مع الوحشية قي اسوأ دركاتها... كما تبين عمق الفرق في المقاييس الانسانية بين عالمين يسيران بسرعة قصوى في اتجاهين متعاكسين.
الحفل كان في استراليا واعتقد كان مسابقة في الغناء .. القاعة مكتظة بالحضور .. ولجنة تحكيم اخذت مكانها واعتلى المنصة شاب لم يخف من عوقه شيئا وسرد قصة حياته بصراحة متناهية ،لايمكن لآحدنا مهما اؤتي من الصدق ان يكشف اسرارا هي عندنا مانشير بها إلى صاحبها بالعيب... تكلم بالانكليزية بطلاقة وشرح تفاصيل حياته في اللقطات التي شاهدتها.
قال كنت اعيش انا واخي وعمرنا لم يتجاوز الثالثة في ( كارتون احذية) ولا نعرف لنا اما وابا ،وجاءت الينا ا مي ، واشار إلى امرأة تقف إلى جانب اخيه، واخذتنا من العراق وتبنتنى والآن اعيش مع امي وخالتي ( الاسترالية) وبناتها ، وحكايات اخرى مؤلمة.
ساد القاعة صمت مهول، اخرجت عضوة التحكيم منديلها لتجفف دموعها ، شاطرها في تفاعلها عدد كبير من الحضور ، اما الذي حرص على حبس دموعه فتجعد وجهه وكأنه قطعة ورق جعدتها يد طفل .. ولما بدا بالغناء وكأن كلماتها صيغت بالانكليزية لتحاكي حياة الذين لاحياة لهم ،وقف البعض مذهولا والاخر متعاطفا والاخرون حزانى لهذه الطفولة البائسة التي شاءت لها الاقدار ان تكون بايدي رحيمة بذلت مابذلت في سبيل ان توصل الاخوين إلى مرحلة الانسان .. نعم ( فكلنا بشر ، ولكن ليس كل منا انسان) ولكن المنظر الذي يلفت النظر انه كلما قوبل ( الصبي) بالاستحسان من الحضور كانت الآم ( الاسترالية) النبيلة ،( كما اطلق عليها المعلق بحق) تحضن اخاه بقوة وتطبع على خده قبلة الامومةالحقيقية وليست المفتعلة!!
والسؤال الذي يبرز الآن : ياترى ماذا يكون مصير هذين الطفلين المعوقين لو ظلا يعيشان في العراق داخل (كارتون الاحذية ) ملاذا لهما؟ ومع ان الاجابة بسيطة ، لكن اتوقف عند هذا الحد،
استغراب واستفهام
لقد عرضت فضائية ( الفيحاء) هذا التقرير مرتين ،ولكن عند استعراض الدكتور محمد لمحتواه استضاف بعض السادة للاستئناس برأيهم حول الموضوع ولما ذا يحصل هذا العمل الانساني هناك وليس عندنا؟ وهنا يبدأعتبي على الدكتور الفاضل الذي هوملم بلاشك بأكثرمنا بالعمل الاعلامي والصحافي وما يتطلبه من وسائل في علم الاجتماع وعلم النفس والسياسة وغيرها ... لكن اتجرأعلى الاستاذ واقول له ان السبب في ذلك هواننا متخلفون لحد النخاع بالرغم من ان تاريخنا وديننا يفرض علينا الجوانب الانسانية ،لكن طغت على حياتنا الماديات وفساد السياسات ومنذ الحصار البغيض في الثمانينات الذي صنعت فيه قناني ( اكسير) الماديات التي تمثلناها في حياتنا بأبشع صورة فاختفت من قواميسنا الاجتماعية في طبعاتها الجديدة ،مفاهيم المروءة والتعاطف والحنان والتعاون لدرجة ان البعض اخذ لايعبأ لما يؤول اليه امر اخيه بقدر ما يهمه مستقبله الشخصي وتضخمت هذه الصورة البشعة بشكل استثنائي في الوقت الحاضر،فاذا كانت الماديات والانانيات في قناني صغيرة انخابا للحياة في السابق لكننا نجد الفرد ( مواطنا اومسؤولا) في الوقت الحاضر لاتهمه سوى مصلحته.. ما الشعب ..ما الوطن .. ماالمصلحة العامة ماهذه المصطلحات الثقيلة على الاذن ؟ لذلك :
فاذا استيقظ من غفوته .. جذب الزق اليه واتكى
فصرنا نعيش في فراغ لانجد فيه الا انفسنا فلا نعبأ بأحد/ فهل تريدنا ان نهتم بالمعوقين من ابناء الشعب فالاصحاء منهم على قارعة الطريق تائهون ؟ لاياسيدي انظر حولك تجد مئات الالوف من العاطلين منهم الذين يتأبطون شهاداتهم بحثا عن وظيفة فلا يجدون !! فكيف بمن يحتاج رعاية خاصة.؟ نحن نعيش البؤس والضياع والمستقبل المجهول، لذلك لاتعجب حينما ندوس على الانسانية ومفرداتها بأحذيتنا، ولانبالي بحرمان من يستحق العون.
وعليه فأن ( ايما نوئيل) ليس عراقيا ، ولو بقي فيه لاصبح الان في احسن الاحوال شحاذا، اذا لم تدر عليه الدوائر الصدئة ، وتلقيه في المتاهات المظلمة ولكن الله سبحانه وتعالى انعم عليه بهذة السيدة الاسترالية النبيلة لتنقذه هو واخاه لتعبر بهم إلى البحار البعيدة .. إلى استراليا.. ليجد هناك الانسانية والحب وحياة بلا عقد وتزوير وترسم لهما حياة جديدة اصبحت محل احترام اهلها الذين يقدرون الموهبة والابداع واصبح هو واخوه ينعم بحب امه وخالته الاستراليتين وربما يتزوجا من بنات خالتهما ويمن عليهما الله بالرفاء والبنين، وعليه فهو استرالي الثقافة واللغة وبالمعيار القومي لايعتبر عراقيا شأنه شأن الرياضي العالمي ( زين الدين زيدان) فهو يختلف عن صاحبنا بالرغم من احتفاظه بأسمه العربي فهو فرنسي الثقافة لايفقه من اللغة العربية حرفا.
بلاد تحرم ابناءها في الداخل وتدفع بالمتميزين إلى الخارج :
لم تعد فصول بلادي تعرف الربيع ابدا فهي عا مرة بالشقاء الابدي ،ففصولنا كلها خريف،فلا زهرة نضرة ولا ا ريج تنتشي به النفوس، وانما ظلت الحياة فيه راكدة ( عدا الصفوة ) فالاشجار بلا ثمر واقفة كالاشباح تنتظر من يقطعها من الجذور لتفسح المجال لبناء الفلل والقصور والمسابح ، بعد ان كان يعز على بعضهم امتلاك كوخ يربي دجاجات فيه، ومن هنا بدأ الخلل في المعادلة ،شباب جائع لم تنفعه شهادته في حجز مكان له للعيش فظل النحس يلازمه ( كأبي القاسم الطنبوري) مع حذائه ، واخرون شدوا الرحال ،رغما عنهم، وعاشوا في ديار الغربة بحثا عن الامن المفقود، او الشعور بالانتكاس الداخلي.
لذلك كان لبلادنا تاريخ حافل في هذا المجال :ففي الستينات طرد الد كتور عبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد بعد اهانة واعتقال، ورحل إلى امريكا ليعتلي كرسي الفيزياء في احد جامعاتها مكرما معززا،ولما حاولت الحكومة التكفير عن فعلتها في نهاية الستينات استدعته ليتبوأ مقعده ولما تأهب للعودة للوطن الذي طرده واذله مات في الطريق ...
والجواهري الشاعر الثائر الحالم المعذب بين المنافي والسجون برغم كل هذا يتمنى ان يكون شراع احد زوارق دجلة الممزق كفنا له فمات في الغربة بدون هوية ،فقد سحبت منه ، كما لاننسى الشاعر مصطفى جمال الدين ابن الهور والسمك وبيت التقوى يموت وراء الحدود سوى شاهدة صخرية تحمل اسمه الكريم.
وعبد الوهاب البياتي الذي رأى( الموت في الحياة ) و( الذي يأتي ولا يأتي) ولم تنفعه : قصائد : حب على بوابات العالم السبع، فأخذ اباريقه المهشمه ، وتناثرت على روحه مثل : الكتابة على الطين. غريبا في مقبرة منسية، كما لاننسى الكاتب الكبير ( هادي العلوي)الراهب الذي يعطي ماحوت يمناه دون ان تدري يسراه.
اما ( بلند الحيدري) فكان ..خفقة طين في : اغاني المدينة الميتة / فكانت خطوات في الغربة موت على تابوت ( قصائد) في لند ن فكأنه يعلم انه لاجديد تحت سماء العراق،فلم العودة اذن؟لذلك خاطب ساعي البريد:
ماذا تريد ؟ انا عن الدنيا بمنأى بعيد / اخطأت،لا شك فما من جديد/ تحمله الارض لهذا الطريد/
ما كان / مازال على عهده .. يحلم.. او يدفن.. او يستعيد
وصدقت الرؤيا .. انكسر الحلم ولم يعد ... لكنه دفن في ارض الصقيع.
كما يجب الاشارة إلى ( مظفر النواب) الذي جعل المرض قاطرته ( الريل)ان تتوقف فيضطر إلى جلب ( حمد) معه إلى العراق، ولولا ذلك لظل في سقيفة الغربة يستظل بفيئها ويستمتع حالما بأغنية : مرينا بيكم حمد واحنه بقطار الليل ..وسمعنه دك اكهوه وشمينه ريحة هيل
وبالامس مات الدكتور عبد العزيز الدوري / رئيس جامعة بغداد سابقا..في مشافي الغربة وبعده الفنان محمد غني حكمت الذي عانقه الموت في الغربة ، وكأن العراق لا مشفى فيه.. لقد نعته منحوتاته الجميلة في بغداد بدموع صامته لانشيج يخالجها حتى لا تزعجه ،
ويستثنى من هذا الركب الشاعر( سعدي يوسف)الذي آثر البقاء في الغربة لآنه وجد ان الحروف لاتشكل جملا مفيدة في العراق وانما فقط تصلح لسبك الاكاذيب.
اننا لانستطيع ان نستعرض جميع اسماء من رحلوا وتركوا الوطن لان هناك الالاف من المجهولين الذين قضوا نحبهم في الغربة، كما ان ذلك يجعلنا ان نسلم بكتاب الدكتور ( كاظم حبيب) القيم الذي يحمل عنوان : الاستبداد والقسوة في العراق. كلمة كلمة/ وان القسوة حالة سايكولوجية لازمت تاريخ العراق منذ اقدم العصور.
ايها المغتربون.. نصيحة ... اياكم والعودة :
مع ان فضائية ( الفيحاء) تجعل برامجها كلمات حق تريد بها الحق ايضا ، الا ان السؤال الذي يفرض نفسه وهو ان المغتربين العراقيين سواء في امريكا او اوربا ويحتل قسم كبير منهم مناصب علمية عالية في الجامعات او المستشفيات او الاعمال وبطبيعة الحال فأن الابناء على خطى الاباء، يحملون الشهادات العالية لذلك فأنها في برامجها التي تقابل فيها المغتربين العراقيين ،تطرح عليهم السؤال التقليدي : متى تكون العودة إلى العراق ؟وهل مازلتم تحملون الشوق له ولماذا لايترجم إلى واقع بالعودة وخدمة الوطن ؟
وحدث هذا في مقابلات عديدة على سبيل المثال مع السيدة هناء الوحاش رئيسة احدى الجمعيات النسائية او مع الفنانة (باريس) رغد عبد الواحد او مع الاطباء العراقيين في مؤتمرهم الطبي في احدى الولايات الامريكية ، وقد اطالت مقدمة البرنامج الحديث مع الدكتورة العراقية( نظيمة) التي نذرت نفسها لتوفير العلاج والعمليات الجراحية للاطفال العراقيين في المستشفيات الامريكية مجانا.او مع الحفلات التي يقيمها العراقيون في الخارج للتعارف وتبادل الاراء.
انني اسأل الدكتور محمد مدير فضائية الفيحاء : هل يتكفل للمغتربين اذا عادوا باستخراج البطاقة التموينية واستخراج بطاقة الاحوال المدنية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن خلال سنة ؟ ويجد لهم مسكنا لائقا ووظيفة تتناسب مع شهادات لم تولد في ( الانابيب)، هل يتقبل ( ابن فلان) الذي يحمل شهادة ( ذوي القربى) ان يحل بدله من يحمل شهادة الدكتوراه في ادارة المؤسسة التي يعمل فيها؟ هل تعيش ( الدكتورة نظيمة)التي وظفت نفسها للعمل الانساني الطبي مجانا في عالم الطب في العراق الذي يتمنى بعض افراده ان يعم المرض اكبر عدد من الناس ،حتى تمتلىء عيادته الخاصة بالمرضى، في حين لايتوفر لديه هذا الهاجس عندما يعمل في الدوام الرسمي.
ياسيدي الدكتور : لندع المثاليات في الاقوال ونعيش في الواقع، ولاتقل لي ان الاحوال تبدلت وان المقاييس تغيرت وانما (هي هي) لا في بعض الاحيان ادهى وامر ، واسمح لي بأن اروي لك هذه الحادثة التي روتها الشاعرة العراقية المعروفة التي تعيش في المهجر ( لميعة عباس عمارة)،في السبعينات لمجلة (الف باء) العراقية قالت ان العشرات من الاطروحات تناولت شعرها في الجامعات العربية والاجنبية وقد حصل اصحابها على درجات ( الماجستير او الدكتوراة) لكنها لما قدمت طلبا للانتساب إلى الدراسات العليا لدرجة ( الماجستير) في العراق رفض طلبها، فهل ياترى يجد المغتربون العراقيون مكانا لهم تحت شمس بلادهم الغالية كما وجدوا المكان الكريم تحت الشموس الا جنبية؟
دعوا الناس في ديارهم امنين ، ولاتورطونهم بالعودة إلى العراق ،فيعودون (بخفي حنين) او كما يقول مثلنا الشعبي ( لا حظت برجيلها ولا خذت مله علي ) فأنهم ان سلموا من الاختطاف والقتل ، فالبطالة بانتظارهم والاحتقار وقد فاز من ترك هذا الوطن !
حتى النجوم تخاف من وطني
ولا ادري السبب
حتى الطيور تفر من وطني
ولا ادري السبب
حتى الكواكب ... والمراكب... والسحب / القباني
إننا نعرف السبب يا قباني .
إحسان محسن العبود